تقارير

حرية التعبير لا تزال تهمة في اليمن والحوثيون في صدارة المنتهكين

04/05/2025, 10:21:57

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، يحتفي العالم بحرية الكلمة، بينما لا تزال الصحافة في اليمن ترزح تحت وطأة القمع والانتهاكات. فالمهنة هناك تحوّلت إلى خطر، والصحفيون إلى أهداف خلف القضبان وفي المنافي.

وبهذه المناسبة، أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين تقريرًا وثّق أكثر من 2000 انتهاك طال الحريات الإعلامية منذ اندلاع الحرب في عام 2015 وحتى مطلع أبريل 2025، تصدّرت فيها ميليشيا الحوثي قائمة المنتهكين بـنحو 1200 انتهاك، تلتها الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في بلدٍ أصبحت فيه الحقيقة مهددة، والكلمة مكلفة.

قال عضو الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين اليمنيين إن “الواقع الصحفي في اليمن متغير، لكنه للأسف سلبي”، مشيرًا إلى أن الصحفيين تعرضوا خلال السنوات العشر الماضية للقمع والإرهاب والاختطاف، فضلًا عن إغلاق ونهب عشرات الوسائل الإعلامية.

وأضاف أن “الكثير من الزملاء حُرموا من رواتبهم وحقوقهم المعيشية، وفقد المئات وظائفهم، في ظل دخول عشرات الدخلاء على المهنة، ممن لا يحملون مؤهلاتها ولا يعرفون أخلاقياتها”.

ولفت إلى أن النقابة، رغم احتفالها بالمناسبة، لا تزال تذكّر بأن أحكام الإعدام الصادرة بحق عدد من الصحفيين الذين أفرج عنهم، لا تزال قائمة، مؤكدة أن ميليشيا الحوثي تستخدم هذه الأحكام “كسوط تهديد دائم”.

صحفيون خلف القضبان

وأعربت النقابة عن قلقها الشديد على مصير الصحفي وحيد الصوفي، المخفي قسرًا لدى الحوثيين منذ أبريل 2015، إلى جانب الصحفي محمد المياحي الذي يواجه محاكمة أمام محكمة الإرهاب بتهم وصفتها النقابة بـ”المطاطية والزائفة”، متوقعة صدور أحكام قاسية بحقه.

كما سلطت النقابة الضوء على قضية الصحفي نبيل السيداوي، المختطف من قبل الحوثيين، والذي لا يزال قيد الاعتقال رغم انقضاء مدة حكمه بالسجن سبع سنوات، معتبرة أن “المحاكمات التي يتعرض لها الصحفيون محاكمات سياسية بحتة، تنعدم فيها العدالة، ويشارك فيها القضاة والنيابة كأطراف في الجريمة”.

وفي الجنوب، جدّدت النقابة دعوتها لسلطات المجلس الانتقالي الجنوبي للإفراج عن الصحفي ناصح شاكر، الذي أخفي قسرًا لفترة، قبل أن يظهر أنه معتقل لدى قوات الحزام الأمني، متوقعة أن يُقدّم للمحاكمة في ظروف مشابهة لمحاكمات الحوثيين.

كما طالبت النقابة بتقديم دعم طبي ونفسي ووظيفي وتأهيلي للصحفيين المفرج عنهم، وجميع المتضررين من الحرب.

من جهته، قال الصحفي المفرج عنه عبد الخالق عمران، والذي قضى ثماني سنوات في سجون الحوثيين، إن “اليوم العالمي لحرية الصحافة ليس مجرد مناسبة رمزية، بل مناسبة للتفكير المرير بثمن الكلمة”.

وأضاف: “تجربتي مع التعذيب وفتاوى القتل في السجون، رسخت قناعتي بأن حرية الصحافة ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية المجتمع من الاستبداد والكهنوت”.

وأشار إلى أن “الحرب الحوثية على الصحافة مستمرة منذ عقد من الزمان، في أكبر عملية تجريف إعلامي شهدتها اليمن منذ عقود”، مؤكدًا أن “الصحفيين باتوا إما في السجون أو المنافي أو المقابر أو مستشفيات النزوح”.

وأكد عمران أن ميليشيا الحوثي تنظر إلى الصحفيين كعدو وجودي، مستشهدًا بما قاله القيادي الحوثي عبد الحكيم الخيواني في سجن الأمن والمخابرات: “أنتم الصحفيون العدو الوجودي للحوثيين، لأننا لا نعيش إلا في الظلام، ونخشى الكلمة.”

تقارير

هل تُنهي التغييرات الحكومية أزمة انهيار العملة في اليمن؟

بالتزامن مع استمرار تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ناقش المجلس الرئاسي اليمني في اجتماع له بالعاصمة السعودية الرياض، مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية، دون الإعلان عن اتخاذ إجراءات للحد من التدهور المتسارع للعملة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.