تقارير

كيف حولت مليشيا الحوثي محافظة إب إلى مستنقع للجريمة والفوضى؟

20/01/2025, 13:54:53
المصدر : خاص

تحوَّلت محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، إلى مستنقع للجريمة والفوضى، مع تزايد معدلات الجرائم، التي تكاد أن تكون بشكل يومي؛ جراء الانفلات الأمني غير المسبوق في المحافظة، التي يقطنها قرابة 5 ملايين نسمة.
 
المحافظة، التي تُعرف بـ"اللواء الأخضر" وتكسوها الخضرة طوال العام ما جعلها وجهة سياحية فريدة، تشهد ارتفاعًا قياسيًا في مستوى الجريمة والعنف الأسري، مع انتشار السلاح والتدهور المعيشي للمواطنين، وزاد الأعباء عليها أعداد النازحين؛ جراء استمرار الصراع في البلاد.
 
ووفق إحصائية خاصة، رصدها "بلقيس نت"، بلغ عدد القتلى من المدنيين، خلال العام الماضي (2024)، في محافظة إب 93 شخصًا؛ بينهم 4 نساء، في حين بلغ عدد المصابين 54 شخصًا.
 
وتعددت الأسباب التي تقف وراء جرائم القتل؛ تصدّرتها الخلافات على الأراضي، اشتباكات مسلحة، والعنف الأسري، وأخرى تتعلق بالعبث بالسلاح.
 
واتهم مراقبون مليشيا الحوثي بتغذية النزاعات في إب، خاصة تلك المتعلقة بالنزاعات على الأراضي، من أجل استمرار إبقاء المحافظة في حالة فوضى، تتمكّن خلالها من السيطرة عليها.
 
كما شهدت المحافظة انتحار 10 أشخاص، بينهم امرأتان وطفل، جراء الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها مناطق جماعة الحوثي بشكل عام، جرّاء توقف المرتبات، والركود الاقتصادي الحاد.
 
وبلغت عدد الاعتداءات - بحسب الإحصائية الخاصة لـ"بلقيس نت" - 14 حالة اعتداء؛ تنوعت بين اعتداء شخصي، والسطو على ممتلكات، في حين تم إحراق منزلين، ومصنع للخرسانة، ودراجة نارية، وسيارة أحد  المواطنين.
 
- دور محوري

ويرى الباحث والمحلل السياسي، ‏مصطفى ناجي، أن "محافظة إب تمتلك إرثًا ثقيلاً من المظلومية والانتفاضات في التعامل مع الإمامة عبر التاريخ، ولأنها محافظة تماس مذهبي بين الشافعية والزيدية فإنها أكثر حساسية من غيرها تجاه حملات التأديب القمعية الإمامية، وغارات النَّهب القبلي بصكوك إمامية باسم الخطاط".
 
وأشار مصطفى ناجي -في منشور على صفحته في "فيسبوك"- إلى أن محافظة إب "‏لم تكن عاصمة لسلطة زيدية في يوم ما، لكنها كانت مشاعاً للسلطات، ومحور تغيير خارطة القوة الاجتماعية"، لافتا إلى أن المحافظة لها "دور محوري في قيام النظام الجمهوري، ونهوض الثورة على الإمامة في القرن الماضي. لقد منحت إب اليمن فيلسوف الثورة وهو الدعيس وأنجبت حكيماً سياسياً هو القاضي الإرياني".
 
واعتبر ناجي أن ‏إب تعد "أول المحافظات المرشحة للخروج من ربقة الحوثي في أي صدام عسكري قادم"، لذا -يضيف ناجي- "من وجهة نظر حوثية لا بُد من خلق ضمير إبّي معذب بالإدانة الذاتية، والشجب الأخلاقي".
 
- أسباب ودوافع

وحول الأسباب والدوافع الرئيسية، التي تؤدي إلى انتشار الجريمة والفوضى في محافظة إب، يقول المدافع عن حقوق الإنسان، رياض الدبعي، في حديث خاص مع "بلقيس" إن "هناك عدة أسباب، أهمها؛ غياب سلطة الدولة والقانون في ظل سيطرة جماعة الحوثي على المحافظة، وانتشار الفقر والبطالة بين السكان، مما يدفع البعض إلى اللجوء إلى الجريمة كوسيلة للبقاء".
 
وأضاف الدبعي: "كما أن تفشي ثقافة الإفلات من العقاب بسبب غياب الأجهزة الأمنية الفعالة، وارتفاع معدلات النزوح إلى المحافظة؛ نتيجة الحرب، زاد الضغط على الموارد والخدمات، وأدى إلى ظهور توترات اجتماعية".
 
- كثافة النزوح

وردا على سؤال عن العوامل التي تقف وراء ازدياد معدلات الجريمة، التي تكاد تكون بشكل يومي في محافظة إب، قال رياض الدبعي لـ"بلقيس": "إن ذلك يعود إلى موقع المحافظة الجغرافي كمنطقة نزوح كثيف، حيث أصبحت مأوى للكثير من النازحين بسبب الحرب"، فضلاً عن "هشاشة الوضع الأمني وضعف السلطات المحلية في ضبط الأمن".
 
واعتبر الدبعي أن "استغلال جماعة الحوثي للمحافظة كمنطقة تمويل، من خلال فرض الجبايات ونهب الممتلكات، وكذلك انتشار السلاح بشكل واسع وغياب الرقابة على حيازته واستخدامه، خلق بيئة من الفوضى".
 
- عمل منظم

وقال الدبعي: "من الواضح أن هناك تواطؤًا أو تغاضيًا من السلطات المسيطرة (جماعة الحوثي)، مما يجعل الفوضى والجريمة تبدو كعمل منظم يخدم أجندتها".
 
وأكد الدبعي أن "الفوضى تخدم الحوثيين عبر ترهيب المجتمع، وإحكام السيطرة عليه، بالإضافة إلى استنزاف القوى المعارضة لهم داخل المحافظة"، مستدركًا بالقول: "ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن جزءًا من الفوضى هو نتيجة طبيعية للانهيار الاقتصادي والاجتماعي، الذي تشهده البلاد عمومًا".

تقارير

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. كيف نجحت المقاومة في فرض المعادلة؟

دخل يوم الأحد الماضي موعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، بعد 471 يومًا من الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع، في حرب شنتها إسرائيل بدعم غربي باستخدام أدوات فتك حديثة، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في أكبر مذبحة في تاريخ العصر الحديث.

تقارير

في ظل العقوبات الأمريكية.. ما مستقبل البنوك والمصارف في صنعاء؟

في أبريل من العام الماضي، أصدر البنك المركزي اليمني في عدن قرارًا يقضي بنقل عمليات البنوك من صنعاء. وقال البنك إن القرار جاء كإجراء لمحاولة إنقاذ البنوك من الإفلاس والعزلة الدولية، وذلك بعد إعادة واشنطن إدراج ميليشيا الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.