تقارير

كيف يمكن قراءة التحركات العسكرية الجديدة في وادي حضرموت؟

07/10/2023, 11:50:36

في تحرّك عسكري جديد، قال مصدر محلي لـ "قناة بلقيس" إن ألوية عسكرية تابعة لقوات درع الوطن الحكومية - المدعومة من السعودية - وصلت إلى معسكر الخشعة غربي وادي حضرموت.

وأشار المصدر إلى أن القوات ستنتشر في مواقع عدة، وستكون مهمتها تأمين وحماية المناطق الغربية في وادي حضرموت، وذلك في وقت يواصل فيه المجلس الانتقالي تهديداته ومطالباته  بإخراج المنطقة العسكرية الأولى الحكومية من مديريات الوادي.

- خطوط حمراء

يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد بالفخر: "إن حضرموت تعرضت لتهديدات مستمرة بين الحين والآخر، وخصوصا بعد أن سيطرت قوات الانتقالي على محافظة شبوة، ومحاولتها دخول حضرموت، وكما قال زعيمها عيدروس الزبيدي، في ذلك الوقت، إن المسألة مسافة السكة فقط".

وأضاف: "وضعت أمام الانتقالي خطوطا حمراء لم يتجاوزها، لكنه يحاول بين الحين والآخر إثارة بعض الإشكاليات في حضرموت، والدخول إليها بطرق أخرى، غير الاجتياح العسكري كما أراد، تحت شعار لبيك يا حضرموت".

وتابع: "كان يفترض أن يكون شعار الانتقالي لبيك يا مكيراس، ويذهب لتحريرها من مليشيا الحوثي، فهي على بُعد خطوات منهم، أو منطقة كرش، وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، أو أن ينفذ على الأقل مشروعه ودولته، ويقدمه كنموذج في عدن، ويجعل الناس تأتي إليه، لا نموذج الحروب والاكتساح".

وأردف: "بعد أن جاء الانتقالي عبر جمعيته الوطنية إلى المكلا، كان لأبناء حضرموت وقفة جادة، وشكل مجلس حضرموت الوطني، وقوات درع الوطن، التي دخلت حضرموت الآن، هي قوات لتعزيز صف حضرموت، وكنا فقط نود لو أن جميعها قوات حضرمية، ويستجيب لذلك الرئيس رشاد العليمي، وهو الذي قد وعد أبناء حضرموت بالحكم الذاتي".

وزاد: "نتمنى من مجلس القيادة الرئاسي أن يجند أبناء حضرموت ليكونوا هم من يدافعوا عن محافظتهم ويحمونها، كعامل مهم لتثبيت الأمن، بعيدا عن أي أطماع أخرى، ومحاولة جرّ حضرموت للصراعات والفتنة كما جُرّت غيرها".

وقال: "المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة اليمنية موجودة، وتوجد فيها قيادة قوات التحالف، وهي جزء من الشرعية اليمنية، وإن كثر اللغط من قِبل البعض تجاه هذه المنطقة، كنوع من المناكفات السياسية".

- صراع سعودي - إماراتي

يقول الصحفي باسم الشعبي: "إن دخول قوات درع الوطن إلى وادي حضرموت يخدم الصراع الدائر شرقي اليمن، لا سيما في حضرموت بين دولتي التحالف، السعودية والإمارات".

وأضاف: "الإمارات تبني ثقلها في الساحل اليمني، بينما السعودية تبني ثقلها في الوادي، وهذه التحركات الأخيرة من قبل السعودية ترتكز على محاور عديدة، حيث عملت على فصل الساحل عن الوادي بصورة عسكرية، وتتمركز في أماكن لمنع قوات النخبة الحضرمية من التقدم صوب وادي حضرموت، وبالقرب من لواء عسكري في منطقة الردود، وهي المنطقة التي تحتضن المجلس الانتقالي في حضرموت".

وتابع: "دخول قوات درع الوطن إلى وادي حضرموت، لا سيما في الخشعة والعبر، يأتي لمنع الانتقالي من تنفيذ تهديداته بإخراج المنطقة العسكرية الأولى، ومنع تقدمه باتجاه حضرموت، وأيضا حماية الحدود السعودية الجنوبية مع حضرموت".

وأردف: "الصراع لا يخدم اليمن، ولا حضرموت، ولا الجنوب، وإنما صراع نفوذ دول خارجية تسعى للهيمنة على اليمن بشكل عام، وتقسيم اليمن إلى كانتونات صغيرة".

وزاد: "الصورة أصبحت واضحة بشكل كبير جدا، فالصراع الذي يدور، والذي تعيشه اليمن، هو صراع بين السعودية والإمارات، ومن خلفهما الولايات المتحدة، وبريطانيا، على نفوذ في اليمن بشكل عام، وفي الجنوب تحديدا، والآن يتركز في حضرموت".

وقال: "السعودية والإمارات تريد تقاسم المناطق الحيوية مقابل الخدمات التي قدموها في الحرب ضد مليشيا الحوثي، لكنهما في الحقيقة فشلتا في الحرب ضد المليشيا، والآن يتم التحاور معها في الرياض وصنعاء، لتقديم اليمن لإيران ومليشيا الحوثي، مقابل حضورها في الجنوب".

- ضرورة ملحة

يقول الخبير العسكري، العميد محمد الكميم: "إن قوات درع الوطن أنشئت بقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، الرئيس رشاد العليمي، الذي صدر في 31 يناير 2023م، وهي قوات احتياطية له، وكان القرار ينص على تحديد مكان انتشارها، ومسرح عملياتها، بحسب ما تتطلبه طبيعة الوضع".

وأضاف: "توزيع قوات درع الوطن في هذه المرحلة بحضرموت هو رسالة واضحة لتعزيز قوات المنطقة العسكرية الأولى، ودعما لأبناء حضرموت، وحمايتهم من الأعمال التخريبية، وتجنيبهم الصراعات، لأن هناك -للأسف الشديد- طرفا يريد جر حضرموت إلى صراع على غرار عدن وشبوة، ويريد ألا تظل حضرموت آمنة ومستقرة".

وتابع: "كان المفترض أن تكون قوات درع الوطن والمنطقة العسكرية الأولى وكل القوات في مسرح العمليات، اليوم، في مواجهة مليشيا الحوثي، لاستئصال سرطانها الخبيث، لكن القائد الأعلى للقوات المسلحة اُضطر لإرسال بعض من قوات درع الوطن إلى حضرموت لتأمينها".

تقارير

إهمال وحرب ووعي متدنٍ.. تحدِّيات عقّدت مشاريع حماية وترميم آثار اليمن التاريخية

من بين رمال الصحراء، تطل مدينة شبام حضرموت الشاهقة كجوهرة نادرة تزيّن اليمن الكبير والعريق بتاريخه، وندرة معالمه الصامدة في وجه المتغيّرات منذ آلاف السنين، فثم واجهة اليمن معلم ذو تاريخ وقيمة لا مثيل له في المعمورة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.