تقارير

"مؤامرات خارجية".. كيف تتهرب مليشيا الحوثي من مشكلاتها الداخلية؟

02/05/2024, 11:09:20

هربا من مشكلاتها الداخلية، مليشيا الحوثي تحذّر من مؤامرة خارجية، ومحاولات من الطابور الخامس والسادس في إثارة الفوضى، والتشويش على المعركة الحقيقية مع قوى الاستكبار العالمي، كما تسميها، وهو تحذير من أن يطالب الناس بصرف المرتبات، أو أن يكتبوا عن مافيا فساد المبيدات المسرطنة، أو الأدوية الفاسدة المنتشرة في الأسواق، أو أن يسألوا عن أسباب ثراء هوامير الفساد من مشرفيها وقياداتها؟

يشير تحليل الوضع السياسي في اليمن الى أن مليشيا الحوثي تلجأ إلى خطاب تحذيري من مؤامرات خارجية كوسيلة لصرف الأنظار عن المشكلات الداخلية، التي تواجهها من جهة، واستغلالها في قمع السكان المطالبين بحقوقهم البسيطة من جهة أخرى.

في ظل حكم المليشيا، التي تستمد أسباب بقائها من الأزمات واختلاق معارك إقليمية، وتعتمد على القمع لإطالة عمرها في السلطة؛ مستخدمة خطاب المؤامرات الخارجية لبث الخوف بين أوساط السكان، وتصوير أي مطالبة بالتغيير على أنها تهديد أمني للنظام، فيتم قمع حرية التعبير، وملاحقة المعارضين السياسيين بحُجة مكافحة المرتزقة والعملاء، وغيرها من الصفات التي تطلقها المليشيا على بقية فئات الشعب ومكوّناته.

- مؤامرة دولية

يقول المحلل السياسي ياسين التميمي: "إن مليشيا الحوثي هي مشروع زرع في اليمن بفعل مؤامرة خارجية، وهي أكثر طرف يمني -اعتقد- تستوعب ماذا تعني المؤامرة؛ لأنها دخت إلى صنعاء تقريبا بدون سلاح، وأُسقطت في أيديها بدون سلاح، وذهبت لتحارب ما يسمى بالإرهاب في البيضاء وأُسقطت في أيديها الجوف والبيضاء وعدة محافظات، وقبل ذلك وبعده عمران وصعدة وصنعاء".

وأضاف: "الحوثيون أبناء المؤامرة، ومنتج لمؤامرة دولية استهدفت ربيع اليمن، والتغيير السياسي الديمقراطي في اليمن، وهم يعلمون ذلك والجميع يعلم ذلك".

وتابع: "ما من شك بطبيعة الحال أن الاحتكاك الذي يدور في البحر الأحمر أعطى هذه المليشيا الفرصة للحديث عن أنها في مواجهة قوى خارجية، والحقيقة أن ذلك لم يصل إلى هذا المستوى بعد. فلا الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تستهدف الحوثيين، ولا الحوثيون قلقون إلى هذا الحد من الولايات المتحدة الأمريكية".

وأردف: "الحوثيون يريدون أن يراكموا وزنهم الوطني في الداخل من خلال الادعاء بأنهم في حالة مواجهة كونية، وفي حالة مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على خلفية ما يدور في فلسطين".

وزاد: "في الحقيقة، هناك صدفة تاريخية، وهذه صدفة أتيحت للحوثيين هذه المرَّة، وهناك مَن دعم الحوثيين لكي يستغلوا هذه الصدفة بشكل كفؤ، وهو العدوان الغاشم البربري الصهيوني على قطاع غزة، ومن ثم القيام بعمليات عسكرية في البحر الأحمر".

وقال: "في الحقيقة، هذه الهجمات في البحر الأحمر لم تؤثر، ولم تستطع أن تقيم علاقة وجودية مع ما يدور في فلسطين، ولم يكن لها أي تأثير في الحقيقة عن منسوب العنف والتدمير والخراب والقتل والإبادة الجماعية، التي تتم في قطاع غزة".

وأضاف: "الحوثيون حققوا الكثير مما يقومون به في البحر الأحمر على المستوى الداخلي من خلال التأجيج، من خلال الحصول على المزيد من العناصر التي تقاتل في صفوفهم، من خلال أيضا الحصول على مشروعية للاستمرار في حكم بلا مرتبات وبلا التزامات".

- هدف استعماري

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي والباحث في الأمن البحري، د. علي الذهب: "إن مليشيا الحوثي وجدت، أو جنّدتها القوى الغربية، لكي تظل، وهذا بطبيعة الحال هدف استعماري، لكن هل سيسمح اليمنيون لهم بالاستمرار والبقاء؟ قطعا لا".

وأضاف: "لعلّ ما يجري من غليان شعبي وتحشيد على المستوى العسكري والأمني والاستخباري، والإصلاحات الاقتصادية، وما شابه ذلك، وتأجيل الملفات نسبيا لدى الأطراف المقابلة لها، يشير إشارة واضحة إلى أن المواجهة العسكرية -إن لم تكن في الوقت الراهن حاضرة- ستكون من نصيب أو من رصيد المستقبل".

وتابع: "المخاوف على اليمن تندرج في إطار التعامل الغربي مع الحوثيين بوصفهم أداة طيِّعة رخيصة لتحقيق أجندة التقسيم، ولفرض إيذاء مستدام للمنطقة ولكبار القوى الفاعلة في المنطقة، وعلى رأسها مصر، وفي نفس الوقت المملكة العربية السعودية من خلال الموقع الجغرافي المؤثر لمنطقة نفوذهم، الذي مُنحوا إياه بموجب اتفاق استوكهولم، في الوقت الذي كانت فيه القوات الحكومية تسيطر أو تحيط بمطار الحديدة، وتجاوزت ثلث المدينة".

وأردف: "ما يجري الآن من مواجهات بين الولايات المتحدة أو بين حلفائها وبين الحوثيين من جهة أخرى تأتي في حدود السيطرة، بحيث إنه لا يفقد الحوثيون قدرتهم على أن يكونوا أداة طيعة بيد الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت يشكلون تهديدا مزمنا للمنطقة".

وزاد: "هذا قطعا سيهدد المصالح الدولية، وسيأتي دور الحوثيين للخلاص منهم متى ما استغنت، أو وجدت القوى الغربية أنهم باتوا يشكلون تهديدا حقيقيا، لكنهم لا زالوا حتى اللحظة يبحثون عن البدائل، أو البدلاء الذين بإمكانهم أن يحققوا المصالح الغربية، أو مصالح الإقليم".

تقارير

مليشيا الحوثي تجبر الأكاديميين على حضور دورات عسكرية.. ما النتائج والآثار؟

تواصل مليشيا الحوثي إخضاع أكاديميي جامعة إب، وباقي الجامعات الأهلية، على المشاركة في دورات عسكرية جديدة بعد أسابيع من دورات سابقة؛ أجبرتهم على الحضور فيها ضمن برامج تدريبية تنظمها في مختلف المديريات.

تقارير

كهرباء عدن.. ثقب أسود يعصف بحياة الناس

استمرار أزمة الكهرباء دون حلول في عدن يشعل موجة احتجاج وغضب تعم سكان العاصمة المؤقتة، إذ وصلت ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى زهاء اثنتي عشرة ساعة متواصلة؛ بسبب نفاذ الوقود مما دفع الناس إلى الشوارع.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.