تقارير

ما أسباب بقاء الملف اليمني جامداً في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية؟

22/02/2025, 13:24:40

سقط نظام الأسد، وانتهت الحرب في سوريا، فبدأت مقارنات اليمنيين بين ما حدث هناك، وما يجب أن يحدث في بلادهم.

وأعلن الجيش السوداني تقدمه على طريق إنهاء تمرد المليشيا ووضعِ حد للحرب هناك فعاد اليمني للبحث عن أسباب بقاء الملف اليمني جامدا، وغير قابل لتكرار ما حدث في البلدان الأخرى الشبيهة.

- صراع إقليمي

يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعه صنعاء، الدكتور عبد الباقي شمسان: "الخلل هو الصراع الإقليمي في اليمن؛ بمعنى أن هناك أجندة إماراتية لها مصالحها في اليمن، وهي تتواجد الآن في عدن وفي المخا وفي سقطرى؛ أي أنها تتواجد في الممرات البحرية للطرق التجارية، وهذا في إطار مشروعها للسيطرة على ممرات التجارة الدولية".

وأضاف: "وهنالك سلطنة عُمان لديها مصالحها أيضا في العُمق الإستراتيجي لها، وهنالك إيران لها أيضا مصالحها في أن تكون على مقربة من حدود المملكة العربية السعودية".

وتابع: "وهنالك أيضا السعودية الغامضة حتى الآن، التي لم يتضح موقفها بعد، رغم أنها تساهم في إيجاد حلول بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، وتدير ملف السلام في لبنان وفي سوريا؛ أي أنها قادرة على إحداث التغيير".

وزاد: "وهناك -وهو العنصر الأهم- نخبة يمنية تابعة، وتم شراء ولاؤها، وتقسمت على دول الإقليم".

وأشار: "لا توجد حتى الآن نخبة يمنية تعبِّر عن تطلّعات الشعب اليمني، وتتعامل مع الإقليم والمشاريع الدولية وفقا للمصالح الوطنية".

وأكد أن "المجلس الرئاسي هو من ضمن هذه النخبة، التي تم شراؤها، وتقاسمها بين دول الإقليم"، مبيّنا أن "هذا المجلس لا يعبِّر عن تطلعات ومصالح الشعب اليمني".

وأردف: "الشعب اليمني يعاني، ولا توجد نخبة أو قوى وطنية تعبِّر عن تطلعاته".

ولفت إلى أن "المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تقوم بما قامت به تركيا مع أحمد الشرع، وغيره، ولكن حتى الآن مواقفها غير واضحة".

وقال: "الشعب اليمني لا يثق بكثير من دول الخليج، ولكن قد يعطي بعض الثقة للسعودية إذا ما دعمت الحفاظ على الوحدة اليمنية، أو دعمت الجيش الوطني لإنهاء الاحتلال".

وأضاف: "الضرر في اليمن كبير للغاية، هناك استهداف ممنهج في اليمن، سوريا كان لديها مشروع وطني واحد".

وتابع: "أصبح لدينا مجموعة مليشيات وجيش يمني متَّهم بأنه جماعات إرهابية، وتعدد في الجماعات المسلحة".

ويرى أن "تدهور الأحوال المعيشية تدهور مقصود، حتى يشعر المواطنون أن هذا النموذج، الذي تمثله هذه الدولة، فاسد وغير قادر على حل المشاكل".

وأردف: "هنا نجد أنفسنا أمام جماهير لا تستطيع أن تلتف حول السلطة أو الدولة؛ لأنها فاسدة، ولا تمثله".

واستطرد: "في سوريا هناك دولة إقليمية استطاعت أن تقدم الضمانات لجماعة مصنفة إرهابيا، بينما في اليمن المملكة العربية السعودية قادرة على أن تدعم الجيش الوطني، لكن هناك دولة إقليمية لها علاقات مع إسرائيل من مصلحتها تقسيم اليمن إلى جزأين".

ولفت: "كلما تواجد الهلال الأحمر الإماراتي في أي مكان اعلم أن هنالك كارثة".

وأكد: "مع الوقت ستظهر نخبة يمنية سيؤمن بها الشعب اليمني، وسوف تلتقط اللحظة، وهي قريبة لتتحرك 70% لصالح الشعب اليمني، 30% للتوازنات الإقليمية".

- ترتيب دولي 

من جهته؛ يقول الكاتب والباحث الدكتور السيد عادل الأحمدي: "هناك ملفات كثيرة أغلقت، وبلدان كثيرة تحررت، ونحن كنا على مشارف أمل كبير جدا، ولكن للأسف هذا الأمل لم يتحقق".

وأضاف: "ذهبت إدارة أمريكية، وجاءت إدارة امريكية، ويبدو أننا دخلنا الآن في نفق جديد، والأسباب ربَّما كثيرة؛ بعضها يتعلق بنا، وبعضها يتعلق بحلفائنا، وبعضها يتعلق بعدوِّنا".

وتابع: "لكن هذا لا يعني -على الإطلاق- أننا لن نعود إلى بلادنا وأن بلادنا لن تتحرر؛ ربما طالت المسافة قليلا، ولم نكن نريدها".

وأوضح: "الشعب يدفع ضريبة باهظة وكبيرة جدا من دمائه ومن عقوله، ومن حاضره ومن مستقبله؛ جراء هذا التأخر".

وأكد: "يبدو أن هناك ترتيبا دوليا كاملا"، مشيرا إلى أن "الشرعية لا توجد لديها جاهزية كاملة".

وقال: "نحن نركز على الحل السلمي، حتى حينما تريد حربا عليك أن تقول أمام العالم نحن نريد الحل السمي، على الشرعية أن تقول هكذا، على التحالف أن يقول هكذا".

وأضاف: "ليس هناك من يقول أنا أريد الحرب حتى وإن كان يريد الحرب، من أراد الحرب أعد لها عدتها، ثم بعد ذلك يعمل".

وتابع: "لقد أخطأ مجلس القيادة الرئاسي خطأ كبيرا جدا عندما اعتمد على تعيين شخصية بهذا الضعف لمقعد مهم جدا، وهو رئاسة الوزرا"، في إشارة إلى تعيين أحمد عوض بن مبارك.

وبيّن أن " أعضاء المجلس الرئاسي اتفقوا على تغييره، ولكنهم حانبون بالبديل، وهذا يضيِّع من وقتنا الكثير".

وتساءل: "توقفت رواتب العديد من الوزارات؛ إذا ما الفرق بيننا وبين الحوثي في هذه الحالة؟".

وقال: "قد لا نحافظ عليها كأشخاص، لكن علينا أن نحافظ على الشرعية ككيان، هذا ما أقوله".

وأضاف: "السعودية هي محل ثقة لدى كل يمني؛ وهي التي قادرة على أن تعمل نقلة كبيرة كبيرة جدا في الملف اليمني".

وتابع: "لا أرى أن ثمة أجندة ضارة باليمن غير الأجندة الإيرانية، وليس من مصلحة الإمارات أن يكون اليمن مقسما"، حسب اعتقاده.

وأردف: "ليس من مصلحة لا الإمارات ولا السعودية، ولا أي دولة في الإقليم، ولا حتى في العالم، أن يكون اليمن مقسما إلا إيران".

واستطرد: "نحن من يستطيع أن يؤثر في الأجندات الإقليمية، ونريد من النخبة أن يعودوا إلى بيوتهم، وأن يستعيدوا عاصمتهم، وأن يستعيدوا مؤسسات بلدهم".

ووصف الأحمدي السعودية بالجار القوي والإستراتيجي، قائلا: "نحن غير محظوظين بهذا الجار؛ لأننا راكنون عليه".

وأضاف: "وهذا خطأ، هذا بلدنا يجب أن نشتغل لأنفسنا، ولا ننتظر كل شيء من الجار".

وتابع: "عندما وصل أحمد الشرع إلى دمشق هل عملت الفصائل السورية الأخرى له مشاكل؛ مثل ما أصحابنا يعملون لرشاد العليمي، بل ما وصلوا إلا وقد هم ناضجون سياسيا وعسكريا وفكريا".

تقارير

حاوره عبد الباري طاهر.. البروفيسور علي محمد زيد يكشف عن تشكل المقاومة الوطنية والصراعات في وسط الصف الجمهوري عقب قيام ثورة 26 سبتمبر

الدكتور علي محمد زيد مفكِّر حداثي، ومثقّف ومتعدد وعضوي. أديب سارد، وناقد أدبي، ومترجم، وخبير دولي في اليونسكو. درس الفكر العربي الإسلامي: تيار الاعتزال في اليمن، كما درس التيارات الأدبية والثقافية، وهو رمز من رموزها يمنيّاً وعربيّاً وعالميًّا. وهو إلى جانب ذلك رمز من رموز الحركة الوطنية الحديثة، وعضو في قيادة المقاومة الشعبية، التي اضطلعت بالدفاع عن صنعاء إلى جانب الجيش والأمن في حصار السبعين الشهيرة.

تقارير

مجاعة في الأفق.. أزمات متفاقمة تهدد حياة اليمنيين في ظل تراجع المساعدات

أكثر من تسع سنوات من الحرب المستمرة، وطوال عقد من الزمن من الأزمات الاقتصادية والإنسانية، لا يزال الشعب اليمني يعاني من تأثيرات كارثية تمسُّ جميع جوانب الحياة اليومية، حيث يعجز الآباء عن تأمين لقمة العيش لأطفالهم، وتتفشي الأوبئة في غياب الرِّعاية الصحية، وبينما تواجه الأسر تحدِّيات يومية للبقاء على قيد الحياة، في خضم هذا الواقع الصعب، تظهر قصص مأساوية تعكس حجم المعاناة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.