تقارير
ما الهدف من تشكيل قوات درع الوطن في حضرموت؟
قوات درع الوطن في حضرموت في مهمَّة غير واضحة المعالم. حيث وصلت، قبل أيام، قُوة عسكرية كبيرة إلى وادي حضرموت، بعد أن تلقت تدريبا عسكريا في السعودية، وهو ما أثار النّقاش حول طبيعة ومهمّة هذه القوّة وأهدافها، في ظلّ ما تشهده المحافظة من تجاذب سياسي وحِراك اجتماعي منذ أشهر.
تعيش حضرموت واقعاً متوتراً، وبين فترة وأخرى تبدو الأحداث فيها مُرشحة للتصاعد، في حين يسعى الجميع لتحقيق أهدافه قبل الإعلانِ عن التسوية النّهاية التي يفترض أنها ستُنهي حالةَ الحَرب في البلاد.
- استتباب الأمن في حضرموت
يقول الناشط السياسي محمد بلفخر: "قوات درع الوطن أُنشئت بقرار من مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، وهي تتبع له، وإن كان هناك من دعم لها من المملكة العربية السعودية فالمملكة داعمة رئيسية للشرعية اليمنية، وهي على مدار تسع سنوات، وما قبل التسع سنوات، تُحاول إخراج اليمن من هذا المَأزق، الذي تعيشه".
وأضاف: "المجلس الرئاسي الآن تستضيفه المملكة العربية السعودية، بين الحين والآخر، وينطلق، وبالتالي هذه القوات أتت إلى حضرموت، وهي موجودة في أكثر من محافظة، وليس عملية تجاذب بين هذه أو تلك".
وأوضح: "حضرموت إذا استقرت سيكون الاستقرار للبلد كله، وبالتالي لا ينبغي أن تكون (درع الوطن) محل تجاذب هنا أو هناك، أو يُنظر إليها بهذه الطريقة، أو تستقطبها هذه الجهة أو تلك".
وتابع: "حضرموت هي صمام أمان، إذا قُدمت كنموذج، وكما طالب فخامة الرئيس رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي، ووجّه بأن تدير حضرموت نفسها إداريا وماليا وعسكريا وأمنيا، ستكون نموذجا ستقتدي بها بقية المحافظات، وبالتالي هي نموذج للسلام".
وأشار إلى أن "مهمة هذه القوات هي من أجل استتباب الأمن في حضرموت بشكل عام، وستكون هي وغيرها من القوات".
- تلبية مطالب حضرموت
وزاد: "إذا كان هناك من ينظر إلى موضوع المنطقة العسكرية الأولى، فهي تحت قيادة رئيس الجمهورية، وقيادة وزارة الدفاع، فبالتالي هذه القوات مساعدة للمنطقة العسكرية الأولى، ونقل بعض قوات المنطقة العسكرية الأولى خاضع لقرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وقرار وزارة الدفاع".
واستطرد: "وجود هذه القوات جاء كمطلب من أبناء حضرموت، فيها قائد حضرمي، وحتى يتم استقطاب العديد من أبناء حضرموت وتجنيدهم ضمن المجموعات العسكرية، وأيضا موجود عدد من أبناء حضرموت في المنطقة العسكرية الأولى، لكن ليس كلهم، وهذه جزء من مطالب أبناء حضرموت أن يكون لهم دور رئيسي في التجنيد، الذي حرموا منه عقودا طويلة".
يقول بلفخر إن "أبناء حضرموت طالبوا عبر مكوناتهم بتجنيد عدد كبير منهم ليكونوا هم مسؤولين عن إدارة وأمن وحماية حضرموت"، مبينا أن "مكونات حضرموت متوافقة مع ما يجري في البلاد كلها".
- مواجهة القوات الجنوبية
من جهته، يقول الصحفي صلاح السقلدي: "أعتقد أننا نغالط أنفسنا عندما نتحدث عن هذه المهمة (استتباب الأمن في حضرموت)".
وأضاف: "السؤال هو لماذا تم إنشاء هذه القوات بقرار جمهوري كما يزعمون -وهو قرار سعودي بالأصل- خارج إطار وزارة الدفاع، وخارج إطار الجيش الوطني، إذا كانت هذه القوات ليس لها مهمة أخرى خفية؟".
وأوضح: "نحن نعلم أن هذه القوات هي أساسا شُكلت لمواجهة القوات الجنوبية، وإيجادها كقوات موازية للقوات الجنوبية، وإضعاف القضية الجنوبية بشكل أكبر، وإلا لكان هذا الدعم، وهذا التشكيل، ينضوي تحت وزارة الدفاع وقيادة الأركان العامة".
وتابع: "الغرض من تشكيل هذه القوات هو غرض سياسي محض، في حضرموت بشكل خاص وجدت هذه القوات لتنوب، واحتياطا لأمر قد يسقط المنطقة العسكرية الأولى هناك، فتكون هذه القوات هي حائط صد إضافي لمواجهة الحراك الحضرمي، الذي نشهده منذ قرابة عامين".
وبيّن: "هذه القوات تهدف إلى مواجهة القضية الجنوبية، ولا علاقة لها على الإطلاق بالقوات الشمالية، والدليل أنه تم توجيهها باتجاه الجنوب واتجاه حضرموت".
واعتبر السقلدي تشكيل قوات درع الوطن لغما -إذا لم يتنبّه له المجلس الانتقالي- للقوات الجنوبية، ولغما مزروعا في اتجاههم، حسب اعتقاده.
- عناصر مؤدلجة
وتابع: "كثير من عناصر هذه القوات بالفعل عناصر جنوبية، لكنها أولا هي عناصر مؤدلجة، الأمر الآخر هناك عناصر غير جنوبية فيها، تأتمر بأمر جهات لا علاقة لها بحضرموت ولا بغير حضرموت"، مؤكدا أن "أبناء حضرموت غير محتاجين إلى دروع أكثر مما هم محتاجين إلى استعادة ثرواتهم وطاقاتهم".
وبالنسبة للتوقيت، يقول السقلدي: "بالتأكيد هذا له ارتباطات بالتسوية السياسية، التي ترسم لها المملكة السعودية، فهي ستبرم اتفاقيات مع الحوثيين، وستعمل على تشكيل أمر واقع في حضرموت".
وأضاف: "حضرموت بالنسبة للسعودية وبالنسبة للكثير من القوى العظمى منطقة مصالح، والسعودية تتعهد بالحفاظ على هذه المصالح؛ داخل حضرموت تحديدا".
وأوضح: "تعرف (السعودية) ماذا تعني حضرموت بإستراتيجيتها وثرواتها وإمكانياتها ومساحتها وترابطها الجيوسياسي مع المملكة، فهي بالفعل اليوم في عين العاصفة، أو في عين الاستهداف".
وتابع: "إذا كان هناك من مساعٍ بالفعل خيّرة لدى السعودية، ولدى التحالف، ولدى مجلس العليمي، لكان أولى أن يعطوا أبناء حضرموت قرارهم وثرواتهم، بدلا من أن يستخدموهم بهذا الشكل مجرد عصا لقمع الآخرين، ولمواجهة القوى الأخرى".
واستطرد: "حتى لو افترضنا أن المجلس الانتقالي أذعن للضغوطات السعودية، فلا يمكن للجنوبيين أن يقبلوا بأن يتم استبدال قوات بقوات أخرى تنهب ثرواتهم وتكون حامية وحارسة لمن يستنزف طاقات حضرموت"، مستدركا: "المجلس الانتقالي سيرفضها، وسيواجهها حتى ولو كانت مدعومة من المملكة العربية السعودية".
ويعتقد السقلدي بأن تشكيل قوات درع الوطن لا علاقة له بوزير الدفاع ولا بالعليمي، مشيرا إلى أن "هذه القوات أتت لمصلحة سعودية تماما لا علاقة لها بأبناء حضرموت".