تقارير
ما خيارات الحكومة اليمنية للتعامل مع المشهد في ظل التطورات المحلية والإقليمية؟
في ظل التطورات الإقليمية والتصعيد المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا الحوثي، يدخل اليمن منعطفا خطيرا، حيث بات الحديث عن التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن بعيدا جدا، بالتزامن مع هذه المتغيرات وفي أعقاب انهيار أذرع إيران في المنطقة.
الحكومة الشرعية باتت أمام مشهد معقد، خاصة في ظل انسداد الأفق السياسي ورفض التحالف السعودي الإماراتي العودة إلى الحرب لإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، في الوقت الذي تواجه فيه أزمة اقتصادية متفاقمة بفعل سيطرة الحوثيين على أغلب موارد الدولة ومواصلة حربها الاقتصادية، أبرزها منع تصدير النفط والغاز في مناطق الشرعية.
خيارات معقدة
يقول وكيل وزارة الإدارة المحلية، الدكتور عبد اللطيف الفجير، بالنسبة لنا في اليمن نحن نعرف والجميع يعرف أن الوضع معقد للغاية وسبب هذا التعقيد، ضبابية المجتمع الدولي في التعاطي مع القضية اليمنية.
وأضاف في حديثه لبلقيس: اليوم مجلس القيادة الرئاسي يعقد اجتماعات من أجل البحث عن حلول السلام وحول ما يمكن أن يكون خيارا أمام اليمنيين في المرحلة القادمة.
وأوضح، أن الخيارات معقدة جدا، والوضع الاقتصادي في البلد سيء ووضع المواطنين، لا يطاق، فيما التعامل اليوم مع المجتمع الدولي، يحتاج إلى قوة وإرادة، وتكاتف للجهود، ولم الصف الوطني.
وتابع: نحن اليوم في منعطف خطير، وفي المقابل ما تقوم به الميليشيا الحوثية حاليا، هي في وضع لا يحسد عليه، وخصوصا ما تقوم به من تعدي على المواطنين من ابتزاز وبطش، نتيجة مشاهدتها لما يدور اليوم حول الوطن العربي، وما حدث في سوريا، وكيف انقلبت الموازين في يوم وليلة.
وأردف: الوضع اليوم في المنطقة مقلق جدا، لكن الخيارات للآن لم تظهر إلى الطاولة، ما الذي سيتم؟
وزاد: القوات الحكومية، الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، وقوات المجلس الانتقالي، وقوات درع الوطن الجميع يتجهز للمعركة، أما معركة سلام أو معركة حسم، لأن الحرب طالت أكثر من عشر سنوات، والمواطن لم يعد يستطيع أن يتحمل أكثر مما تحمله.
وقال: اليوم نحن أمام كتلة كبيرة من التحديات التي لا بد علينا جميعا أن نتكاتف من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة، سواء سياسيين وإعلاميين، أو حكومة وشعبا.
وأضاف: أيضا نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الحكومة والمواطن، بين المكونات السياسية ككل، بين الفرقاء السياسيين، من أجل أن ننطلق برؤية واستراتيجية لإدارة المعركة القادمة.
"اشتدي أزمة تنفرجي"
بدوره، يقول الخبير في الشؤون العسكرية، العميد عبدالرحمن الربيعي، إن التصعيد الإسرائيلي على اليمن هو بالأساس عمل مدان من قبل الحكومة الشرعية، والمجتمع اليمني بكل أطيافه، لكن هناك إشكالية قائمة وهو من الذي استجلب واستدعى هذا العدو الإضافي إلى ما نحن إليه من معاناة داخلية؟
وأضاف لـ بلقيس: صحيح أن الأزمات قد تشابكت وتعددت أطرافها وأجنداتها، لكن يبقى أمام اليمنيين خيار واحد لا بديل عنه، وهو توحيد المكونات السياسية والعسكرية أولا، فيما يتعلق بقيادة البلاد، ومجلس القيادة الرئاسي هو من يتحمل المسؤولية المباشرة، ويجب عليه اليوم أن يقف وقفة شجاعة، ويتجرد من كل الأجندات الجانبية ويوحد الجهود في إطار العدو المشترك الذي انقلب على الدولة وأوصل البلاد إلى هكذا وضع.
وتابع: أصبحت قضيتنا الآن أو مشكلة اليمن تكاد تكون أزمة متعددة الأطراف لدينا الامريكان والبريطانيين، والتحالف الأوروبي في البحر الأحمر، والآن إسرائيل دخلت على الخط، وهناك الأجندات الداخلية المتباعدة والتي لم تصل بعد إلى وجهة حقيقية، بمعنى أ تظهر قوتها ومتانتها أمام الشعب.
وأردف: لا نستطيع إلا أن نقول أو نستنجد بمثل شهير ومثل شعبي يقول، "اشتدي أزمة تنفرجي".
وزاد: يجب على الحكومة بدرجة أساسية أن تعوّل على الداخل اليمني، فالشعب اليمني اليوم لديه من الفهم مما خلفته هذه السنين من الحرب والانقلاب من معاناة واجترار العالم، من الذي اجتر العالم للبحر الأحمر؟ من الذي جر إسرائيل أن تنتهك سيادة البلاد.
وقال: نحن بلد كنا في منأى يعني عن طبيعة المواجهة مع إسرائيل باستثناء أننا كشعب يمني ندعم بكل جهد بالمال، وحتى بالدم، فالقضية الفلسطينية قضيتنا، لكن شماعة القضية الفلسطينية تم الزج بها في قضايا وشأن داخلي كما يعمل الحوثيون، اليوم وبذلك اجتروا لنا أعداء جدد إلى المنطقة، لا نمتلك القدرة على مواجهتهم، ولا حتى الحوثيين ما الذي لديهم لكي يواجهوا إسرائيل؟
وأضاف: أتت إسرائيل بخلال ساعات ودقائق ودمرت منشآت اقتصادية، وبنى تحتية، وللأسف الشديد محطتا ذهبان وحزيز لحالهما -فقط- تكلفتهما بالأسعار الراهنة قرابة المليار دولار، هاتان المحطتان بنيتا خلال 60 عاما، من المعاناة ومن الفقر ومن البؤس، وتحققت هكذا تنمية ولو جزئية، ونفقدها اليوم بظرف دقائق.