تقارير

ما دلالات تصريح وزير الدفاع الإيراني بشأن نقل تكنولوجيا تصنيع الأسلحة إلى خارج حدود بلاده؟

25/08/2025, 10:18:04
المصدر : تقرير خاص

تتحرك إيران في المنطقة العربية لتكتب فصلا جديدا من نفوذها العسكري، إذ يقول وزير دفاع طهران: "أنشأنا في بعض الدول بنى تحتية ومصانع للأسلحة، وسنكشف عنها إذا ما اقتضت الحاجة".

هذا الاعتراف جاء بعد سنوات من تهريب إيران الأسلحة إلى وكلائها في المنطقة، ودخولها في حالة معقَّدة بعد الحرب مع إسرائيل، وتجديد الرقابة على طرق التهريب، وضبط العديد من الشحنات التي كانت في طريقها إلى أدواتها في اليمن، مليشيا الحوثي.

يقول مراقبون إن مليشيا الحوثي باتت الأكثر حظا بعد فقدان طهران العديد من أذرعها في المنطقة، حيث لا يزال الحوثيون يناورون في البحر الأحمر، ما يجعلهم ضمن المواقع المحتملة لنقل إستراتيجية التصنيع الإيراني.

تصريحات حساسة

يقول الخبير في القضايا السياسية والعسكرية، العميد عبد الرحمن الربيعي: "تصريحات المسؤول الإيراني حول نقل بعض المعدات أو البنى التحتية التي تتعلق بالصناعات العسكرية، وخصوصا الحساسة وذات الأهمية، يقصد منها تشتيت الأذهان، وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة وإسرائيل، على أن الاستهدافات التي كانت تقوم بها إسرائيل لمنشآت إيران أصبحت الآن في مأمن، وأنه جرى نقل الكثير منها إلى مناطق تعد بالأساس مرافئ تتبع إيران تماما".

وأضاف: "الجانب الآخر أن إيران وجدت في اليمن مكانا، حتى لو لم يحدد التصريح اليمن على وجه التحديد، أو يتحدث صراحة عن نقل مثل هكذا صناعات أو أدوات أو بنى تحتية، لكن في حقيقة الأمر إيران، ومن خلال العشر السنوات، لاسيما منذ بدء استهداف الحوثيين الملاحة في البحر الأحمر، واستهداف أمريكا ومعها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومن ثم إسرائيل الحوثيين، لم تنجح هذه الوسائل ولم تكبح جماح الحوثيين".

وتابع: "هذا عزز الثقة لدى إيران أن اليمن تعد هي الملاذ الآمن لنقل أي تكنولوجيا إلى الحوثيين، نتيجة لما تتمتع به اليمن من مزايا لا تتوفر لدى أذرع إيران الأخرى".

وأردف: "اليمن بمساحتها الجغرافية، وبطبيعتها وتركيبتها الجيوبوليتيكية، وأيضا انتشار الحوثيين وقدرتهم وسيطرتهم على العديد من المناطق الحيوية والهامة، التي ممكن أن تستوعب مثل هذه المنشآت أو المُعدات، أعطت إيران الثقة الكلية في أن تجعل منها قطعة أخرى من إيران".

وزاد: "إيران تمشي في خطين متوازيين، وهذان الخطان تمضي بهما فيما يتعلق بمصالحها ومنافعها، سواء على إعدادها الإستراتيجي في مواجهتها للعالم، أو فيما يتعلق أيضا بالحوثيين".

وقال: "هذان الخطان يتمثلان أولا في أن إيران تنقل بعض التقنيات إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، ومن ثم هناك بعض الخبراء الإيرانيين الذين يقومون بالإشراف والتدريب لطواقم الحوثيين على تجميع مثل هذه القِطع وحتى تصنيعها". 

وأضاف: "أما الخط الآخر فهو تزويد الحوثيين مباشرة بأسلحة جاهزة، وهذا ما كشفت عنه عمليات إلقاء القبض على العديد من الحمولات التي كانت آتية من إيران إلى اليمن".

رسائل للولايات المتحدة

يقول الباحث في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن: "تصريحات وزير الدفاع الإيراني تأتي في ظل الحرب النفسية، وما نشهده من نقل للسلاح إلى الجماعة الحوثية أو بقية أذرع إيران في المنطقة، التي تتم عبر البحار أو عبر الأراضي التي يمكن لإيران أن تمر عبرها، مثل العراق وسوريا ولبنان".

وأضاف: "لكن لا يُستبعد أن تستغل إيران هذه الفرصة وتقوم بإنشاء مصانع للسلاح، أو على أقل تقدير مصانع لتركيب هذه الأدوات العسكرية، إن كانت الصواريخ أو المسيّرات في اليمن".

وتابع: "يمكن القول إن إيران قد تستهدف موضوع فنزويلا، لما لها من علاقة كبيرة بينها وبين إيران؛ للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، بأن لديها حليفا في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة".

وأردف: "حتى بعد إرسال الولايات المتحدة الأمريكية ناقلة السفن العسكرية إلى فنزويلا، إيران أدانت هذه العملية، لكن بخصوص الجماعة الحوثية أعتقد أنه رغم أن اليمن بيئة معقّدة جدا، ويصعب القضاء على الجماعة الحوثية، وهنالك أيضا العقيدة الأيديولوجية والطائفية لدى الجماعة، لذلك إيران تعوّل عليها أكثر من الأذرع الأخرى".

وزاد: "إيران من خلال تصريحات وزير الدفاع الإيراني تريد إرسال رسائل للولايات المتحدة الأمريكية بأنه إن كنتم تعتقدون أن أذرعنا في المنطقة تم القضاء عليها، أو تعتقدون أننا خسرنا لبنان وخسرنا سوريا، وأذرعنا في العراق باتت في مرحلة الخمول، لدينا أيضا بدائل".

يُشار إلى أنه منذ انقلاب مليشيا الحوثي واندلاع الحرب في اليمن عام 2014، وثّقت تقارير أممية وأمريكية متكررة عمليات تهريب أسلحة إيرانية متطورة إلى المليشيا، شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، جرى استخدامها في استهداف دول الجوار والملاحة الدولية.

وقد اعترضت البحرية الأمريكية والفرنسية، خلال السنوات الماضية، عشرات الشحنات في بحر العرب وخليج عدن، ما كشف عن حجم الدعم العسكري الإيراني للجماعة.

وتزايدت هذه الاتهامات بعد توسّع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ما جعل اليمن إحدى أبرز ساحات النفوذ الإيراني وأداة إستراتيجية في صراع طهران مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

تقارير

عسكرة البحر الأحمر رسالة إسرائيلية أم تمهيد لصراع مع الحوثيين؟

في العاشر من أغسطس، اختار جيش الاحتلال أن يبعث برسالة غير اعتيادية عبر مناورة مفاجئة حملت اسم "طلوع الفجر"، إذ بدت أقرب إلى محاكاة حرب شاملة منها إلى تمرين روتيني، لتكشف حجم القلق الذي يعيشه قادة تل أبيب وهم يراقبون ما قد يترتب على أي مواجهة مقبلة في غزة.

تقارير

ضحايا بشرية وخسائر مادية.. ما التأثيرات المتوقّعة من المنخفض الجوي الذي يضرب اليمن؟

يشهد اليمن في السنوات الأخيرة تصاعدًا للأعاصير والمنخفضات الجوية، حيث تسببت سيول الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد حاليًا بوفاة مواطنين، ودمار للشوارع والطرقات والمنازل والمزارع في عدة محافظات.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.