تقارير
محادثات سرية بين إيران وروسيا لتزويد مليشيا الحوثي بالصواريخ.. ما مصلحة طهران؟
في تطوّر يُسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو؛ قالت مصادر غربية وإقليمية إن إيران تتوسط -في محادثات سرية جارية بين روسيا ومليشيا الحوثي- لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى المليشيا في اليمن.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن سبعة مصادر قولها، إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ "بي 800 أونكس"، التي قال خبراء إنها ستسمح لمليشيا الحوثي بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر، وستزيد من نسبة التهديد للسفن الحربية الأمريكية والأوروبية.
وقبل أيام، اتهمت واشنطن روسيا بمحاولة زيادة تواصلها مع مليشيا الحوثي، خصوصا في الجانب العسكري، فيما كانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت -في يوليو الماضي- أن روسيا تدرس إرسال صواريخ للحوثيين، إلا أنها تراجعت بعد ضغوط أمريكية - سعودية، وفق شبكة "سي إن إن".
- عوامل أساسية
يقول الخبير في القضايا السياسية والعسكرية، العميد عبدالرحمن الربيعي: "ما يتعلق بهذا الأمر، هناك اعتبارات عديدة، أولاً قد تكون هذه التصريحات صحيحة من حيث مصادرها، لكن -على ما يبدو- ليس هناك أي تعاون موجود على الأرض حتى الآن".
وأضاف: "هناك ثلاثة عوامل أساسية ستجعل روسيا تتردد كثيرا في أن تدعم مليشيا الحوثي بأسلحة، وخصوصا ونحن نتحدث عن أسلحة متقدِّمة جدا، فهذا غير وارد".
وتابع: "العامل الأول أن روسيا لا زالت في إطار الأمم المتحدة معترفة بالحكومة اليمنية الشرعية، ومن الدول المؤيدة لقرار 2216، الذي يمنع تزويد الحوثيين بالسلاح".
وأردف: "العامل الثاني، أن روسيا لن تُقدِم على خطوة كهذه كما تحدثت بعض وكالات الأنباء، أو كما سُرب أن الصاروخ الفرط صوتي، الذي أُطلق على إسرائيل -قبل أيام- من صنعاء، هذا كلام غير صحيح".
وتابع: "وأنا كنت أول من أكد هذا الكلام؛ كون الصاروخ أطلق من الأراضي العراقية، وعلى أيدي الحرس الثوري، ولم يكن الصاروخ فرط صوتي على الإطلاق، وإنما كان نمطا آخر من الصواريخ الإيرانية التي لا تتجاوز مسافتها 1400 كيلو، لكن الحوثيين تبنّوا العملية على اعتبار وحدة الساحات".
وزاد: "العامل الثالث وهو الأهم، أن لا بُد لروسيا أن تراعي علاقتها الوسيطة بالمملكة العربية السعودية، خصوصا فيما يتعلق بالتعاون في مجال الاقتصاد، فإذا قامت روسيا بتزويد الحوثيين بأسلحة متطوّرة لن تصمت السعودية عن ذلك، وهنا ستتدهور العلاقة الاقتصادية بين البلدين، خصوصا في مجال النفط".
وقال: "روسيا لا زالت تتقرب إلى السعودية، وتحاول أن تبني معها علاقات أكثر من الحوثي، ولا زالت روسيا تعترف بالحكومة الشرعية، ولا زالت من الدول الموقِّعة على القرار 2216".
- محور مقاومة
يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني: "إن القائم الآن هو محور مقاومة بأركان متعددة، وأحد هذه الأركان هو اليمن، وتحديدا صنعاء، وكذلك حزب الله".
وأضاف: "صنعاء ستدخل في مساندة حزب الله، ربما خلال الأيام القادمة؛ لأن طبيعة عمل محور المقاومة هو عسكري، وهو عمل هادئ إستراتيجي غير انفعالي؛ يُركز على أن يكون العمل وأن تكون العملية العسكرية ناجحة".
وتابع: "هناك إدراك بأن هذه العمليات طويلة، وأن هذه الحرب طويلة، وهذا ما كان يقوله الحزب في الخطابات الأولى لحسن نصر الله، بعد طوفان الأقصى".
وأردف: "لا يمكن أن نقول إن إيران تدير جبهات الإسناد، فإيران متراجعة حتى الآن، لم تدخل بشكل عملي حتى الآن بالإسناد؛ لأن قولها يعني حرب أوسع مما أن تكون حربا إقليمية، حرب تتدخل فيها الولايات المتحدة الأمريكية ولربما دول أوروبية بكل تأكيد، خاصة أن المسألة ستصبح انتقامية من التحالف الروسي - الإيراني المتصاعد والمتزايد، فلذلك إيران حتى الآن متراجعة بالنسبة لمسألة الدخول بشكل كبير جدا".
وزاد: "إدارة عمليات المحور لا تتعلق بإيران بل تتعلق بغزة، وتتعلق بغرفة المقاومة الفاعلة، حتى الآن نتحدث عن حزب الله وعن المقاومة الفلسطينية، وعن الحوثيين، وعن المقاومة العراقية والمقاومة الإسلامية في العراق، ليس كلها، لكن هناك مجموعات فاعلة، وهناك مجموعات غير فاعلة حتى الآن".
وقال: "نعم، هناك تحالفات كبيرة، وروابط كبيرة مع إيران، وهناك عمل مشترك، وهناك تنسيق مشترك مع الجمهورية الإسلامية بالفعل، لكن لا يمكن أن يُنظر إليه في إطار هذا التعاون والتنسيق والتعاون بين الساحات، كما ذكرت".