تقارير
مرحلة اللا دولة.. اليمن ثالث الدول الأكثر فسادا في العالم
احتل اليمن المرتبة 176 من أصل 180 دولة، بحسب مؤشر مدركات الفساد لسنة 2022م، ليكون بذلك ثالث الدول الأكثر فسادا في العالم بعد سوريا والصومال، في ظل حكومة يرأسها الفساد بعينه.
منظمة الشفافية الدولية لمؤشر مدركات الفساد أرجعت أسباب ذلك إلى وجود أنظمة ضعيفة تعاني من صراعات طويلة الأمد، حيث يسلب الفساد موارد الدولة، ما يزيد من إضعاف قدرة الحكومات على حماية الشعوب وفرض سيادة القانون.
يقول رئيس مركز الأمل للشفافية، د. سعيد عبدالمؤمن؛ "إن هذا التصنيف يعني أن اليمن تترقى في مراتب الفساد بشكل مستمر، وأننا وصلنا إلى حالة اللا دولة، وأن الإيرادات والمساعدات والمنح تذهب إلى جيوب الفاسدين".
وأضاف: "المواطن اليمني في كافة أنحاء اليمن يعاني من آثار هذا الفساد، غلاء فقر؛ ما فيش رواتب، واضطر للهجرة الشرعية وغير الشرعية، مما يعني أن البلد يسير كما تنبأ خبراء مكافحة الفساد في الداخل والخارج في العام 2002م، نحو الانهيار ومرحلة الدولة الفاشلة ومرحلة اللا دولة".
وأوضح أننا: "وصلنا اليوم إلى حافة الانهيار، يعني ألا مساعدات ستأتي، ولا نمو اقتصادي، ولا تنمية، ووضع مأساوي سوداوي".
وتابع: "لا اعتقد أن العالم يهتم باليمن، بل يعتبرها دولة منسية، وإنما من باب التعاطف، أو ربما من باب أن المنظمات الدولية تأتي لليمن لتحقيق مكاسب، أو للظهور في الصورة، وأصبحت المنظمات هذه تحقق مصالح شخصية أكثر من تحقيقها تنمية داخل اليمن".
وأشار إلى أن "المجتمع الدولي يجد أن المشكلة في هذا البلد أصبحت مشكلة داخلية"، مضيفا: "لم نعد نهدد أحدا ولا نقلق مصير أحد، ولا نهدد السلم العالمي ولا الملاحة الدولية، وكل ما في الأمر أن هناك مليشيات داخلية تتقاتل".
ولفت ألى أن "هناك إطلاق مبادرات لوقف إطلاق النار وصرف الرواتب وفتح الموانئ، وفتح الحصار عن المدن، لكنها في الأخير تنتهي من حيث بدأت بدون أي نتائج، فقط تشكل المجالس، وتعين القيادات وسلطات وجيش من خارج الجيش، وتشكيلات مختلفة ولا أحد يهتم بنا، فقط كل ما في الأمر من باب التعاطف الإنساني نجد تصريحات هنا وهناك، وبيان لمجلس الأمن، وكل ذلك لأن الخلل من عندنا".
ويرى أن "العالم يشعر أن المتحكمين بهذا البلد لديهم الرغبة والقدرة على الاستمرار في القتال إلى ما لا نهاية، لأن مصالحهم مؤمَّنة وحياتهم مؤمَّنة وأسرهم مؤمَّنة، وليس لديهم أي مشكلة، والمواطن وحده هو من يعاني".
وذكر أن "مواطنا في محافظة أبين -وهي محافظة ساحلية - يتحدث أن الكيلو السمك وصل إلى 15 ألفا، فهذه كارثة، وكأن السمك غير موجود"، مشيرا إلى أن "في كل محافظة يجد دولة خارجية، إما ترعى أيتاما أو تسفلت قطع شوارع، بينما الدولة اليمنية لا يوجد لها أثر".
وقال: "في المحافظات الشمالية موظفون بلا رواتب وعايشون على الحد الأدنى، وبالأمس تنشر صورة لأستاذ في الكيمياء وقد أصبح مختلا عقليا في الشارع".
وأضاف: "الفساد أصبح اللغة السائدة والحاكمة في اليمن، وليس هناك أسوأ من أن يكون بلدا متشظيا، وكل جزء يتبع دولة خارجية، ومليشيات تتحكم بكل جزء، وأصبح مجتمعنا طبقة غنية غناء فاحشا، وهي قلة قليلة، وطبقة فقيرة".