تقارير
معايير مزدوجة.. لماذا ينظر الغرب بعين واحدة لما يحدث في غزة؟
يقول رئيس الكيان الصهيوني إن الحرب في غزة ليست بين إسرائيل وحماس فقط، بل لإنقاذ الحضارة الغربية، وعلى هذه السردية يؤطّر الغرب جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء فلسطين في غزة.
ورغم مِن تزايد أعداد القتلى في غزة، فإن أمريكا لن تعيد النظر غالبا في إمداد إسرائيل بالأسلحة، بل وتذهب تصريحات مسؤولين أمريكيين إلى مسألة تحديد سقف زمني للعمليات الإسرائيلية؛ مما يثير تساؤلات حول مدى التورّط الأمريكي في الجرائم المرتكبة بغزة، وذهابها إلى تبنِّي الرواية الإسرائيلية الكاذبة؟
- وضع كارثي
تقول المتطوّعة في وحدة إدارة الكوارث لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ديما أبو سليم: "إن الوضع الصحي في غزة كارثي، ولا توجد بنية تحتية في قطاع غزة، أصبحت معدومة وغير موجودة بالأصل، نتحدّث عن أساسيات العلاج كمسكنات للألم، غير موجودة".
وأضافت: "نتذكّر مثال ربّما المشاهد يدرك حجم المأساة التي يعانيها قطاعنا، الآن نتحدّث عن عمليات قيصرية لسيدة في قطاع غزة بدون بِينج، تخيلوا أن تفتح سبع طبقات من الجسم بدون بِينج".
وتابعت: "أطفال تبتر أطرافهم بدون بِينج، لا أعرف ماذا أقول، وبماذا أُعبِّر، لكننا بالأصل ليس لدينا وضع صحي، توجد كارثة صحية".
وأردفت: "أريد أن أتحدّث عن أبطال مجهولين الأسامي، لكنهم محفورون في الذاكرة، ونتمنى لهم السلامة، وهم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بداية من زملاء في الفريق حوصروا لمدة عشرة أيام في مستشفى القدس بدون أكل أو شرب، أو بدون وجود أي مقومات للحياة".
وزادت: "زملائي لم يتركوا أكثر من 140 نازحا كانوا متواجدين في هذا المكان، وفي هذا المستشفى، وأصروا على تقديم الدعم، ولم يتزحزحوا".
وقالت: "الزملاء في منطقة الشمال لم يغادروا أماكنهم، لم ولن يتركوا الناس في شمال قطاع غزة، كانوا عبارة عن أساطير بشكل واضح وإنساني بحت، وليس هناك أي غرض غير إنساني قدموه".
- إسرائيل أكثر استبدادا
يقول الباحث والمحلل السياسي، ماجد عزام: "إن التماهي كان تعبيرا عن المؤسسة الأمريكية، وعن قناعات جو بايدن شخصيا، فهو صاحب عبارة لست بحاجة إلى أن تكون يهوديّا كي تكون صهيونيّا، وهو من متن السياسية الصهيونية التقليدية، الذين ترعرعوا في الحرب الباردة، كما يقول دائماً إن أول اتصال له مع إسرائيل كان في بداية سبعينات القرن الماضي".
وأضاف: "إسرائيل -كما يقول أصدقاؤها- باتت مختلفة، أكثر تدينّا، أكثر انغلاقا، وأكثر استبدادا، لم تعُد كما كان يريدها أو يدعمها الرأي الأول من الأمريكان".
وتابع: "توماس فريد قال ذات مرة إن جو بايدن سيكون آخر رئيس أمريكي ديموقراطي يدعم إسرائيل، من هذه الزاوية يبدو بايدن وكأنه يمثل أمريكا القديمة في نظرته إلى إسرائيل، إلى المنطقة، إلا أن واحة الديموقراطية هي الضحية في صحراء المنطقة القاحلة".
وزاد: "فكرة اندفاع آخر استعمار، وآخر احتلال في التاريخ، لم يعد يتقبلها عالم".
وقال: "اللغة، التي يتحدث بها بلينكن أو وزير الدفاع، في محاولة الحديث عن المدنيين، لكن في صلب الموقف يتم دعم إسرائيل، يتم الاصطفاف إلى جانب إسرائيل، والتماهي معها تماما".
وأضاف: "واشنطن بوست كانت قد نشرت تحقيقا، يوم الجمعة، في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر، يتحدث عن العودة إلى استخدام الحَمير في المواصلات البدائية، وأن إسرائيل التي تحاصر غزة منعت الحمير، ومنعت وصولها، ووصول الدواب لكي لا يتم استخدامها في المواصلات، إسرائيل كانت تهدد بأنها ستعيد غزة عقودا إلى الوراء، هي أعادتها سنوات وعقودا إلى الوراء".
وتابع: "مرصد حقوق الإنسان قال، قبل أيام، إن إسرائيل أعادتها في الحقيقة إلى ما قبل النهضة الصناعية:.
- دس السم في العسل
يقول الناشط الفلسطيني عطية خالد: "إن الوضع مؤلم كثيرا ومأساوي جدا في قطاع غزة، العين تبكي دما، الشعب في غزة محاصر منذ 2007، ومنذ شهرين حتى اللحظة، تفاقمت على الشعب الغزاوي وأصبح الآن يعاني من جميع النقائص، ويعاني من أكثر الآلام التي يمكن أن تصيب البشر، من جوع، من عطش، ومن نقص الأدوية، من حصار ومن خذلان".
وأضاف: "أتوقع الآن أن الوضع لا يصلح أن يعيش فيه الحيوان"، مبينا أن "الرئيس الإسرائيلي يدس السم في العسل، ويريد أن يوصل من كلمته رسالتين: الرسالة الأولى: يريد أن يجلب التعاطف الغربي مرة أخرى بعد أن فقده خلال هذين الشهرين أمام الغرب، بعد سبعة أكتوبر كان موهوما، وكان يريد أن يخدع المنظمة الإرهابية، التي قتلت الأطفال، ولكن بعد شهرين لم يُسطر أي إنجاز يُذكر على الواقع، بل بالعكس كانت الفترة مليئة بالمجازر، مليئة بالأطنان التي نزلت على رؤوس المواطنين، فهو الآن يحاول أن يطلب رحمة الغرب مرة أخرى".
وتابع: "الرسالة الثانية: يريد أن يخبر العالم أن هذه الحرب هي حرب دينية، وليست حربا بين إسرائيل وهذه الجغرافيا".
وأشار إلى أن "الرئيس الإسرائيلي يخبر الغرب أنه يحارب الآن آخر معاقل المسلمين، ويريد أن يبيد القضية الفلسطينية، التي هي من شأنها أن توحِّد العرب ضد الغرب مرة أخرى، ولذلك هو يريد أن يُوصل هذه الفكرة للمجتمع الغربي؛ لكي يجلب التعاطف مرة أخرى".