تقارير

مفاوضات أمريكية - حوثية مباشرة.. ما تأثيرها على مسار الأزمة اليمنية؟

28/04/2024, 19:50:28

أقرت الولايات المتحدة الأمريكية بوجود قنوات تواصل مباشر بينها وبين مليشيا الحوثي بشكل دوري، داعية إياها إلى العودة إلى العملية السياسية اليمنية - اليمنية.  

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، أشارت -في إيجاز صحفي افتراضي- إلى أن الوضع تغيّر قليلا بعد السابع من أكتوبر الماضي، عندما فوّض الحوثيون أنفسهم مهمة احتجاز كافة السفن التي تمرّ عبر البحر الأحمر.  

وأكدت "ليف" أن واشنطن تستخدم كافة السُّبل، دبلوماسيا وعسكريا، لثني مليشيا الحوثي عن مغامراتها غير المدروسة، والتخلّص من مخزونها من الأسلحة المخصصة للاستخدام ضد الحركة التجارية للسفن، بحسب وصفها.  

- تصوّر أمريكي  

يقول المحلل السياسي، ياسين التميمي: "إن ما لا ينبغي أن ننساه أن مليشيا الحوثي مدِينة للدّعم الأمريكي بالمكاسب السياسية والعسكرية، التي حققتها، منذ ما قبل 2014م،  وحتى اليوم".  

وأضاف: "اقتحام مليشيا الحوثي صنعاء، والانقلاب على الدولة، في 21 سبتمبر 2014م، كانت أهدافا أمريكية في المقام الأول، تدمير جامعة الإيمان، وإغلاق جامعة تحفيظ القرآن، وتدمير المساجد، إلى آخره".  

وتابع: "كان هناك تصوّر أمريكي بأن مسألة تدمير ما يسمى بروافد الإرهاب هذا التزام أمريكي في المقام الأول، وقامت بتنفيذه مليشيا الحوثي، وهي مسألة كانت معروفة، فالمليشيا كانت تصدر شعارات للداخل اليمني أن المكاسب، التي تحققها، هي نصر من الله، بينما كان هناك تخادم واضح مع الأجندة الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين في اليمن، وغيرها من بلدان المنطقة".  

وأردف: "مليشيا الحوثي لم تفقد تواصلها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحالة التخادم لا تزال قائمة حتى الآن، فيما هجمات البحر الأحمر لم تؤثر على ثوابت العلاقة بين الحوثيين والأمريكان، حتى هذه اللحظة". 

وزاد: "ما نراه الآن من مواجهات عسكرية بين مليشيا الحوثي وأمريكا، ليس كما يتصوّرها البعض، فالولايات المتحدة لديها رغبة في تشتيت ذهن الرأي العام فيما يتعلق بالعدوان على غزة".  

وقال: "العدوان على غزة هو عدوان إجرامي همجي، وعملية إبادة كاملة لم تستثنِ البشر ولا الحجر، وهناك تصميم أمريكي صهيوني على إبادة الشعب الفلسطيني في غزة؛ لتحقيق الأهداف العسكرية بأي ثمن، بينما العالم يحتاج إلى أن ينشغل بقضايا أخرى، لهذا كانت أمريكا أول من أعلنت عن إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة حوثية، في التاسع عشر من أكتوبر، بداية العدوان على غزة".  

وأضاف: "كان الإعلان الأمريكي مريبا، كأنها جرت العالم إلى بؤرة توتر أخرى في المنطقة، وحاولت أن تتسبب بذعر في العالم فيما يتعلق بحركة التجارة العالمية".  

وتابع: "الخسائر، التي كانت تحدث من وقت لآخر، من إصابة بعض السفن، وما إلى ذلك، هي مسألة ممكن تكون محتملة، ثم فجأة تراجعت الهجمات الحوثية إلى حد كبير".  

وأردف: "بعدها مباشرة، بدأت القطع البحرية الأمريكية، المصاحبة لحاملة الطائرات ايزنهاور التي كانت في الخليج، بالانسحاب، وسحبت معها مجموعتها، بما فيها المدمِّرة الأمريكية الرئيسية، التي كانت تنشط في البحر الأحمر إلى شاطئ البحر المتوسط".  

وزاد: "الولايات المتحدة لا تعتبر ما تقوم به مليشيا الحوثي خطرا عسكريا، لا على وجودها ولا على مصالحها، ولا على مجالها الحيوي، وهذه مسألة مفروغ منها، والولايات المتحدة ظلت على الدوام تؤكد على مسألة أن الأزمة اليمنية يجب أن تحل عبر وسائل دبلوماسية، وهذا إضمار من نوع ما لرغبة أمريكية بعدم تعريض الحوثيين لأي خطر عسكري، مع أنه بدون أي عمل عسكري لا يمكن أن تجر المليشيا إلى أي تسوية سياسية".  

- تصريح كاذب وغير دقيق  

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني: "إن التصريح الأمريكي لا يحتمل أي نوع من الصدق، فقد كان هناك تواصل غير مباشر بوساطة قطرية، وهو تواصل نادر؛ لأن أمريكا كانت تلقي بملف المفاوضات على الجانبين السعودي والإماراتي، لكن أن يكون هناك تواصل مباشر معها فهذا تصريح كاذب وغير دقيق". 

وأضاف: "إذا كان من يتبعون الشرعية لديهم أفكار حول تواصل أمريكا بالحوثيين، لماذا هم أيضا ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والرياض، وأُعلن من واشنطن". 

وتابع: "ليس هناك تصريحات متبادلة في موضوع التصعيد في البحر الأحمر، فالولايات المتحدة تقول إنها لا تزال تعمل في هذه المنطقة مع بعض الانسحابات، لكن في الواقع عندما نقول إن هناك تخفيف التصعيد، هذا لا يعني أن الحرب توقفت". 

وأردف: "الولايات المتحدة أوقفت مرور سفنها عبر منطقة البحر الأحمر بنسبة 80 %، وهذا يعني أن هناك تقليلا لاستخدام الممر البحري، فإذاً هذا التراجع في العمليات العسكرية ناتج عن تراجع استخدام الولايات الأمريكية، والعدو الصهيوني، باب المندب في تسيير سفنهم".

تقارير

إهمال وحرب ووعي متدنٍ.. تحدِّيات عقّدت مشاريع حماية وترميم آثار اليمن التاريخية

من بين رمال الصحراء، تطل مدينة شبام حضرموت الشاهقة كجوهرة نادرة تزيّن اليمن الكبير والعريق بتاريخه، وندرة معالمه الصامدة في وجه المتغيّرات منذ آلاف السنين، فثم واجهة اليمن معلم ذو تاريخ وقيمة لا مثيل له في المعمورة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.