تقارير

هكذا يعيد الحوثيون إنتاج الأغاني الدينية الإيرانية ويزرعون ثقافة الموت في عقول الأجيال

05/06/2023, 09:57:10

أغنية دينية إيرانية اسمها "سلام يا مهدي" تناجي علي بن أبي طالب بصبغة شيعية كما هي الثقافة الإيرانية التي نعرفها، وخرج أتباع إيران مباشرة في البحرين ولبنان والعراق لإنتاج نسخ لهذه الأغنية على طريقتهم.

اليمن بدأت، أيضا، تلحق بهذا الركب عن طريق مليشيا الحوثي بطريقة تشبه كثيرا البكائيات الشيعية في إيران، ويظهر فيديو الأغنية عشرات الأطفال وهم يؤدونها، ويتغنون بالأفكار الطائفية والمنحرفة؛ في مشهد يبعث رعبا لم تشهده اليمن على الإطلاق.

 إطلاق هذه الأغنية يتزامن مع عمل المراكز الصيفية، التي دشنتها مليشيا الحوثي، وبلغ عدد الطلاب المسجلين فيها هذا العام -بحسب تصريحات حوثية- أكثر من مليون طفل، وهو رقم مرعب - إن صحت هذه الأرقام.

 يفترض بهذا الأمر، الذي يشكل خطرا قوميا على البلاد والأمة اليمنية، أن يستنفر أعلى هرم الدولة وكافة حلفائها، لكن هذه الجهود تمضي دون أن يلتفت إليها أحد، ولربما تستيقظ اليمن والسعودية والمجتمع الدولي في يوم قريب على جيل متشيع لطهران، ومتشرب لثقافتها الطائفية الملغومة.

 - جيل مشبع بثقافة الموت

 يقول الباحث السياسي، عادل دشيلة: "إن مليشيا الحوثي، منذ اليوم الأول، لا تحمل مشروعا سياسيا يمنيا، بل هي جزء من منظومة إقليمية مذهبية طائفية تريد الاستيلاء على المنطقة بالقوة العسكرية تحت شعارات طائفية ومذهبية ودينية".

وأوضح: "أننا اليوم أمام جيل مشبع بثقافة الموت والكراهية والعنف والقتل، وإذا لاحظنا للجيل، الذي ولد في العام 2005م، ونحن اليوم في العام 2023م، سنجد أن هناك عددا كبيرا من الأطفال ممن تلقوا هذه الثقافة، خلال السنوات الماضية، أو خلال العقد الماضي بدءا من صعدة ووصولا إلى الوضع المؤلم".

 وأضاف: "ما يخاف منه بعد تغول مليشيا الحوثي، منذ العام 2015م، وبعد أن حوثنتها للمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والقبلية والدينية والتعليمية والتربوية، أن يتم حصر أبناء مناطق شمال اليمن؛ بناء على الجغرافية، على أنهم يتبعون مذهب هذه المليشيا، وأن التحالف العربي يسعى لبناء جدار سني في المناطق الجنوبية الشرقية لمواجهة التمدد الحوثي القادم من شمال اليمن".

ولفت إلى أن "في نهاية سبعينات القرن الماضي، كانت السعودية تدعم القبائل والقوى الإسلامية لمواجهة المد اليساري القادم من جنوب اليمن، واليوم تستخدم القوى القبلية في حضرموت والقوى الانفصالية لمنع التمدد الحوثي في المناطق الشمالية".

ويرى أن "اليمن بعد الحرب أصبح ملغما ولا يمكن معالجة هذه الكوارث"، مضيفا: "نحن اليوم أمام أكثر من خطاب مذهبي، يحاول إعادة تشكيل الخارطة الجغرافية للدولة اليمنية على أسس مذهبية، وهناك أيضا خطاب مناطقي يريد إعادة تشكيل الخارطة السياسية في جنوب اليمن على أسس مناطقية".

وأشار إلى أن "الهوية الوطنية لليمن أصبحت تترنح في الوقت الراهن".

- مصلحة المليشيا

يقول المحلل السياسي، الدكتور عادل الشجاع: "مليشيا الحوثي من ضمن مشروعها أن يطور هذا المشروع ثقافيا وفكريا بما يتوسل به من قدرة على الأخذ من المشروع الأصل، وهو المشروع الإيراني".

وأوضح: "السؤال اليوم الذي يطرح نفسه، هل نتوقع من مليشيا الحوثي أن تعلم أطفالنا أناشيد الهوية الوطنية والارتباط بالوطن، بالتأكيد لا، ولا بُد أن تغرس في عقول الأطفال مشروعها لكي توسع قاعدتها".

وأضاف: "من المفترض اليوم ألا نقف بموقف المحلل أو الموقف، الذي يصف ما الذي تقوم به هذه المليشيا، بقدر ما نتداعى جميعنا إلى مشروع وطني يعمل على تهديم هذا الجدار الذي يبنى داخل المجتمع اليمني، وتحديدا الأطفال الذين يتم تفخيخهم ليس فقط بالأناشيد المنقولة من إيران، وإنما أيضا تفخيخهم بالعقيدة الخاطئة التي تحرض على الحقد والكراهية، وتعمل على فصل المجتمع وتقسيمه إلى طبقات".

وأشار إلى أن "من مصلحة مليشيا الحوثي أن تنمي مشروعها بكافة الوسائل، التي ترى أنها تسمح لها بالتمدد والنمو".

 وقال: "مليشيا الحوثي هي جماعة تعمل وفق المشروع الإيراني، بل إنها جزء من تصدير ما تسمى بالثورة الإسلامية، التي قامت في العام 1979م، في إيران ويتم تصديرها إلى المنطقة، ومن بينها اليمن".  

- عصر الشيعة

يقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: "ما شاهدناه وما سمعناه، وما يتم رصده اليوم في اليمن أمرا ليس بجديد، وهذه ربما نسخة كربونية من المجتمعات الشيعية، التي تفرخت بصورة كبيرة، ومذهلة خاصة بعد سقوط النظام العراقي صدام حسين، وتسليم العراق برمتها للإيرانيين".

ولفت إلى أن "الإيرانيين صرحوا بعد تسليمهم العراق بكل صراحة، بقولهم وجودنا في العراق، ليس وجودا إستراتيجيا، وإنما وجودا ثقافيا، وعدنا إلى عاصمتنا الأولى".

وأضاف: "في كتاب صحوة الشيعة عندما تم تسليم العراق إلى الإيرانيين كان المحللون في ذلك الوقت يقولون بكل وضوح: أننا اليوم بدأنا عصر جديد يسمى عصر الشيعة، وهذا العصر بدأت تجلياته تظهر بصورة واضحة في سوريا والعراق  وشرق السعودية واليمن، وحتى في إفريقيا، ومن أوصلتنا إلى هذه الكارثة هي الإستراتيجية الدولية".

وأضاف: "الأمريكيون عندما التقوا بالمعارضة العراقية، في عام 2002م، كان لديهم إستراتيجية واضحة، وكان لديهم معلومات وضعت حتى على طاولة البيت الأبيض، بأن يتم التعامل مع الشيعة كأكثرية تساوي 60% في الخليج العربي" مؤكدا: "بدأت منذ ذلك الوقت بناء منظمات المجتمع الدولي داخل هذه المجتمعات التي امتد نفوذها داخل المجتمعات الغربية كقوة ناعمة، واليوم تقدم هذه الجماعة كجماعة مدنية حضارية سياسية للعالم".

وتابع: "هذه الإشكالية مازلنا نواجهها حتى في اليمن، حيث ما زالت هناك صورة لدى الغرب، ولدى كثير من صناع القرار، أن في اليمن اليوم جماعة أقلية مظلومة نريد إقصاءها وإخراجها خارج الحكم". 

وبيّن: "نحن في اليمن غرقنا في التفاصيل والاختلافات، وأصبح القرار اليمني السياسي والعسكري والثقافي اليوم مسلوبا".

وأشار إلى أن الأناشيد التي تظهر، والتصريحات التي تتحدث عن أكثر من مليون طفل في المعسكرات الصيفية يتلقون مثل هذه السموم الطائفية، تشكل تهديدا حقيقيا، حتى وإن ذهب اليمنيون إلى سلام حقيقي مع هذه الجماعة".

 وزاد: "وفقا للقانون الدولي فإن من حق الأسرة أن تختار لطفلها المدرسة والفكر والمنهج وغير ذلك، وما يحدث اليوم في معسكرات مليشيا الحوثي هو نوع من الإكراه الواضح للأسر بإلزام أطفالهم بالذهاب إليها لتلقي ثقافة معينة ومحددة من أجل استخدامها ضد طرف آخر داخل المجتمع".

تقارير

احتمالات إمكانية تغيير النظام في إيران.. وما تأثير ذلك على مليشيا الحوثي في اليمن؟

قبل أيام، صرّح رئيس مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن "ترامب عارض اغتيال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي"، واليوم عاد نتنياهو ليقول إن "استهداف خامنئي سينهي القتال بين إيران وإسرائيل".

تقارير

كيف ستعيد الضربات على إيران تشكيل مسار الصراع في اليمن؟

تشكل الضربات الأخيرة، التي تنفذها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران، والرد الإيراني، منعطفا كبيرا وربما حاسما في مسار الصراع الإقليمي الذي اشتدت وتيرته منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2024، خصوصا في حال استمرار تلك الضربات لمدة زمنية طويلة، وتمكُّن إسرائيل من تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وغيرها.

تقارير

ما مكاسب الحوثيين المحتملة وخسائرهم من الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

لم تكتفِ ميليشيا الحوثي بما أحدثته من دمار نتيجة حربها على اليمنيين، وانقلابها على السلطة الشرعية، وإدخالها البلاد في حرب داخلية مدمرة ومعقدة، بل جرّت اليمن إلى المعتركات الإقليمية، وأصبح البلد يدفع فواتير صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل، مما تبقّى له من هامش للحياة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.