تقارير
هل بمقدور السعودية حماية نفسها بعد سحب واشنطن منظوماتها الدفاعية؟
تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" يكشف عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسحب نظام الدفاع الصاروخي الأكثر تقدماً، وبطاريات "باتريوت"، من المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة.
تسحب واشنطن هذه الأنظمة الدفاعية من قاعدة "الأمير سلطان" الجوية خارج الرياض رغم الهجمات المكثفة والمستمرة من قِبل مليشيا الحوثي على المنشآت الحيوية السعودية.
وأمام كل هذه التحولات يظل السؤال الأبرز: هل السعودية قادرة على الدفاع عن منشآتها وأمنها القومي من هجمات الحوثي بعد سحب واشنطن منظوماتها الدفاعية؟
قوة السعودية
وفي السياق، يفيد الباحث في الشؤون الإيرانية، نبيل العتوم، أن "الولايات المتحدة قامت بسحب فقط ثلاثة أسراب من بطاريات باتريوت موجودة في قاعدة الأمير سلطان".
وأضاف العتوم، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "ما تم سحبه من قاعدة الأمير سلطان لم يكن في الأصل لحماية السعودية، وإنما لحماية هذه القاعدة العسكرية".
ويقلل العتوم من الخطوة الأمريكية هذه، مشيرا إلى أن السعودية "تحتل المرتبة ٢٥ من حيث القوة العسكرية على مستوى العالم، وبالتالي هي قادرة على حماية نفسها، وقادرة أيضا على تقديم العون والمساعدة للدول العربية".
ويعتقد العتوم أن "انسحاب الولايات المتحدة من السعودية ليس متعمدا"، لافتا إلى أنه "خلال الفترة الثانية لرئاسة أوباما كان هناك تفكير جدي واستراتيجية أمريكية للانسحاب من المنطقة، لتحقيق عدة أهداف، منها مواجهة الخطر الصيني والروسي".
ويشير إلى أن "الولايات المتحدة ما زالت تتواجد في المنطقة عبر ١٧ قاعدة عسكرية، وأكثر من ٥٠ ألف جندي"، مستبعدا أن يكون هذا الانسحاب دليلا عن تخلي الولايات المتحدة عن تعهداتها في حماية المنطقة.
ويرى العتوم أن "وصول صواريخ وطائرات الحوثي إلى مدن المملكة لا يعني أن هناك ضعفا أو عجزا لدى قوة السعودية.
سحب من عدة دول
بدوره، يلفت الخبير العسكري والاستراتيجي، محسن خصروف، إلى أن "الولايات المتحدة لم تسحب بطارياتها الدفاعية من السعودية فقط، بل سحبت أيضا من الأردن والعراق والكويت".
ويقلل الخبير خصروف من تأثير سحب الولايات المتحدة منظوماتها الدفاعية من السعودية على الأمن القومي السعودي، لافتا إلى أن "المملكة العربية السعودية تمتلك أكبر منظومة صواريخ في المنطقة".
ويشير خصروف إلى أن "الولايات المتحدة لها نفوذ، وما زالت تتواجد عسكريا في أغلب دول الخليج والمنطقة، لتأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة".
من جهته، يرى المحلل السياسي إبراهيم القعطبي أن "سحب الولايات المتحدة الأمريكية منظوماتها الدفاعية من الأراضي السعودية يأتي في سياق التحرّك الجديد للإدارة الأمريكية".
ويوضح أن "التوجّه الجديد للإدارة الأمريكية هو سحب قواتها من الخارج، لتقليل النفقات، بهدف التركيز على البناء داخل الولايات المتحدة الأمريكية".
ويرى القعطبي أن "تصريحات البنتاجون حول استمرار التزام أمريكا بحماية أصدقائها في المنطقة، رغم سحب دفاعاتها، مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي".
وعن استفادة مليشيا الحوثي من سحب الولايات المتحدة منظوماتها الدفاعية من الأراضي السعودية، يرى المحلل السياسي عبدالهادي العزعزي أن "سحب ذلك سوف يؤثر بشكل كبير، وسيعطي للمليشيا فرصة للضغط على المملكة من خلال استهداف مصالحها الاقتصادية أو العسكرية".
ويعتقد العزعزي أن "سحب تلك المنظومات يشير إلى أن الغرب قد بدأ في ممارسة الضغوطات، خاصة إدارة الديمقراطيين".
ويزيد: "إدارة بايدن تمارس عملية ابتزاز منظّم أبشع من تلك التي مارستها إدارة الجمهوريين قبلها".
ويردف: "تحاول إدارة الديمقراطيين قدر الإمكان أن تستخدم كل هذه الأدوات في سبيل استنزاف دول الخليج".