تقارير
هل تدفع احتجاجات المواطنين الغاضبة مجلس القيادة والحكومة للتحرك والقيام بدورهم؟
ألقت الأزمة المالية والاقتصادية بضلالها على مزاج الشارع المرهق بالأزمات فالريال يتهاوى بصورة يومية ومعه ترتفع الأسعار بشكل جنوني وسط غياب الخدمات الأساسية، أبرزها الكهرباء.
ومع تفاقم الأوضاع تتسع رقعة الاحتجاجات في المدن الواقعة تحت نفوذ الحكومة الشرعية وسط تبادل للاتهامات بين الأطراف المختلفة، بينما تبدو الحلول والمعالجات بعيدة المنال.
وفي الوقت الذي يزداد فيه غضب الشارع، استمر التحالف السعودي الإماراتي في تجاهل التحديات التي تواجه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، رغم إدراكه أن حجم الأزمات يفوق قدرتهم على المواجهة، خصوصا مع تعطل الموارد وانعدام الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.
أسعار وهمية
يقول الباحث في الشؤون الاقتصادية والإنسانية الدكتور إيهاب القرشي، إن الغضب الشعبي ليس من اليوم وإنما لأكثر من عشر سنوات والشعب يغلي ويعاني الأمرين من كل المشاكل التي مر بها خلال العشر سنوات الماضية.
وأضاف: الشعب اليمني لم يصمت أبدا، وأمام تردي الأوضاع والاستمرار في الانهيار للاقتصاد اليمني وعدم وجود حلول فقد المجتمع الصبر والأمل، ولذلك بدأ يصرخ، لكن الحقيقة أن الأزمة التي يعانيها المجتمع ستمتد إلى سنوات.
وتابع: اقتصادنا انهار بشكل كامل، وإيرادات الدولة انتهت بشكل كامل، واقتصاد اليمن أصبح صفري، ولذلك حتى أسعار العملات في مناطق الشرعية او مناطق سيطرة الحوثيين هي أسعار وهمية، لا تمثل الحقيقة بصلة.
وأردف: لم يعد لدينا أي عملة صعبة حقيقية يمتلكها الشعب اليمني، أو البنك المركزي في عدن أو البنك المركزي في صنعاء لأن هناك تجريف للعملة إلى الخارج بمليارات الدولارات خلال العشر السنوات الماضية.
وزاد: إذا احتسبنا فقط المشتقات النفطية، وهي تمثل اكثر من 7 مليار دولار في السنة في عشر سنوات نحن صرفنا 70 مليار دولار إلى الخارج ولا يوجد مقابل لها إيرادات بالعملة الصعبة للجمهورية اليمنية، وهذا يعني أن المفترض أن يكون الريال اليمني لم يعد يسوى شيئا أمام الدولار وسيصبح بعشرات الآلاف اذا لم يكن أكثر.
وقال: هذا الوضع الحقيقي، لنواجه المشكلة بحجمها الحقيقي أولا ثم الرفض الشعبي الموجود في بعض محافظات الجمهورية هو عبارة عن صراخ ناتج عن الوضع الإغاثي والإنساني المتردي.
وأضاف: الاقتصاد يحتاج إلى إصلاحات جذرية إلى قرارات إلى إرادة حكومية وشعبية، على مستوى أعلى السلطات، فنحن الآن في وضع المجاعة الناس لم يعودوا يلقوا ما يأكلون، فالرواتب لا تزيد عن 40 إلى 43 دولار، وهذه إن وجدت في مقابل يحتاج إلى سلة غذائية أو سلة انفاق دنيا لا تقل عن 400 دولار بسبب الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وفرة باللصوص
يقول الصحفي صلاح السقلدي، إن حالة الغضب الشعبي، صورة تعكس تماما الوضع الاقتصادي، فحالة السخط بلغت مبلغا كبيرا، اليوم، وأعتقد بأن الأمور مرشحة نحو ما هو أسوأ، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية لا تسر الخاطر ولا تسر صديق ولا خصم.
وأضاف: الأوضاع بشكل عام هي مزرية، وبالتالي ما نراه اليوم على الشارع هو مرآة عاكسة للوضع المعيشي، وحالة الاحتقان الواضحة تماما لولا أن هناك عملية تضليل وتزييف بالإعلام التابع لأطياف ومكونات ما تسمى بالشرعية.
وتابع: للأسف الشديد حتى إعلام المجلس الانتقالي انخرط في هذا المجال ولم يعد ينقل الصورة الحقيقية للمواطن ولا يمثلها بشكل منصف كما كان في سابق.
وأردف: المجلس الانتقالي لم يتحرك بشكل منصف على الأقل لتوفير معالجات للناس كونه شريك في السلطة، ونحن نتذكر قبل أن ينخرط المجلس الانتقالي في الحكومة كان له مواقف لا بأس بها، ونتذكر كيف تصدى لعملية طبع العملات بالمليارات ما قبل 2019 وكيف كان له موقف من عملية العبث والفساد، لكن بعد أن صار جزءا من هذا الحكم اختلف الأمر.
وزاد: في تصريح لافت لعيدروس الزبيدي أكد وللمرة الأولى وأقر بأن الحكومة فشلت، فيما كان المجلس الانتقالي إلى قبل يومين يدافع عن الحكومة ويتهم العليمي ومجلسه بأنه يستهدف الحكومة.
وقال: ربما اللقاء الذي كان مع السفير الامريكي، يشير إلى أنه ربما تكون هناك تغييرات حكومية، وحتى وإن تم هذا، فلن يغير بالموضوع تماما، فنحن أمام وفرة باللصوص وليس نقص في الفلوس.