تقارير
هل ينجح المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن في ما فشل في تحقيقه أسلافه؟
رسمياً بات السويدي هانس جراندبيرج مبعوثاً رابعاً للأمم المتحدة إلى اليمن، خلفاً للبريطاني العجوز مارتن جريفيث، الذي تم ترقيته إلى منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
عشر سنوات من الفشل الأممي في إدارة الملف اليمني، الذي تعاقب عليه أربعة مبعوثين، أوّلهم المغربي جمال بن عمر، ثمّ تلاه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، وأعقبه البريطاني مارتن جريفيث، ليتوقّف القطار يوم أمس في محطة السويدي جراندبيرج.
الإعلان الرّسمي عن تعيين السويدي الذي كان يشغر منصب سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن منذ سبتمبر ألفين وتسعة عشر، سيتم عبر اجتماع مجلس الأمن في الأيام القليلة القادِمة.
الأنباء الواردة من نيويورك تشير إلى امتعاض لندن، صاحبة القلم الأيمن في مجلس الأمن، من تعيين السويدي، وكانت تفضّل مرشحاً بريطانياً للمنصب الأممي.
ملفات شائكة وصعبة تنتظر الدبلوماسي الشاب، الذي لم يسجّل أي حضور في الملف اليمني خلال تولّيه منصب سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن لثلاث سنوات، وهو المنصب الذي يُعد الأكبر خلال عمله الدبلوماسي في الخارجية السويدية: ملف السلام، وإعادة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات، بالإضافة إلى مُعالجة تداعيات الحرب، والدّخول في مسار تفاوضي مباشر، إلى جانب ملف التداعيات الإنسانية والمجاعة التي تستمر الأمم المتحدة في التحذير منها.
يتكِئ المبعوث الجديد على دعم كامل، واهتمام متنامٍ من بلاده بالملف اليمني، وهو ما يكشف عنه تعيين 'استكهولم' مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، وهو السفير بيتر سيمنبي، الذي قام -في وقت سابق- بجولة إلى صنعاء ومأرب، في إطار جهود بلاده الدبلوماسية، التي تكللت بما عُرف باتفاق 'ستكهولم' بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي.
ترتكز الرؤية السويدية للملف اليمني على إطلاق عملية سياسية واسعة شاملة، تبدأ بوقف إطلاق النّار على الصعيد الوطني، مشيرةً إلى أن وقف إطلاق النار هو أهم خطوة لتخفيف المُعاناة الإنسانية.
فشلت المقاربة السويدية في إقناع الحوثيين على تكرار سيناريو اتفاق 'ستكهولم'، الذي أوقف الحرب في الحديدة، عبر تكراره في محافظة مأرب، التي يستميت الحوثي منذ أشهر في الهجوم عليها، ولم تنجح دعوة مبعوث السويد الخاص إلى اليمن في إقناع الحوثيين بوقف القتال، والانتقال إلى ملف التفاوض.
هل ينجح السويدي في ما فشل في تحقيقه سلفه البريطاني أم ستستمر اليمن في ابتلاع مبعوثي الأمم المتحدة إلى أجل غير مسمّى؟ الأيام والأسابيع القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل..