تقارير

هيفاء.. أول فتاة يمنية تحترف كتابة ورسم القصص المصورة

17/11/2020, 10:14:42

قناة بلقيس - هشام سرحان

تتقن هيفاء أحمد (25 عاماً)، منذ أربعة أعوام، فلسفة اللوان وفن البوح بلغة بصرية بالغة الإتقان والبهاء، من خلال رسوماتها وقصصها المصوّرة، التي تبدي شغفاً في تصميمها وكتابتها، باللغتين (العربية والإنجليزية).
وتحاول المولودة في صنعاء، العام 1995، والمقيمة فيها مع أسرتها خلق مساحة مضيئة في أفق اليمنيين القاتم، كما تحرص على إسعادهم من خلال التحليق بهم في فضاءات مكتظة بالدراما والألوان واللهجات اليمنية، ودفء التفاصيل الأنيقة، التي تحيكها أنامل فتاة ألِفت الجمال والإبداع.

وتربطها بالفنّ علاقة وطيدة وعشق متبادل، ففي حين تعطي رسوماتها الجهد والوقت والإصرار وجمال الحبكة والتكوين، يمنحها الأمل وطول البقاء على قيد الإبداع، في مشهد غرامي مغمور بالأُلفة والودّ المتبادل بين الفن وصاحبته، اللذين يهبا لبعضهما الألق والخلود.

وفيما غادرت فصول الدراسة في الصف السادس الابتدائي، جراء ظروف أسرتها الصعبة، لازمت مدرسة الحياة فخبرتها وتعلمت منها، وخاضت تجاربها وتجاوزت تحدّياتها المختلفة، لتصبح كاتبة ورسامة للقصص المصورّة، ويعتبر هذا الرسم من الفنون الجديدة والنادرة في اليمن، حسب أحمد، والتي تعتبره فنا مُتعبا وشاقا، وتستغرق في كل قصة قرابة 5 أشهر.

فالحالمون وحدهم من يمضون قُدماً دون تردد أو خوف أو التفات للخلف، كهذه الشابة، التي
تفتتح كل يوم فصلاً جديداً من فصول الإبداع،  وتعطيه شكلاً ولوناً وروحاً ونكهةً ومذاقاً مختلفاً، وذلك رغم غياب الدعم والاهتمام وقلّة التشجيع وتواضع الإمكانيات.

* مخاض الحلم


ويشكو الرسّامون اليمنيون من: الإقصاء والتهميش وغياب الرعاية والاهتمام الحكومي، في ظل نُدرة المساعدات والأعمال وغلاء المعيشة، ما يجعلهم يعيشون أوضاعاً مادية ومعيشية وإنسانية بالغة الصعوبة والقسوة، في بلد دمّرته الحرب الدائرة منذ العام 2015، وخلّفت أسوأ وأخطر أزمة إنسانية على مستوى العالم.


وأجادت "أحمد" بعد سنوات من الدراسة اللغة الانجليزية، والتعامل مع الحاسوب، واستخدام برامج الرسم الخاصة بالصور المتحرّكة، ما جعل منها رسامة رقمية، تحترف إنتاج وتصميم الرسوم الكرتونية.
وكانت ترسم شخصيات كرتونية منذ طفولتها، لكن فكرة إضفاء قصص لشخوصها لم تراودها إلا  منذ العام 2016، والذي أنتجت فيه
أول قصة باللغة الانجليزية، عنوانها Loofah the big curly hair
("لوفه المشعفلة" باللهجة الصنعانية).

ودفعها نجاح قصتها الأولى، التي نالت  استحسان الكثيرين، إلى رسم وكتابة قصة ثانية، وذلك بأسلوب وأزياء وتراث يمني.. عنونتها ب"أسطورة صياد أم الصبيان"..
وهي قصة مفعمة بالدراما والأحداث الممتعة والعفوية، والتي شكلتها "أحمد" في مخيلتها، ثم كتبتها على عجالة بشكل شيّق وجذاب، وقررت نشرها فور الانتهاء منها.
وحظيت باكورة أعمالها بإعجاب المتابعين في شبكات التواصل الاجتماعي، ما شجّعها على الانطلاق ومواصلة مسيرتها الفنية، حسب  أحمد، التي تقول لموقع "بلقيس": "بعد القصتين حطيت رحالي في هذا الفن، لأكون الرقم واحد في رسم وكتابة القصص المصوّرة في البلاد".
وتضيف: "رغم قلة التشجيع والدعم، إلا أنني راضية عن شغلي ومرتاحة، لأنني أستطيع إسعاد ولو القليل من الناس، بقصصي ورسوماتي".
وتشعر بالسعادة، لأنها تسعد متابعيها، وتشوّقهم، وتشدهم إلى قصصها المصوّرة الأخرى، كما تبقيهم في حالة انتظار للأعمال القادمة، واليوم الذي تُعرض فيه، وهذا شيء جميل.. حد قولها.


وتعد قصتا "أمل" و"سندريلا صنعاء" من أبرز أعمالها، التي حققت صدًى كبيراً، كما لاقت  إعجاباً ومتابعة وتداولاً واسعاً، وذلك خلافاً لقصصها الأخرى، التي تنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها ال:"فيس بوك" و"إنستغرام" و"تلغرام" ومنصة التدوين المصغر  "تويتر".

وتستهدف هذه الرسامة جميع الفئات العُمرية، وهي ميزة تعزز من قناعتها بأنها الوحيدة في مجالها، وهو ما يراه أيضاً جمهورها، الذي يشيد بقصصها ومدى تفرّدها وقدرتها على التوسّع والانتشار.
وتغوص في موهبتها الفطرية، التي لم تكتسبها من أحد، منذ طفولتها، والتي تفتق فيها اهتمامها بالقصص الكرتونية الأمريكية واليابانية والكورية، ما شكّل شخصيتها الفنية، ودفعها إلى التعلّم الذاتي قبل وبعد الانطلاق.

وتجسّد في قصصها اللّهجات والأزياء اليمنية، وكذلك تراث البلاد وموروثها الشعبي الأصيل،  وتسير وفق هذا المبدأ، وتحافظ عليه في رسوماتها، التي لا تسعى من خلالها إلى زيادة أعداد المتابعين أو تحقيق مكاسب مالية.
وتحدّق في فضاءات الحياة من زاوية واسعة، فحرمانها من التعليم في المدارس النظامية لم يثنها عن تثقيف وتعليم نفسها في المنزل، وتجاوز كل التحدّيات والصعاب.

* الرسم حياة

وتذكر: "رغم صعوبة الظروف وحرماني من التعليم في المدرسة، والتي غادرتها وأنا طفلة، إلا أنني تعلمت مثل غيري، وركّزت على المناهج التي تهمّني وتفيدني في المستقبل".
وتتابع "طوّرت نفسي بالشكل الذي أحبّ، وها أنا أجني ثمار جهودي، كوني تعلمت اللغة الانجليزية، واستفدت منها الكثير، وتعلمت الكومبيوتر، وثقفت نفسي قدر المستطاع".

وتجيد  الرسم الرقمي وكتابة السيناريوهات والقصص وصناعة المحتوى وإنتاج فيديوهات الرسوم الكرتونية المتحرّكة، كما تحترف تصميم "البورتريهات"، والتي تحصل منها على عائدات مادية متواضعة، ولا تغطي كافة احتياجاتها.
وتعزم على مواصلة مشوارها الفني، وإحراز نجاح مرتقب في الأيام القادمة، فتصميم القصص المصورّة عمل يتجاوز معناه المجرّد ليكون ترياقاً لهمومها وعذاباتها، ويعني لها الهواء الذي تتنفسه.
وتذكر  "الرسم أكثر شيء يبقيني على قيد الحياة، ويجعلني أتحمّل أعباءها، كما يشعرني بالسعادة وعظمة الإنجاز مع كل رسمة جديدة.. كما أتشوق في مطلع كل عمل لإكماله ورؤيته في أبهى حُلة".

تقارير

من صعدة إلى المهرة.. ما تداعيات انتشار القوات السلفية المدعومة سعودياً على سيادة اليمن؟

من محافظة صعدة شمالا إلى المهرة شرقا، تتشكل قوات بقرار سعودي وخلفية سلفية، خارج البزة العسكرية، وخارج مؤسسة الجيش الرسمية، حيث ظهر وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، في محوري كتاف والبقع، بجوار اللواء رداد الهاشمي، المعين من قبل السعودية بزي مدني، والذي تخضع وحداته لقرار سعودي تمويلا وتسليحا بعيدا عن مؤسسات الجيش اليمني.

تقارير

الخوف من الداخل.. هل تهدد الجماهير سلطة الحوثيين أكثر من الخارج؟

تعكس حملات القمع والاعتقالات التي تنفذها مليشيا الحوثيين في مناطق سيطرتها مخاوفها من انتفاضة شعبية تطيح بسلطتها، وهو ما يعكس هشاشة تلك المليشيا رغم أنها تدعي مجابهة القوى الكبرى وتحالفات عربية ودولية، كالتحالف العربي بقيادة السعودية والتحالف الدولي في البحر الأحمر (أسبيدس)، فضلا عن مواجهة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

تقارير

في ظل تآكل حضور الشرعية مع تعدد مراكز القوى.. هل تتحول حضرموت إلى ساحة صراع مفتوحة؟

صورة ضبابية تحيط بالمشهد الحضرمي حتى بالنسبة لأبنائه أنفسهم، لا ملامح واضحة لمستقبل المحافظة، ولا يقين في مساراتها السياسية أو الأمنية، بعد أن تحولت هذه المحافظة من موجة احتجاجات ومطالب شعبية، وتحسّن للخدمات، إلى ميدان مفتوح لصراع المشاريع التي تتزاحم على أنقاض الدولة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.