تقارير
وسط رفض واستياء شعبي.. العليمي في مهمة توزيع حصص نفط حضرموت؟
تسريبات منتشرة ومعلومات شبه مؤكدة عن قُرب استئناف تصدير النفط، بعد توقّف استمر عامين؛ بسبب هجمات مليشيا الحوثي، تكبّد فيها اليمن خسائر تقدر بثلاثة مليارات دولار.
المعلومات، التي حصلت عليها قناة "بلقيس"، تقول إن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إلى المكلا في حضرموت، قادما من السعودية، الهدف من ورائها متابعة عملية تصدير أول شحنة من النفط الخام.
وبحسب مراقبين، فإن الزيارة كانت مفاجئة وغير متوقّعة، وبأوامر سعودية، كما قوبلت باستياء ورفض شعبي، وخلا وفدها من ممثل حضرموت في المجلس الرئاسي، اللواء فرج البحسني.
يزور رئيس المجلس الرئاسي محافظة حضرموت، التي تواجه تحدِّيات تمويلية، وإنمائية، متشابكة، منذ الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية وموانئ التصدير، وسفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية، وسط تحذيرات للبنك الدولي، من تداعيات استمرار توقف تصدير النفط، حيث شهدت المالية العامة للحكومة، المعترف بها دوليا، تدهورا كبيرا في العام 2023م، وانخفضت إيراداتها بأكثر من 30%؛ بسبب توقف تصدير النفط، وتقلص إيرادات الجمارك.
- رسول السعودية
يقول الصحفي والناشط السياسي، وديع عطا: "إن ظروف الزيارة، التي قام بها رشاد العليمي بصفته رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، إلى حضرموت، وطريقة وصوله إليها بشكل مفاجئ وغير مرتّب، تبدو أن هناك عدم توافق بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وهو ما عكسه وصول عضوين من أعضاء المجلس فقط، إضافة إلى غياب العضو الرئيسي، فرج البحسني، الذي كان يفترض أنه يمثل حضرموت".
وأضاف: "لا نعلم سبب غياب عضو المجلس فرج البحسني، لكن الدلالة والرمزية لوجود فرج البحسني كان يمكن أن يجيب عن بعض الأسئلة".
وتابع: "ما حصل في حضرموت، سياسيا وشعبيا، وعلى كل المستويات، وكيفية التعامل مع من يفترض أنه رئيس دولة -فغالبا يستقبل رئيس الدولة بالترحاب- يكشف عن الظروف التي وصل إليها رشاد العليمي، ويشير إلى حالة الاحتقان والغضب الشعبي الذي امتد من شمال اليمن إلى جنوبه، تجاه ما حصل من خنوع وخضوع من قِبل الرئاسة".
وأردف: "زيارة العليمي المفاجئة تبدو وكأنها استكمال لشيء بدأ في الرياض، وليس لشيء بدأ في قصر معاشيق، بحيث كان يفترض أن تكون زيارة عادية من رئيس دولة إلى محافظة لترتيب استئناف تصدير النفط، الذي توقف بسبب التهديد الحوثي.
وزاد: "كان يفترض أن تأتي هذه الزيارة كخطوة تالية لقرارات البنك المركزي، التي كان الحوثي قد اهتز لها، وحسب لها ألف حساب، واهتزت فرائصه".
وقال: "الحوثي لم يخرج ليهدد الرياض بأن الميناء بالميناء والبنك بالبنك إلا بعد أن رأى آثار هذه القرارات، لذا كان يفترض أن تأتي زيارة العليمي لتطبيع الأمور في مناطق الشرعية؛ لأن اليد العليا والكعب الأعلى أصبح للشرعية".
وأضاف: "أن يأتي العليمي من الرياض، كما لو كان مرسلا من جهة ما لاستكمال إجراءات ما، يخضع فيها موارد الشعب اليمني، في المناطق المحرر، للتقاسم مع مليشيا الحوثي، هذا شيء لا يمكن تصوره، وغير منطقي، ولا يمكن القبول به".
- تمكين الحوثي
يقول المحلل السياسي إبراهيم قعطبي: "إن العليمي وصل إلى المكلا بطائرة سعودية، وكأنه يمثل دولة أخرى، والسعودية هي من عيَّنت رشاد العليمي رئيسا، وهي من أنشأت المجلس الرئاسي، ومن تحرّكه".
وأضاف: "السعودية ربما تريد إنعاش العليمي؛ لأن هناك رفضا شعبيا للعليمي، وللمجلس الرئاسي، فالأمور باتت واضحة، حيث لم نعد نتحدث على مسألة استعادة الدولة، ومحاربة الحوثي، ويجري الحديث عن هل يسمح لهم الحوثي بتصدير النفط، ووصل بالسعودية والإمارات والمجلس الرئاسي إلى انتظار الحوثي أن يشفق عليهم، لكي يفتح لهم أنابيب النفط".
وتابع: "الموضوع مؤسف جدا، أن يصل الحديث حول المسألة اليمنية، حول رواتب وتصدير نفط، وهذا دليل واضح أن هناك تآمرا على الشعب اليمني، بهدف إبقاء الشعب يفكر بالرواتب، والحصول على النفط، وهذا ما أوصلنا إليه التحالف السيئ الذي يمكِّن الحوثي".
ويرى أن "السعودية ليس لديها أي مشكلة مع مليشيا الحوثي؛ لأنها تريد نظاما دكتاتوريا إماميا في اليمن، ويمنا متشظيا كما يحدث اليوم، حيث ذهبت هي والإمارات إلى تمويل مليشيات في الشمال والجنوب وإنشاء مجلس رئاسي تابع لها تحرّكه متى ما شاءت".
وأردف: "السعودية تحاول أن تقدّم نفسها بأنها الداعم الرئيسي للشعب اليمني، من خلال برنامج الملك سلمان، وبعض القروض والمنح النفطية، وهي -للأسف الشديد- من دمرت اليمن، وهي من أدخلت الحوثيين صنعاء، وهي مع الإمارات من وقفتا وراء الانقلاب من خلف الكواليس، على أمل أن يقلب صالح على الحوثيين، ومن ثم لم يحدث ذلك، وقتل صالح، ثم ذهبت لإنشاء مليشيات في عدن والساحل الغربي".
- ساعي بريد سعودي
يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، صلاح السقلدي: "إن ما يجري اليوم هو نتائج للانقلاب على المشروع الوحدوي، عام 1994م، وهم من يتحملون التداعيات التي وصلنا إليها".
وأضاف: "بالنسبة لزيارة العليمي إلى حضرموت، فالعليمي كما هو معروف ما هو إلا ساعي بريد سعودي".
وتابع: "ما يتعلق بتصدير النفط، هي واحدة من التنازلات التي تقدّمها السعودية، منذ أن أصبحت وسيطا، حيث تقدم نفسها، وتتنازل للحوثيين على حساب الشركاء الآخرين".
وأردف: "السعودية لا تتنازل للحوثيين من بنك مصالحها، وإنما تتنازل لتصدير النفط للحوثيين، ومنح الرواتب، وتقديم تسهيلات للطيران، وفي كل ما يطالب به الحوثيون في صنعاء".
وزاد: "نحن لا نلقي اللوم على السعودية والتحالف، بل على الأطراف وشركاء التحالف، الذين أصبحوا اليوم عبارة عن دمى تحرِّكهم السعودية حيث شاءت، وكيفما تريد، وهو ما رأيناه خلال الأشهر الماضية".