تقارير
يحيى العرشي يتحدث لـبرنامج "الشاهد" عن دور السعودية في وصول علي عبدالله صالح إلى السلطة
يستعرض برنامج "الشاهد"، في حلقته السابعة، مع الوزير والدبلوماسي السابق، يحيى حسين العرشي، دور المملكة العربية السعودية في وصول علي عبد الله صالح إلى السلطة عقب اغتيال الرئيس الغشمي.
يقول يحيى العرشي: "بحسب الدستور، فإن بعد اغتيال الرئيس الغشمي يتسلم رئاسة الدولة أخي، القاضي عبد الكريم عبدالله العرشي، باعتباره رئيس مجلس الشعب التأسيسي، وعضوية رئيس الوزراء عبد العزيز عبد الغني، ورئيس الأركان علي صالح الشيبة، وهكذا كان مجلس الرئاسة في بدايته، على اعتبار أن يتولى إدارة البلاد حتى لا يحدث فراغ وفقا للدستور، ومن ثم الدخول في إجراءات جديدة لانتخابات جديدة لرئاسة الجمهورية".
وأضاف: "تم إضافة إلى هذه المجموعة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، بعد مجيئه من معسكر خالد، وكان يحمل رتبة مقدم".
وتابع: "علي عبدالله صالح حضر احتفالا في معسكر خالد بن الوليد، وكان علي الشيبة أيضا متجها إلى هناك لحضور الحفل، فجاء الحدث المفاجئ، وأبلغ علي عبد الله صالح بهذا الحدث كقائد لواء تعز، ويتبعه معسكر خالد، والشيبة كان في الطائرة في الطريق إلى هناك".
وأردف: "أبلغ علي عبد الله صالح بما حدث من أحد الأفراد في القيادة، وحينما وصل الشيبة إلى المعسكر كان قد أبلغ بما حدث، والتقى مع علي عبد الله صالح، واتفقا على المجيء إلى صنعاء".
وزاد: "بمجيء علي صالح والشيبة إلى صنعاء حدث ما حدث تفاصيله، وأضيف اسم الرئيس علي عبد الله صالح إلى هيئة الرئاسة، والظاهر كان أن الضباط اختاروه أن يكون مع الشيبة في القيادة، لكن كانت الأمور تختلف، فالسعودية لها خيارات كثيرة فيما يتعلق بمستقبل اليمن".
وقال: "السعودية كان لها خيارات كثيرة أيضا في شخوصها داخل المؤسسة العسكرية، وشخوصها في المؤسسة القبلية، شخوصها في الجانب المدني، وحينما توظف الأحداث تختار من تريد مع الأسف".
وأضاف: "كانت رغبة أخي، القاضي عبدالكريم العرشي، أن يهيئ لانتخابات رئاسية في فترته الانتقالية كرئيس مجلس رئاسة، فكان يهيئ لتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وتتولى مسؤولية الإعداد للانتخابات، ويتم انتخاب مجلس شورى، في فترة زمنية محددة بأشهر، ومن ثم انتخاب وترشيح من يمسك الرئاسة، وعلى اعتبار أنه قدر الإمكان إخراجها من المؤسسة العسكرية إلى الجانب المدني".
وتابع: "هذا كان الوضع الأمثل بالنسبة لوجهات نظر كثيرة، أن يتم الانتقال إلى المؤسسة المدنية كخيار بديل، وهو خيار جمهوري وديمقراطي، والمؤسسة العسكرية هي قوة البلد، التي تحمي البلد وتحمي الجمهورية وتحمي الثورة، لكن قادتها يظلون في القوات المسلحة فقط".
وأردف: "كانت هناك لقاءات وطنية مكثفة لقوى الأحزاب المتعددة (اليسارية والمعتدلة)، وحتى قوى قبلية، من ضمنهم مثلا الشيخ مجاهد أبو شوارب، وعبد الله بن حسين الأحمر، كانوا مع خيار الدولة، ومع أن يستمر أخي عبد الكريم العرشي ليرتب لهذه النتيجة التي هي برلمانية؛ لجنة الانتخابات".
وزاد: "أدى مجلس الشعب التأسيسي دوره في تلك الفترة، لكن إلى متى؟ لا بُد من أن يكون هناك تمثيل للشعب، فبدون تمثيل للشعب يبقى الفراغ قائما، وعندنا تجربة في انتخاب مجلس الشورى، فليس بجديد على التجربة اليمنية فيما يتعلق بإنشاء مؤسسة برلمانية، والمؤسسة البرلمانية تختار المؤسسة السياسية، وهكذا، ثم تأتي المؤسسة التنفيذية، على اعتبار أنه توجّه لكي يكون استقلالا للقضاء".
وقال: "هذا التصور كان محل الحوارات الوطنية، وكنت قريبا من تفكير أخي عبد الكريم الذي يقول هكذا: أن تمضي في هذا، ليس للاستمرار في السلطة، ولا استحلاء الكرسي، لم يكن هناك ما يدعو إلى هذا، بالعكس أعباء ومسؤولية كانت كبيرة، والشيخ الأحمر والآخرين والمشايخ كلهم تقريبا، والأحزاب بما فيها الاشتراكي والقوى الأخرى، لكن السعودية كان لها هدف آخر، وهدفها الأساسي أن تكون القيادة للعسكريين".
وأضاف: "السعودية كان هدفها أن تكون القيادة في الجانب العسكري؛ لأنه يبدو أنها وجدت سهولة في التعامل مع العسكر أكثر من التعامل مع السياسيين والمدنيين".
- زيارة الشيخ الأحمر للسعودية
يقول العرشي: "كانت نقطة السعودية الحاسمة بأن تستضيف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، فجاءت له الطائرة، وكل هذا النشاط كان يقف خلفه الملحق العسكري السعودي، صالح هديان، الذي كان وراء النشاط السابق، في عهد الحمدي".
وأضاف: "نشاط كبير، راقبته السفارات، وراقبه كل المتابعين لقضية اليمن، بأن السعودية تريد أن يتولى علي عبد الله صالح القيادة، وذهب الأحمر إلى هناك في طائرة، وأقنعته السعودية بأنه ما فيش معكم إلا علي عبد الله صالح".
وتابع: "عندما عاد الشيخ الأحمر من السعودية إلى صنعاء، قال هكذا لأخي عبد الكريم، إن السعودية تريد هذا الشخص".
وأردف: "أخي عبد الكريم مدني لا يملك إلا حقيبته في يده وقلمه، فالقوى الأخرى عارضت هذا الأمر، وأتذكر مجاهد أبو شارب كان متشتتا، بأنه لا يجوز القبول بهذا، رغم علاقته بالشيخ".
وزاد: "التقى علي عبد الله صالح بأخي عبدالكريم العرشي، وقال له إنه مش صحيح ما يقال إن هناك تهديدا، وأن المسألة سخيفة، لكن كل ما في الأمر أنه اقتنع أخي عبد الكريم بأن هذا ما تريده، فقال له علي عبد الله صالح أنا سأكون الرئيس، وأنت كل شيء، فقال له ليس الهدف هذا، أنا ما هو موقعي في مجلس الشعب التأسيسي، وحديث في هذا الشأن، وهذه العبارات هي الحاضرة".
وقال: "أخي عبد الكريم قال لـعلي عبدالله صالح على الأقل السيناريو يكون سيناريو معقولا أمام الناس، فسأله ما هو السيناريو؟ رد عليه بأنه مجلس الشعب، وأنت ترشح نفسك، وهذا ما حدث، مجلس الشعب يقرر رئاستك، وبدأ بإخراج سيناريو هكذا، وهو ما حدث".
وأضاف: "لم يكن هناك منافس في انتخابات، حتى اسم اخي لم يكن منافسا في الانتخابات، لم يوافق أخي، كان هناك مقترحات بأنه ليش ما يطرح اسمك معه، من أوساط مجلس الشعب التأسيسي، قال أبدا لا يمكن أن أضع اسمي منافسا له، نجحت أو لم أنجح، لم يكن في بالي هذا، أنا اسكتها لهذه الفترة لكي ترتَّب أحوال البلاد، وأتمنّى له النجاح".
وتابع: "هذا ما تم، وحصل توزيع الأموال لأسماء معروفة، مع توزيع أموال هائلة وصلت إلى البيوت، لعدد من أعضاء المجلس، وأسكتوا أصوات كثيرة".
وأردف: "جاءني إلى البيت كثير من الأصدقاء، يقولون لي ما فيش غير هذه الوسيلة، وهي القبول بتعقل من طرف، والقبول بالفلوس من طرف، وكل حسب وظيفته".
وزاد: "حتى الصحافة، كانت هناك صحافة للرأي العام توزع بالخط العريض؛ الرئيس ينتخب 100% يعني ما يحتمل أن يكون هناك معارضة في البداية، ووزعت الصحيفة في الاجتماع قبل التصويت".
وقال: "هذا هو الواقع، ولكن تم التصويت من قِبل الكل، إلا اثنين هما محمد عبدالرحمن الرباعي، امتنع عن التصويت وأعلن موقفه، وتحفظ علي سيف الخولاني".