تقارير

50 يوما من الهدنة.. مكاسب حوثية مستمرة وضغوطات دولية باتجاه واحد

20/05/2022, 10:59:05
المصدر : خاص

بعد خمسين يوماً من الهدنة، التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن، ما زالت الوقائع على الأرض كما كانت قبلها مع تطوّر بسيط، تمثل بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية.

المزيد من التحدّيات ما زالت ماثلة للعيان، وتكشف عن مدى التمترس الذي تبديه مليشيا الحوثي خلف مطالبها، وعدم تقديمها أي تنازلات على الصعيد الداخلي، وأن الضغوطات تتوجّه دائما باتجاه الحكومة في الغالب. 

الالتزام الوحيد، الذي قدّمه الحوثيون تمثل بوقف التصعيد والهجمات على الأراضي السعودية، يقابله توقف الطيران الحربي للتحالف، فيما استمروا في استهداف المدن والمحافظات اليمنية بالمسيّرات والقذائف والقنّاصة، وزراعة المزيد من الألغام، وحشد التعزيزات.

فتح الطرقات بين المحافظات وإنهاء حصار محافظة تعز كان أحد أبرز بنود الهدنة، التي ما زالت المليشيا ترفض تنفيذها مقابل المكاسب التي حصلت عليها، والمكافآت الممنوحة لها.

بل إن رفع الحصار عن مدينة تعز كان ضمن اتفاق الحديدة التي رعتها الأمم المتحدة 2018، إلا أنه لم ينفذ حتى هذه اللحظة، ولا يزال الحصار قائما. 

في بنك المكافآت، وصلت أكثر من ثلاث عشرة سفينة تحمل مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة، وشرعت المليشيا في بيعها، وتحصيل ثمنها، دون أن تقوم بدفع الالتزامات المترتبة على ذلك، بحسب اتفاق ستوكهولم.

موضوع التنازلات، التي يجب تقديمها من قِبل الحوثيين، يراه المجلس الأوروبي للعلاقات أمرا حيويا وضروريا لاستمرار الهدنة، واعتبار حصار تعز اختبارا حقيقيا لنوايا الحوثيين تجاه السلام، وأي مفاوضات للحل.

الرؤية الأوربية تقول أيضا إنه طالما كان الحوثيون متناقضين بشأن عملية السلام، فسيكون هناك خطر من أن تؤدي تنازلات التحالف العربي ومناوراته السياسية إلى نتائج عكسية، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد العسكري.

الاستراتيجية الحوثية تقوم على التركيز على تحقيق مكاسب باستخدام العنف، واعتبار مفاوضات السلام مجرد جزءٍ من تكتيكاتها لتحقيق المزيد من المكاسب بدلا من التنازل، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى العودة مرة أخرى لدوّامة العنف والاقتتال.

كما أن الدور الأكبر في تحقيق السلام -بحسب الأوروبيين- يجب أن تقوم به الأطراف الإقليمية والدولية عبر تشجيع إجراء حوار مباشر بين السعودية والإمارات وإيران، للضغط على الأطراف التابعة لها في اليمن، وقد تكون تلك حقيقة، لكنها بالقدر ذاته تغفل مصالح المستفيدين من الصراع داخليا وإقليميا، واعتبار اليمن جزءاً من لعبة شد الحبل وقرص الأُذن المرسومة للمنطقة منذ عقود.

تبقى دعوات تمديد الهدنة والوصول إلى تحقيق سلام عادل ومستدام مجرد أمنيات يطلقها المبعوث الأممي لليمن بشكل شبه يومي، دون امتلاك أدوات تحقيقها على الأرض، أو القدرة على تغيير سلوك الحوثيين القائم على الانتهازية وفرض الأمر الواقع.

تقارير

كيف حوّل الحوثيون رسوم الكليات الطبية إلى مصدر للجبايات؟

في إطار سعيها المستمر لجباية المزيد من الأموال بطرقٍ غير مشروعة، ضاعفت مليشيا الحوثي من إجراءاتها الاستغلالية لطلاب الكليات الطبية في جامعة صنعاء، وحولت كل أنظمة الدراسة المعمول بها إلى مجال للتربح والمتاجرة، وأحد مصادر التمويل لحروبها العبثية ضد اليمنيين.

تقارير

أزمة سيولة وتدهور الريال.. ما مستقبل القطاع المصرفي في اليمن؟

انتكاسة جديدة يعيشها الريال اليمني، وسط عجز الحكومة عند تداركها، فيما المواطن يدفع ثمن حروب كثيرة، على رأسها الاقتصاد، إذ سجل الريال اليمني، في آخر التداولات، انهيارا أمام الدولار، متجاوزا حاجز 1700 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أدنى قيمة له منذ أكثر من عامين.

تقارير

تقرير غربي: الأجندة السعودية الإماراتية المتباينة تسببت في شلل المجلس الرئاسي

لم يعالج مجلس القيادة الرئاسي بشكل فعّال المشاكل الحرجة التي تواجه البلاد بعد عامين من تشكيله، بما فيها الوضع الاقتصادي المتردي، والخطر الحوثي المستمر، والتوترات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.