تقارير
إغراق سفينتين خلال 48 ساعة.. تصعيد حوثي يثير القلق والتساؤلات؟
بعد غرق سفينة "ماجيك سيز"، أكدت مصادر أمنية بحرية أن سفينة الشحن "إترنيتي سي" التابعة لشركة يونانية، غرقت هي الأخرى في البحر الأحمر، بعد هجوم شنّته مليشيا الحوثي عليها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين أفراد طاقم السفينة.
هيئة التجارة البحرية البريطانية أكدت إنقاذ خمسة من أفراد طاقم السفينة بعد أن بدأت عمليات البحث والإنقاذ خلال الليل، موضحة أن جهود إنقاذ بقية أفراد الطاقم جارية.
يُذكر أن سفينة "إترنيتي سي" كانت تبحر باتجاه قناة السويس، وعلى متنها طاقم مكوَّن من 21 فلبينيًا وروسي واحد، بالإضافة إلى ثلاثة أفراد أمن لحماية السفينة.
- نهج مختلف
يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، مراد العريفي: "إن هذا الهجوم واحد من أكثر الهجمات الحوثية ضراوة، خصوصًا أنه يأتي بعد سبعة أشهر من حادث مماثل استهدفت فيه الجماعة سفينة مدنية كانت تزعم أنها متجهة إلى إسرائيل".
وأضاف: "هذا الهجوم يلقي بظلاله على مدى تحرّك محور المقاومة في الآونة الأخيرة، على اعتبار أن هناك ضغوطًا تُمارس على هذا المحور، بعد الضربة التي وجّهتها إسرائيل إلى طهران، وبدا فيها المحور فاقدًا لكل قوّته العسكرية، ما عدا جماعة الحوثي في اليمن".
وتابع: "جماعة الحوثي ما زالت تمسك زمام المبادرة وتشنّ هجمات سواء على إسرائيل أو على البحر الأحمر، لكن هذا يشير بالضرورة إلى أن إيران باتت اليوم مدركة تمامًا أن وكلاءها في الإقليم يمكن إعادة استئناف نشاطهم من أجل التخفيف على طهران في مسألة المفاوضات النووية".
وأردف: "كذلك، إذا كانت هناك ضربة عسكرية، فستكون إيران مدركة تمامًا حجم وتأثير الحوثيين في مضيق باب المندب، بالتوازي مع تهديدها وتهديد الحرس الثوري بإغلاق مضيق هرمز".
وزاد: "أنا باعتقادي أن طهران ربما مدركة أنه إذا كانت هناك ضربة عسكرية، فستبدأ بإغلاق المضايق، وستتخذ نهجًا مختلفًا في هذه العملية العسكرية".
- رسائل إيرانية
يقول الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني: "إن إيران تتعرض لضغوط كبيرة، وهي أمام مفترق طرق، حتى وإن قبلت بالتفاوض، فهي تريد أيضًا أن ترسل رسائل من خلال الحوثيين وحزب الله".
وأضاف: "حزب الله يتعرض أيضًا لضغط شديد، وهو مأزوم في لبنان، والآن الجهود تتجه لنزع سلاحه، وبالتالي تحاول إيران أن تصعّد، لتؤكد أنها لا تزال تملك أوراقًا تفاوضية، والرسالة الأخرى: أنه إذا ما قرر المجتمعون، سواء نتنياهو أو ترامب، ضربها، فإنها قادرة على إرباك الموقف في وجه هذه الجهود التي تحاصرها".
وتابع: "إيران مأزومة، وخياراتها صعبة للغاية، ولهذا تصعّد اليوم من خلال الحوثيين،؛ومن خلال حزب الله، وتلوّح بأوراقها في الإقليم".
وأردف: "الحوثيون هم بنادق لإيران، ويصعّدون في البحر الأحمر، وأتصوّر أن المعركة القادمة ستكون بحرية بامتياز، لهذا الحوثيون اليوم يصعّدون في البحر الأحمر بشكل مضطرب، ومن ثم ترفع إيران من سقفها، فيما يتعلق أيضًا بإغلاق مضيق هرمز والبحر الأحمر، وبدا اليوم السياق واضحًا من خلال هذا التصعيد".
وزاد: "إيران تستبق الأحداث؛ كونها تعرّضت لضربة غادرة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ولم تستطع أن تُشهِر نفوذها الإقليمي، أو تستخدم أدواتها؛ لأن الضربة كانت مباغتة، والمفاجأة كانت من قِبل إسرائيل، لكنها اليوم تستخدم هذا البُعد بشكل أمثل، وتريد أن تخرج أيضًا من قواعد الاشتباك لتستخدم أقصى ما لديها من أوراق".
واستطرد: "من ناحية أخرى، تسعى إيران أيضًا لتحسين أوراقها التفاوضية، لذا فهي تطوّر من طريقة التعامل مع الخصوم".