تقارير

الاحتلال يقصف الدوحة.. هل أصبحت السماء العربية ميدانا مفتوحا للطيران الإسرائيلي؟

10/09/2025, 07:12:31
المصدر : قناة بلقيس - خاص

قبل أن يصل السلام إلى ساحة المعركة، ليوقف نزيف الدم وحرب الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، أرادت إسرائيل أن توصل الحرب إلى طاولة المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، وهذا ما تبني عليه إسرائيل استراتيجيتها لقطع الطريق أمام أي احتمالات سلام، وإغلاق الباب أمام قطر، التي سعت أن تكون منصة حوار وتهدئة.

12 صاروخًا استهدفت بهم إسرائيل، يوم أمس، وفدًا فلسطينيًا جاء يبحث عن فرصة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى وفق طلب أمريكي.

لحظة إسرائيلية غادرة، كسرت الأعراف، وفتحت النار على قوانين الحرب والحصانة الدبلوماسية ذاتها، وكأن لإسرائيل وحدها أن تُسقط الحصانة السياسية وتستبيح طاولات المفاوضات وفكرة الوساطة، لأنها إسرائيل التي تنقل الحرب من ساحة غزة والضفة، إلى قلب العواصم، بمباركة وإسناد غربي.

- مسؤولية أمريكا

يقول المحلل السياسي، الدكتور معاذ العمودي، إن واقعة القصف الإسرائيلي للدوحة تختلف عن عمليات محاولات الاغتيال، سواء في عمّان أو دبي أو طهران، لأن الدوحة منذ اللحظة الأولى اتخذت مسار الوساطة، أي أن قطر كانت تلعب دور الوسيط، وهي منطقة ذات حساسية على المستوى الجغرافي، كذلك على مستوى التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار وجود قاعدة العديد التي تضم حوالي 20000 جندي أمريكي، وبالتالي هم موجودون على أرض قطر.

وأضاف: قطر كانت وسيطًا، ولطالما منذ بداية المعركة أشارت إلى أن هناك عقبات في المفاوضات وانسحبت من الوساطة مرتين، ثم بعد ذلك قالت إن مكتب حماس في الدوحة موجود بعلم أمريكا وبرغبة أمريكية لتسهيل عملية التفاوض في الحالة الفلسطينية أو الملف الفلسطيني الأكثر تعقيدًا.

وتابع: كذلك قطر حينما أدخلت الأموال إلى غزة في المنحة القطرية التي كانت على مدار سنوات طويلة، كانت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الاحتلال الإسرائيلي.

وأردف: القصف الإسرائيلي للدوحة يبدو أنه ليس فقط تجاوزًا للخطوط الحمراء بالمعنى الواضح، فقطر ليست عدوًا، مثلما الإمارات بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، أو عدوًا كحزب الله في لبنان، أو كسوريا سابقًا أو كالعراق، هي وسيط، وتدور في محاولة التوازن ما بين الأطراف المختلفة.

وزاد: هذا الاستهداف الإسرائيلي هو ضرب أولًا لمعنى الوسيط، وثانيًا للسيادة الخليجية، لدول مجلس التعاون الخليجي، ثم بعد ذلك سيادة الدول.

وقال: أكثر فعل قذر يمكن أن يوصف في التاريخ المعاصر، أنك تضرب دولة وسيطة.

وأضاف: نتنياهو يوم أمس قال إنه تم استهداف قيادة حماس في المكان الذي احتفلوا فيه في يوم السابع من أكتوبر في قطر، وهذه الرواية مقدمة للغرب ولتبرير العملية، فهم لم يكونوا في قطر وقت وقعت عملية السابع من أكتوبر.

وتابع: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدير هذه الوحشية غير المقبولة من القتل والدمار، ليس فقط على مستوى فلسطين، بل في العواصم العربية.

وأردف: استهداف الكثير من العواصم العربية، لا يمكن لإسرائيل أن تقوم به وحدها، نتيجة لعوامل مختلفة، بينها عوامل ديموغرافية، إنما بتوجيه وتدبير وتخطيط الولايات المتحدة.

وزاد: رئيس الكنيست الإسرائيلي اليوم يتحدث بكل وضوح، ما فعلناه في الدوحة هو رسالة لكل الشرق الأوسط، وهذه هي معادلة في غاية الخطورة. اليوم، الشرق الأوسط الجديد بات تعليقًا بعد كل حدث تقوم أو تفعله إسرائيل، من التوحش في المنطقة، تعلق عليه بـ"الشرق الأوسط الجديد".

- انتهاك للقوانين

يقول المحامي في مبادرة لاهاي للقانون، والباحث في القانون الدولي، وسيم الشنطي، إن استهداف وفد تفاوضي على أرض دولة وسيطة هو عمل إجرامي كسابقيه من عمليات الاغتيالات التي قام بها الكيان الصهيوني، ويشكل انتهاكًا صارخًا لالتزامات دولة الاحتلال على الصعيدين السياسي والقانوني.

وأضاف: قصف إسرائيل للدوحة يشكل خرقًا مباشرًا لميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المواد التي تحظر استخدام القوة، والتي تؤكد على أنه ينبغي تسوية النزاعات بالطرق السلمية، لا سيما المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر على أي دولة عضو في الأمم المتحدة أن تستخدم القوة تجاه دولة أخرى.

وتابع: طبعًا، هذا الاستهداف يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف التي تحظر الإعدامات والاستهدافات خارج نطاق القانون، كما تحظر الاعتداءات الموجهة ضد القيادات السياسية والمدنية.

وأردف: هذا الاستهداف يشكل أيضًا انتهاكًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، لا سيما المادة السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تحظر الاعتداء على الحق في الحياة وتحظر الحرمان التعسفي من هذا الحق، والأهم من ذلك أن هذا الاستهداف يشكل انتهاكًا لمبدأ أساسي وهو إحدى القواعد الآمرة في القانون الدولي، وهو الاعتداء على سيادة الدول، وهذا المبدأ منصوص عليه في المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

وزاد: دولة قطر هي دولة عضو في الأمم المتحدة، وبالتالي لديها سيادة لا يجوز وفق أحكام القانون الدولي أن يتم الاعتداء على سيادتها، وما حصل اليوم من استهداف داخل دولة قطر يمثل اعتداء على سيادة قطر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويشكل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي ولمبادئ التعايش السلمي بين الدول.

وقال: هذا الاستهداف يشكل جريمة عدوان، وهذه الجريمة منصوص عليها ضمن الجرائم الدولية في ميثاق روما الأساسي، الميثاق الناظم للمحكمة الجنائية الدولية، فبالتالي، هذا الاستهداف أيضًا يدخل في نطاق عمل المحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة دولية تمس الأمن الدولي والسلامة الدولية والأمن الإقليمي.

وأضاف: هذه الانتهاكات تمارسها إسرائيل على الدوام، ومعتادة على اقترافها دون رقيب أو حسيب، في كافة الاغتيالات التي تقوم بها، لا سيما مسألة الاعتداء على سيادة الدول.

وتابع: شاهدنا بالأمس إسرائيل تعتدي على سيادة دولة تونس من خلال استهداف السفينة في البحار التونسية، وتعتدي على سيادة دولة اليمن من خلال الاستهدافات المتكررة في اليمن، تعتدي على دولة سوريا، على دولة لبنان، وقبل ذلك اعتدت على سيادة دولة إيران.

وأردف: يد إسرائيل الممدودة على سيادة الدول من شأنها أن تخلق اضطرابًا دوليًا، ومن شأنها أن تهيئ الظروف لخلق حرب عالمية ثالثة، مصدرها إسرائيل، وهي التي ستكون متسببة بها إن استمرت في تلك الخروقات على سيادة الدول دون رادع، وبرعاية من الدولة التي تعتبر ضامنة للنظام القانوني الدولي في هذه الأيام، باعتبارها الدولة العظمى، وهي الولايات المتحدة الأمريكية.

وزاد: نحن لا نتحدث فقط عن حادثة اغتيال حدثت اليوم في قطر، إنما نتحدث عن حالة خطيرة تمس الأمن الدولي، ومن الممكن أن تشكل أحد المسببات لنشوء حرب عالمية ثالثة في المستقبل القريب.

تقارير

خبراء يتوقعون ردا إسرائيليا وشيكا على الحوثيين بعد استهدافهم مطار رامون

قال خبراء أمنيون إن الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي في اليمن بطائرة مسيّرة على مطار رامون الإسرائيلي قرب إيلات يمثل “انتصاراً تكتيكياً صغيراً” للجماعة المدعومة من إيران، لكنه في الوقت ذاته قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد، في وقت لا يزال قادتها يحاولون استيعاب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم إثر ضربة إسرائيلية استهدفت كبار مسؤوليهم، وفق ما أورده موقع "The Media line".

تقارير

استهداف رئيس حكومة الحوثيين في صنعاء.. هل يفتح مرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل؟

دخلت المواجهة بين إسرائيل وجماعة الحوثي في اليمن مرحلة جديدة، عقب الغارة الجوية الإسرائيلية في 28 أغسطس التي أودت بحياة أحمد الرحوي، رئيس الحكومة المدعومة من الحوثيين، إلى جانب تسعة من وزرائه.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.