تقارير

التطورات العسكرية في سوريا.. أبناء الخيام ينتزعون مدنهم من قبضة النظام

02/12/2024, 11:17:34

تشهد سوريا تصعيدا جديدا، وأبناء الخيام الذين كانوا بالأمس ضحايا الظلم والنزوح حملوا السلاح واتجهوا لاستعادة مدنهم، في عملية انطلقت الأربعاء الماضي، عبر تحالف مجموعة من الفصائل في صفوف المعارضة السورية المسلحة، التي تواصل تقدمها السريع، وقد سيطرت على مدينة حلب ومحافظة إدلب بالكامل وتتقدم باتجاه حماة.

يبدو أن إيران تخسر أذرعها في المنطقة تباعا، وباتت تدرك أن تمددها الثوري، لم يعد مجديا بعد أن أصبحت تعاني مرارة العزلة، خصوصا عقب الضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني، وانسحاب قواته من سوريا.

التغريبة السورية واحدة من أقسى تجارب الشعوب بأكملها، أرهقت الشتات والمنافي، ويبدو أنها اليوم تبحث عن مسيرة للعودة إلى الديار.

ترميم الحراك الشعبي

يقول الكاتب والأستاذ الجامعي، د. علاء رجب تباب، ما حدث في سوريا أن محاولة ترميم للحراك الشعبي السوري، لأن كلنا يعلم أنه خلال السنوات الماضية اجتمعت كل الفواعل الدولية، وكل المنظمات الانسانية وتم تهجير الشعب السوري من كل المناطق السورية إلى الشمال السوري ووضعهم في المخيمات.

وأضاف: اليوم نشاهد أن هذا الطفل الذي تم تهجيره عنوة بواسطة القرارات الدولية بالباصات الخضراء التابعة للأمم المتحدة، أستطاع أن يصنع ذاته ومن ثم ذهب اليوم إلى مناطقه من أجل استعادة بيته ومنزله وكل ما يصل بأسرته ومجتمعه السوري.

وتابع: اليوم نحن نشاهد محاولة من الحراك السوري من أجل إثبات نفسه، ويقول للعالم، أنتم لا تستطيعون أن تنزعوا مني حريتي، ولا تستطيعون ان تنزعوا مني بيتي على الإطلاق.

وأردف: دائما هناك علاقة ما بين الإنسان، وما بين التربة التي خلق منها وفيها، علاقة وطيدة جدا، وعلى سبيل المثال، الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، حيث أنه مهما حاول لا يستطيع أن يتحول أو أن يتأقلم أو أن تتقبله التربة في فلسطين على الإطلاق.

وزاد: المواطن السوري أيضا اليوم، يحن إلى بلده وإلى ترابه ويحاول أن يعود لينبت مجددا في سوريا، في منطقته.

وقال: الفصائل السورية بطبيعة الحال مثلها مثل أي فصائل، هي مكونة من أبناء البلد، وخلال الـ 12عاما الماضية، تحاول أن تعد نفسها بطريقة أو بأخرى، تحاول أن تغتنم السلاح من خلال معاركها، ومن خلال تواصلاتها وعلاقاتها مع الدول الأخرى.

وأضاف: الفصائل السورية حاولت بناء نفسها وبناء ترسانة عسكرية إلى حد ما خلال هذه الأعوام، وهي كفيلة بأن تكون دولة على الأرض، ومن ثم تصنع ذاتها من الصفر، وهذا الحراك أنا أعتبره حراك شعبي مسلح استطاع أن يصنع من إمكانياته البسيطة ترسانة عسكرية معينه بكافة الوسائل.

وتابع: القضية ليست بقوة السلاح، وليست الطائرات المسيرة هي من غيرت مجرى المعركة،  من غير المعركة هو إصرار هذا السوري على استرجاع أرضه، اما الطائرات ما هي إلا أداة ليس إلا.

وأردف: كلمة السر والقوة، تكمن في إصرار هذا المواطن السوري، لكن النظام يريد أن يقول، أو يغمز بطريقة أو بأخرى أن المسألة تتعلق بطائرات أو أسلحة مأخوذة من دول معينة، مع أن الدول العربية جميعها تستورد الأسلحة من الدول الأخرى، وبطبيعة الحال فإن الحراك الشعبي المسلح سوف يأتي بهذا السلاح أيضا من الدول الأخرى، لذا فليس هناك عار على أي حراك يأخذ أسلحته من الدول الأخرى مثله مثل أي دولة عربية.

وزاد: نظام بشار الأسد، يريد أن يغمز، لارتهان هذا الفصيل او ذاك الفصيل أو الحراك، إلى جهات أخرى، وهذا غير منطقي، لأن النظام بأكمله مرتهن، والارتهان له علاقة بالقرارات، لذا أنا عندما اشتري سلاح من مكان آخر هذا لا يعني أنني أرتهن لهذا المكان أو الإنسان.

وقال:  المسألة تتعلق بما تفعله على الأرض، وما هي التحركات؟ وما هو السلوك الذي تقوم به؟ ومن خلاله نستطيع أن نحكم على هذا الحراك، هل هو حراك مرتهن للخارج؟ أم هو حراك قائم بذاته.

انتصار فاق التوقعات

يقول المحلل العسكري والاستراتيجي السوري، العقيد هشام المصطفى، يجب أن نعرف جميعا، أننا في الثورة السورية لم نحمل السلاح طيلة أهر الثورة الأولى، إنما كانت مظاهراتنا سلمية بامتياز من أجل إسقاط هذا النظام، لكن الأجهزة الامنية والعسكرية التابعة للنظام هي التي أجبرتنا على حمل السلاح دفاعا عن أهلنا المدنيين الذين كانوا يتظاهرون بكل سلمية وبكل حضارة.

وأضاف: عندما هذه القوات استهدفت المتظاهرين بالرصاص الحي المباشر في الرأس والصدر اضطررنا لحمل السلاح أما بداية ثورتنا السورية، كانت ثوره سلمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وتابع: في السنوات الأولى استطعنا تحرير ما يقارب 85 % من مساحة الأرض السورية، ثم بعد ذلك استعان النظام بميليشيات حزب الله وكافة الميليشيات الشيعية العراقية والأفغان والتي ترتهن لإيران وميليشيات الحرس الثوري الإيراني، ولم تستطع تلك الميليشيات مع جيش النظام أن تغير في المعادلة، لكن عندما دخل الروس على الخط عام 2015م، والقصف الهمجي الذي كان يشنه الطيران الروسي، وسياسة الأرض المحروقة أثرت في المعادلة.

وأردف: هذا التقدم وهذا النصر كان متوقعا، ربما لم يكن متوقعا أن يكون بتلك الوتيرة الكبيرة، لكنه كان متوقعا لعدة أسباب أولا، أن الفصائل الثورية السورية بكافة مسمياتها التي توحدت تحت مسما واحدا، استغلت السنوات الماضية التي كان فيها هدوءا نسبيا على الجبهات إلا من عملية هنا أو تسلل هناك أو عملية خاطفة واستطاعت فيها أن تطور ذاتها وتكتيكاتها واستراتيجياتها العسكرية.

وزاد:  كان هناك تطور في نوعية التدريب، التدرب على اقتحامات معينة تحتاجها في حربها التي بدأت منذ خمسة أيام، واستطاعت أن تطور من الأسلحة.

وقال: أنا اختلف مع من يقول إن الأسلحة التي تمتلكها الفصائل تم استيرادها، فالسلاح الذي هو سلاح شاهين أو الطائرات المسيرة، هي من صنع محلي وطني ثوري بامتياز وهذا ما نفخر به أمام العالم.

وأضاف: لدينا مهندسون وخبراء في صناعة الأسلحة وهؤلاء تدربوا خلال 14 عاما من الممارسة على أنواع السلاح ودراستها، حتى استطاعوا أن يصنعوا ذلك السلاح الفتاك الذي هو سلاح شاهين وهي عبارة عن طائرات مسيرة، وكذلك أسلحة أخرى كالمدفعية، إضافة إلى ما اغتنمته المعارضة من النظام والميليشيات الإيرانية وميليشيا قسد الإرهابية.

وتابع: من خلال كل ذلك استطعنا أن نقيس عليه ومن ثم أن نصنع سلاحا بأنفسنا، والسلاح الأهم هو الإرادة والعزيمة التي يتمتع بها السوريون على استعادة قراهم وبلدانهم ومدنهم التي هجروا منها بفعل إجرام نظام الأسد المجرم والميليشيات الطائفية الإيرانية أو التي تتبع إيران.

قرار سليم في الوقت المناسب

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد محمد الكميم، شاهدنا سرعة العمليات العسكرية والانتصارات العظيمة التي حققها ثوار سوريا، وكانت انتصارات متتالية ومتوالية في العمل العسكري، حيث شاهدنا العمليات العسكرية، والتطوير في الهجوم، وما بعد الهجوم أيضا، من تأمين للمناطق المحررة.

وأضاف: شاهدنا في سوريا خلال الأيام الماضية الفعل الثوري الحقيقي، مع الجانب المدني، وكيف استطاعوا أن يتحركوا مع المواطنين، وكيف تعاملوا مع المواطنين، وهذه كانت نقاط أنا بالنسبة لي تهمني أكثر من المعركة.

وتابع: هناك تقدم كبير للثوار وهناك تأمين للجبهات وعمليات تمشيط، وكذلك فعل مجتمعي لهؤلاء الثوار الأبطال فيما يتعلق بحاضنتهم المجتمعية، وشاهدنا كيف تعاملوا مع المجتمع كيف تعاملوا مع الأقلية المسيحية ومع المتعاونين مع نظام الطاغية بشار الأسد.

وأردف: هذه المعركة قرار السليم في الوقت السليم، وقرار مناسب في الوقت المناسب، نظرا للأحداث التي رأيناها في لبنان وفي غزة، فكل تلك الأحداث التي مرت في المنطقة استطاع أبناء سوريا العظماء أن يستغلوها.

وزاد: عندما انحصر حزب الله الإيراني الخبيث والمجرم، تهاوت الأنظمة الإيرانية في المنطقة، ورأينا أن النظام السوري عاد إلى حقيقته الواقعية، أنه نظام ضعيف ونظام هش، ولذلك ثوار سوريا وأبطالها الكرام استغلوا تلك النقاط، من خلال عملهم الاستخباراتي وعملهم الأمني.

 

تقارير

مليشيا الحوثي تستخدم الطيران المسيّر كوسيلة جديدة لقتل المدنيين في الأسواق

الهجوم الذي شنّته ميليشيا الحوثي بالطيران المسيّر على سوق شعبي في قرية البومية بمديرية مقبنة غربي تعز يُمثل مشهدًا مأساويًا جديدًا، يكشف عن استمرار الميليشيا في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.

تقارير

تحت غطاء المرتبات.. قانون حوثي جديد للتلاعب بحقوق الموظفين ونهب الأموال

تمخض الجبل فولد فأرًا جائعًا؛ إذ انتظر المواطنون في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي طويلًا، متأملين أن تقدم ما تسمى بـ"حكومة التغيير والبناء"، التي تشكّلت في شهر أغسطس الماضي، حلولًا عملية لمشكلة الرواتب. ولكنهم صُدموا بحصولهم على نصف راتب فقط لكل ستة أشهر، مقابل زيادة في الجبايات والضرائب ورسوم الخدمات، اعتبارًا من مطلع العام القادم.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.