تقارير

الحوثيون يجندون المهاجرين الأفارقة.. مرتبات زهيدة ومصير مجهول في جبهات القتال

20/04/2025, 07:43:58
المصدر : قناة بلقيس - خاص

في محاولة منها لعملية تجنيد جديدة، تعويضاً للخسائر في صفوف المقاتلين، ورفد جبهات الحرب بمجندين جدد، كرست مليشيا الحوثي جهودها للتعبئة والتحشيد، مستخدمةً وسائل مختلفة لإقناعهم، في المشاركة والانخراط ضمن مقاتليها.

إذ تركزت حملاتها التدريبية على استقطاب المئات من المهاجرين الأفارقة، عقدت لهم دورات تثقيفية وعسكرية، كونهم الأكثر احتياجاً والأسرع استجابة، نظراً لبؤس واقع هجرتهم المرير، وشدة سوء أوضاعهم المعيشية.

الأمر الذي جعل مليشيا الحوثي تستغل حاجتهم وتغريهم برواتب بسيطة، أو تقدم لهم مساعدات غذائية نظير قبولهم الالتحاق في جبهات القتال كمرتزقة، إضافةً إلى إجبارهم والضغط عليهم للعمل مع الجماعة قسراً.

عودة استقطاب اللاجئين

مع استمرار تدفق آلاف اللاجئين غير الشرعيين من بعض دول القرن الإفريقي: الصومال، إثيوبيا، إريتريا وجيبوتي، الذين يتسللون عبر البحر للسواحل اليمنية بأعداد كبيرة، استأنفت الجماعة حملة تجنيدهم مجدداً.

“ناصر معوضة”، ضابط سابق في الجيش اليمني، قال لموقع بلقيس: “الحوثي يعاني من استنزاف ونقص بصفوف مقاتليه نتيجة للغارات الجوية الأمريكية، لذلك لجأوا خلال الفترة الأخيرة إلى معاودة تجنيد مرتزقة من الأفارقة المهاجرين لسد النقص الحاصل في أعدادهم، لديهم إدراك بأنهم قد يتعرضون للهزيمة، بسبب حجم الخسائر البشرية التي يتلقونها بشكل يومي، يستغلون أغلب المرافق المدنية لإقامة دورات تدريب عسكرية في صنعاء وبعض مناطق سيطرتهم”.

وتعمل الجماعة على استخدام شتى الطرق والإمكانيات في عملية تحشيد المقاتلين، بدءاً من توظيف العامل الديني، والضغط إجبارياً والترهيب بالقوة، إلى الإغراءات المالية بعرض مرتب شهري لكل مقاتل.

عدد من أقارب المهاجرين الأفارقة في صنعاء قالوا لموقع بلقيس: “بعض الشباب والصغار الذين يبحثون عن أعمال ولم يحصلوا على فرص، تم استغلالهم وخدعهم براتب شهري، ذهبوا مع الحوثي بأقل من 100 دولار أميركي، والبعض خضعوا للتعبئة ولدورات ثقافية، أو بالضغط وتجنيدهم إجبارياً”.

“يُعد اللاجئون من شباب الجنسيتين الإثيوبية والصومالية أبرز المستهدفين للتجنيد خلال الأشهر الأخيرة، يتم أخذهم من شوارع المدن لأنهم بدون عمل، ثم إرسالهم لجبهات الحرب للقتال مع الحوثي”. وفقاً لحديث الناشط هشام عبد الرحمن.

اضطرار الفاشلين

تأتي التسهيلات الحوثية لأفواج من المتسللين الأفارقة عبر البحر كآلية اضطرارية للاستفادة منهم في حربها العدائية ضد اليمنيين في مختلف المناطق، خصوصاً بعد فشلها الذريع مؤخراً بتحشيد المنقطعين عن الخدمة في المؤسسة العسكرية.

مصدر عسكري يفضل عدم كشف هويته قال لموقع بلقيس: “الجماعة استدعوا كل المنقطعين عن الخدمة في الجيش ولم يتجاوب أحد معهم، لقد رفضوا جميع أوامر الاستدعاء التي وجهت لهم عبر ما يسمى هيئة شؤون الأفراد، لأنهم يعرفون أن الحوثي سيزج بهم إلى محارق موت عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل”.

مضيفاً بأنهم “لجأوا إلى تسهيل دخول الأفارقة إلى البلاد بأعداد كبيرة للاستفادة منهم في عمليات تهريب الأسلحة عبر البحر، وتجنيدهم كمرتزقة للقتال في جبهات الحرب تعويضاً لخسائرها البشرية، لأن قواتها تتلقى يومياً ضربات جوية أميركية موجعة على كافة المحاور التي تنشط فيها عسكرياً”.

وتعيش مليشيا الحوثي حالة من الارتباك والصدمة داخل مناطق سيطرتها، نظراً للتجاهل الجماعي من السكان واشتداد ضغط العمليات العسكرية الأميركية عليها، وفرض العزلة والحصار بصورة شاملة.

وأوكلت الجماعة مهمة التحشيد لعناصر موثوقة ممن لديهم خبرات واسعة بشؤون اللاجئين الأفارقة، يتولون إجراءات استقطاب مقاتلين مرتزقة من المهاجرين.

وكان عدد من المقاتلين الأفارقة قد لقوا مصرعهم ضمن صفوف الحوثي في جبهات الحرب المختلفة خلال المراحل السابقة، بحسب مهاجرة إثيوبية تُدعى “ساره”، قالت لموقع بلقيس: “قبل سنوات، الحوثيون أخذوا أخي يقاتل معهم ولم نكن نعرف، إلا بعد ما أبلغونا أنه قُتل في معركة مأرب”.

وتحتل العاصمة صنعاء رقماً قياسياً في أعداد المجندين من الأفارقة، بالنسبة لباقي المدن الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

ويشير تقرير حقوقي حديث صادر عن منصة “تعقّب الجرائم المنظمة” (P.T.O.C) إلى أن “مليشيا الحوثي تستخدم المهاجرين الأفارقة وقوداً لحربها عبر التجنيد القسري والاستغلال العسكري، وحولت عدداً من المواقع الخاصة إلى معسكرات استقطاب وتدريب وللأنشطة الاستخباراتية، ثم إرسالهم لجبهات القتال أو لنشر الفكر الطائفي والعنصري في بلدان القرن الإفريقي، وتوظيفهم في عملية تهريب السلاح والمقاتلين إلى اليمن عبر البحر الأحمر”.

وبرغم ما يفرضه معظم اللاجئين من عصيان وتمرد على دعوات الحوثي، إلا أن الموت بوحشية يبقى مصيراً محتوماً لبعض من استدرجوا إلى وكر الشر بغطاء تحسين ظروف العيش.

تقارير

كيف نفهم تناقضات ترامب تجاه الحوثيين وإيران؟

يتسم خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحوثيين وإيران بالتناقض والاندفاع، مما جعل كثيرين يشككون في اتزانه السياسي، فخطابه يربك أعداءه وحلفاءه على حد سواء، لدرجة عدم اليقين بما يمكن أن يقدم عليه من أفعال كترجمة لخطابه المتناقض.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.