تقارير

العرشي يتحدث لبرنامج الشاهد عن اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وأسباب استقالته

16/03/2025, 14:36:48

يستعرض الدبلوماسي والسياسي اليمني، يحيى العرشي، في الحلقة السادسة من برنامج الشاهد، أسباب استقالته من سلطة إبراهيم الحمدي، وانتقاله للعيش في المنفى، في زمن الغشمي، وروايته حول حادثة اغتيال الرئيس الحمدي.

استقالته

يقول يحيى العرشي: في الواقع، كما ذكرت لكم، إن العمل في الإعلام والثقافة هو عملٌ مجهد، وفي الوقت نفسه، له ردود فعل كثيرة. ونتيجةً للتكالب والمؤشرات السلبية التي أثّرت على عملي، ذهبتُ إلى الرئيس الحمدي، وقلتُ له: “أنت قد تعبتَ في دعمي، وأنا تعبتُ من الدفاع، وأرجو أن يكفي إلى هنا. لقد أنهيتُ مهمتي في التأسيس، والأمور تسير كما تراها، وأرجو أن تعفيني من الاستمرار فيها.”

وأضاف: “في الواقع، تفاجأ الرئيس الحمدي من طلبي، لم يكن يتوقع مني هذا، ربما، لكنه كان لديه الرغبة في إقناعي بالاستمرار. وكان ذلك قبل مؤتمر تعز في البحر الأحمر، فقال لي: ’نذهب إلى المؤتمر، وعندما نعود سنتحدث في الأمر.‘”

وتابع: “عندما عدتُ من المؤتمر، حاولتُ مجددًا أن يُعفيني، لكنه لم يقبل في الواقع. بعثتُ له الاستقالة مكتوبة، فاتصل بي عبر الهاتف، وكان منزعجًا من أن الأمر وصل إلى حد الكتابة، وقال: ’لنبقَ أصدقاء وزملاء، ونعفي أنفسنا من أي تطور قد يزعجني.‘ ثم أضاف: ’اترك لي وقتًا أفكر فيه.‘ لكني فوجئتُ، في أحد الأيام، بتعييني محافظًا للواء إب، وكان هذا التعيين يعني، ضمنيًا، قبول استقالتي أو خروجي من المسؤولية.”

وأردف: “كانت استقالتي بسبب التدخل في شؤون الإعلام بدرجة أساسية، كما كانت هناك محاولة، في الواقع، لإبعاد كل من يُعرف عنه أنه أكثر إخلاصًا للحمدي. كان هناك الكثير من المخلصين معه، لكن الإعلام كان البداية لنهايته، فقد كانت خطتهم التخلص من الموالين له في الإعلام، لكي تأتي الخطوة اللاحقة، وهي تصفيته.”

وزاد: “قلتُ للحمدي إنني أريد أن أستقيل من الوضع بشكل عام، وليس فقط من الإعلام. كنتُ أيضًا مسؤولًا عن تعاونيات صنعاء، وكنا نبذل فيها جهدًا كبيرًا، لكن عملي الإعلامي شغلني عنها. والحمد لله، كنا قد أنشأنا أول مركز للمسنين، واستراحة عصر والنهدين، وحققنا قفزات كبيرة في مجال التعاون الأهلي في صنعاء، فقلتُ له: ’أريد أن أقترب من هذا العمل، وأنت خير من يدعم هذا المشروع.‘”

وأضاف العرشي: “التقيتُ بالرئيس الحمدي لوقت طويل في ساحة الكلية الحربية، وظللنا نمشي ونتحدث، فقال لي: ’أنا لا أستطيع إلا أن أقدّر ما بذلته من جهد، ولهذا لم أُعيّن وزير إعلام بديلًا عنك.‘ ثم أضاف: ’أقدّر أنك اخترت هذا المسار، لكن لديّ الرغبة في أن تعالج موضوع الجبهة في إب، امتدادًا للعلاقة مع إخوتنا في عدن، وأنت خير من يعينني في هذا.‘”

وأردف: “قدّرتُ هذه الفكرة، لكنني لم أتحمس لها، لأنني كنتُ مدركًا أن التآمر كان أقوى، وكان هو يشعر بذلك أيضًا. حذّرته أكثر من مرة، بكل أدب، وقلتُ له: ’أنا أخاف عليك.‘ وظللنا نتحدث حتى الساعة الواحدة، لكنه لم يفكر في إعادة النظر في قيادة الجيش، ولم يقتنع.”

وتابع: “ركبنا السيارة في الواحدة صباحًا، كنتُ أنا وهو وحدنا، وأوصلني إلى البيت. لم يخطر ببالي أن هذا سيكون آخر لقاء بيننا. بعد ذلك، اعتذرتُ وأصررتُ على عدم الذهاب إلى إب. لكن جاؤوا لي أصدقاء من إب، منهم عبد العزيز الحبيشي وشباب الربادي ومجموعات أخرى، وقالوا لي: ’هذه فرصة، تعال عندنا.‘ حتى أنهم جاؤوا إلى بيتي، لكنني لم أقبل، ولم أقتنع.”

اغتيال الحمدي

لم يكن الرئيس إبراهيم الحمدي ينصت لكل التحذيرات من غدر وشيك كان يخطط له نائبه، أحمد الغشمي. ربما ملَّ الحمدي من تكرار الحديث عن التخوين والتخويف، أو أنه كان يراها مجرد ادعاءات ومبالغات، معتقدًا أن الغشمي لا يمكن أن يُقدم على عمل كهذا.

أمام هذا الوضع، قرر يحيى العرشي التعبير عن سخطه الكبير بتقديم استقالته من وزارة الإعلام والثقافة. وبعد فترة وجيزة، تلقى الحمدي صدمة أخرى عندما قدّم صديقه المقرب، أحمد دهمش، استقالته من وزارة الشؤون الاجتماعية، احتجاجًا على هشاشة حكم الحمدي، الذي ارتهن وخضع للسعودية، وتحول، كما جاء في نص الاستقالة، إلى “سيف من خشب”. وجاء في الاستقالة أيضًا: “ليس من المعقول ولا المقبول أن تُعالَج مشكلة شعبنا فقط بما تمليه علينا الضغوط السعودية.”

يقول العرشي: “الحمدي لم يعيّن وزيرًا للإعلام والثقافة. في تلك الفترة، انعقد مؤتمر الشعبي العام في الحديدة، وكان يهيئ له باعتباره القاسم المشترك للمشاركة الجماهيرية. كانت الأحزاب حينها تعمل من تحت الطاولة.”

وأضاف: “يبدو أن الجهاز الأمني، بلا شك، كان مخترقًا من قبل السعودية والأطراف التي خططت لما حدث. لهذا، كان الرئيس الحمدي لا يُعطي اهتمامًا كبيرًا للعمل الاستخباري، وكان مترفعًا عنه، مما جعل هذا العمل يُوظَّف ضده في النهاية.”

وتابع: “جهاز الأمن السياسي كان مليئًا بالخفايا والأسرار. محمد خميس، الذي كان على رأس الجهاز منذ تأسيسه، استمر في منصبه طوال فترة القاضي الإرياني والشهيد الحمدي، ولم يتم تغييره إلا في عهد الرئيس علي عبد الله صالح. استمرار محمد خميس في رئاسة الجهاز، وعدم تغييره، كان أحد الأسباب التي أدت إلى ما حدث في اليمن.”

وأردف: “كانت هناك توقعات بأن شيئًا ما سيحدث، لكن لم يكن في الحسبان أن تكون الجريمة بهذه الصورة.”

وقال: “كنا نتوقع أن الخطوة القادمة ستكون من الحمدي ضد الغشمي، وكان الغشمي يتوقع ذلك أيضًا، وليس العكس. كنتُ في منزلي مع أصدقائي، صالح الأشول وأحمد الرحومي، من قيادات سبتمبر، عندما تلقينا خبر اغتيال الشهيد الحمدي. حينها، شعرتُ أن اليمن سيدخل بلا شك في حسابات جديدة، وأن المجهول قادم. التغيير بهذه الطريقة يُسيء إلى اليمن، وإلى أخلاق اليمنيين، وإلى كل ما يتصل بالعمل السياسي.”

وأضاف: “الانقلابات عادةً يكون لها مبررات، حتى لو كانت غير صحيحة، لكنها على الأقل تبدو محترمة إلى حد ما. أما بهذه الطريقة، فالأمر يُسيء إلى كل شيء. بالنسبة لي، شعرتُ أنني فقدتُ صديقًا قبل أن أفقد رئيسًا وزميلًا. كانت الجريمة نكراء بكل المقاييس، ولم يكن من الممكن وصفها بغير ذلك، إلا في ذهن من شاركوا فيها.”

تقارير

كيف ستتأثر واردات الغذاء وأسعار السلع في اليمن بعد تصنيف واشنطن للحوثيين كمنظمة إرهابية؟

في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن، يثير قرار الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية تساؤلات حول تأثيره المحتمل على واردات الغذاء إلى البلاد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.