تقارير
الوحدة اليمنية في ذكراها الـ "31".. هل يعود التاريخ إلى الوراء؟!
قناة بلقيس - هشام سرحان
في ذكراها الحادية والثلاثين تبقى الوحدة اليمنية -في نظر الغالبية- إنجازا تاريخيا للبلاد، إذ أعاد لها لحمتها، وردم الصراعات الشطرية، وجسد حلم وإرادة وتطلعات اليمنيين، الذين يأملون استمرار هذا المنجز، ويتوجسون من المخاطر المحدقة به، وتآكل رمزيته، كما يقللون من دعوات الانفصال، ومساعي المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، الرامية نحو فك الارتباط، والعودة بالتاريخ إلى ما قبل الإعلان عن ميلاد الجمهورية اليمنية في 22 مايو من العام 1990.
يبدي البعض -في حديثهم لقناة "بلقيس"- خيبة أمل كبيرة من الأخطاء والاختلالات التي رافقت الوحدة، وهددت بقاءها، ووفّرت بيئة خصبة لظهور بعض الأصوات المناهضة لها، لكنهم يؤكدون أن اليمنيين سيستعيدون بلدهم ووحدتهم، وحلمهم الكبير في العيش في أحضان وطنهم الواحد والكبير مهما كانت الصعوبات والتحدّيات.
ومع حلول هذه الذكرى، يجدون أنفسهم أمام العديد من الهموم والمشاكل والمتغيرات، التي تهدد بقاء حلمهم المصيري ومكسبهم الوطني، الذي مثّل -على مدى عقود- حلم أمّة وإرادة شعب، وليس إرادة شخصين أو نظامين سابقين.
أضحى المواطن البسيط مُلماً بطبيعة المشهد السياسي، حيث أكسبته الأوضاع الراهنة، التي تمر بها البلاد للعام السابع على التوالي، رؤية وفلسفة في الحديث عن الوحدة وواقعها ومستقبلها، والتحديات التي تواجهها وتهدد وجودها، بما فيها مليشيات الحوثيين المدعومة إيرانياً والمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً.
بات يدرك جيداً المتغيرات الإقليمية والمحلية، والتهديدات الحقيقية للوحدة اليمنية، والعوامل التي أضعفتها. ويرى مواطنون أن الحفاظ على الوحدة يبدأ بوقف الاقتتال الداخلي، والرجوع إلى مخرجات الحوار الوطني، التي وضعت حلولاً للكثير من الاختلالات والقضايا والإشكاليات.
* حلم الجميع
يقول جميل مرعي لبلقيس: "الوحدة اليمنية حلم الجميع، وقد أجهضت في مهدها، وذلك بعد أربع سنوات من إعلانها، واندلاع ما عُرف بحرب الردة والانفصال في العام 1994، وما تبعها من نهب واضطهاد، وتسريح للجنوبيين من الوظيفة العامة".
ويضيف: "فكك انقلاب الحوثيين النسيج المجتمعي، وأجهض الوحدة، وعاد بالبلاد مئات السنين إلى الوراء، إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأشار إلى أن تلك القوى ترفض الشراكة والتعايش، وتعيش في الماضي، وتهدد بقاء الوحدة، التي ستستمر في حال انتهاء تلك المليشيات، التي تتحكم بمصير البلاد.
ويتطلب استمرار الوحدة اليمنية حل كافة الإشكاليات والاختلالات، بما فيها أوضاع أبناء المحافظات الجنوبية، وإتاحت المجال لهم للتصويت على بقاء الوحدة من عدمها.
ومع حلول الذكرى الحادية والثلاثين للوحدة اليمنية، يأمل البعض في استمرار وحدة البلاد، واللُّحمة الوطنية للشعب والجغرافيا اليمنية، كما يتوجسون من تداعيات الانقلاب الحوثي واستيلائه على السلطة بقوة السلاح، واجتياحه مختلف المحافظات، بما فيها الجنوبية، ما فتح الباب أمام العديد من الأصوات الداعية للانفصال وفك الارتباط، والعودة إلى ما قبل العام 1990.
ويبدي المواطن والناشط الحقوقي عبدالواسع الفاتكي خشيته من دعوات الانفصال وحصولها على بيئة محلية وإقليمية ودولية مناسبة، ورجح أن تلقى تلك الأصوات صدّى في أوساط الأشخاص الذين يتوافقون في المصالح.
ويذكر الفاتكي لبلقيس: "ذكرى الوحدة اليمنية عزيزة على قلوب اليمنيين، الذين يساورهم القلق على الوحدة في ظل المؤشرات والأوضاع الراهنة، وتسلط المليشيات في شمال البلاد وجنوبها".
* إرادة شعب
ودعا اليمنيين إلى مناقشة قضاياهم، وحلها تحت مظلة الوحدة والجمهورية، كما حثّ الأطراف السياسية على الرجوع إلى مخرجات الحوار الوطني، والالتزام بها، ليبقى اليمن موحداً أرضاً وإنساناً.
وتعد الوحدة اليمنية منجزاً وطنياً وتاريخياً مهماً، بالنسبة للمواطن اليمني والوطن، الذي أصبح كيانا جغرافيا موحدا تحت راية واحدة، وهو ما يشير إليه المواطن أسامه عفيف الذي لفت إلى أن الأشخاص سيذهبون، وستبقى الوحدة، ولن تُؤخذ بالأخطاء المرتكبة، كما أنها مترسّخة في عُمق الذاكرة الجمعية والتاريخ اليمني.
ويرى المواطن عمار السروري أن الوحدة اليمنية تجسّد إرادة شعب، وليس نظامين أو رئيسين، لذلك ستبقى مهما كانت الأخطاء والاختلالات التي أنتجها النظامان السابقان.
ويؤكد أن مساعي المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً الرامية للانفصال محاولات بائسة وغير معبّرة عن تطلعات وآمال المواطنين، بقدر ما تعبّر عن مطامع شِرذمة من الأشخاص المرتهنين للخارج، إذْ توالي مليشيا الحوثيين إيران، فيما ينفذ المجلس الانتقالي أجندة ومشاريع دولة الإمارات.