بعد أن غذت الصراع المناطقي.. هل قررت الإمارات التخلص من أدواتها؟

فجأة تحوّلت أحياء مدينة 'كريتر' في العاصمة المؤقتة (عدن) إلى ساحة معركة بمختلف أنواع الأسلحة بين قوات الشرطة التابعة للمجلس الانتقالي (المدعوم إماراتياً) ومسلحين يتبعون القيادي الموالي للمجلس نفسه، إمام النوبي.

الاشتباكات البينية بين القوات والفصائل التابعة للانتقالي اشتدت وتيرتها، وتوسّعت في أنحاء متفرّقة بمديرية 'كريتر'، لتسفر عن سقوط قتلى وجرحى، واحتراق عدد من المنازل، نتيجة القصف العشوائي، وتبادل إطلاق النار.

يرى مراقبون أن ما يحدث في عدن يندرج في خانة الصراع المناطقي التي حرصت الإمارات على تكريسه وتغذيته، لتبقى المدينة مسلوبة الإرادة وخاضعة للتشكيلات الموالية لها.

صراع الأجنحة

وفي السياق، يقول المحلل السياسي فيصل الحذيفي: "إن الأحداث، التي شهدتها منطقة كريتر بمدينة عدن، تأتي نتيجة التعبئة الخاطئة وصراع الأجنحة داخل المجلس الانتقالي".

وأضاف الحذيفي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "صراعات الأجنحة داخل المجلس الانتقالي تتصاعد يوما بعد آخر، كون المجلس خليطا غير متجانس". 

ويوضح الحذيفي أن "المجلس الانتقالي أصبح يضم تشكيلات وولاءات متعددة، وأصبح لكل قيادي فيه فكرة وأيديولوجيا وأهداف خاصة به، وبالتالي تحدث هذه الخلافات أو الصراعات فيما بينهم".

ويفيد الحذيفي أن "جميع قيادات المجلس الانتقالي تتبع الإمارات"، لافتا إلى أن هناك صراعا قرويا وفئويا داخل مدينة عدن واستجراء للماضي.

ويرى المحلل الحذيفي أن "ما يحدث الآن في عدن هو نتيجة الافساد الذي حصل في الجنوب عام 2015، وحتى الآن، برعاية الإمارات".

ويستغرب الحذيفي حملة التخوين والاتهامات التي شنها الانتقالي ضد القيادي إمام النوبي، لافتا إلى أن النوبي حتى الأمس القريب "كان يد تعبث في الأمن في عدن، وكان يدا عليا للإماراتيين، وكان يدا يبطش بها الانتقالي".

ويؤكد الحذيفي أن "المجلس الانتقالي هو الحاكم الفعلي في عدن، وبالتالي هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يحدث ويدور في المدينة".

ولا يرى الحذيفي أن هناك ارتباطا بعودة رئيس الوزراء، معين عبدالملك، إلى العاصمة المؤقتة بهذه الأحداث التي شهدتها مديرية 'كريتر'.

أهداف خاصة

بدوره، يرى الصحفي ماجد الشعيبي أن "ما حدث ويحدث في عدن متعلق بشكل كامل بتواجد الحكومة ورئيس الحكومة معين عبدالملك في المدينة".

ويضيف الشعيبي أن ما أسماها "العناصر الإرهابية هي التي قامت بالعبث بمديرية كريتر وتحاول زعزعة الأمور لأهداف وأجندة خاصة بها".

ويوضح "أن ما حدث هو موضوع إرهابي بحت، خصوصا في ظل تواجد الحكومة، ومحاولة المجلس الانتقالي تهيئة الأجواء واستقرار الأوضاع، خصوصا بعد الأزمات التي مرت بها عدن، خاصة في الشأن الاقتصادي والأمني".

ويرى الشعيبي أن "ما يحدث في مديرية كريتر له تبعات كثيرة، وله ارتباط تام بتواجد الحكومة وعودتها، ومحاولة لتفجير الأوضاع، خصوصا مع الجهود التي يبذلها الانتقالي لاستقرار هذه الحكومة".

ويذهب الصحفي الشعيبي بالقول إلى أن "القيادي إمام النوبي يحظى بدعم كبير من قبل جماعة الإخوان المسلمين"، نافيا أن يكون القيادي النوبي تابعا للانتقالي.

ويتابع: "الجميع يعرف من هو النوبي، ومن هي الأطراف التي تدعمه"، مشيرا إلى أن "النوبي معروف منذ وقت طويل، وماضيه أسود".

ويرى الشعيبي أن "الشرعية والمجلس الانتقالي وإمام النوبي يتحملون ما حدث بمديرية كريتر"، مشيرا إلى أن "المجلس الانتقالي لم يسيطر على العاصمة عدن بشكل كامل".