تقارير

بعد تقرير bbc.. هل ما كُشف حتى الآن كافيا لإنصاف ضحايا الاغتيالات في عدن؟

27/01/2024, 10:08:37

عاد ملف الاغتيالات في عدن إلى الواجهة بعد التحقيق الاستقصائي، الذي بثته BBC، والذي أكد المسؤولية المباشرة للإمارات عن الاغتيالات، التي ضربت العاصمة المؤقتة عدن، خلال السنوات الماضية، من خلال استخدام المرتزقة، وتدريب مجموعات اغتيالات محلية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.

ضربت موجة الاغتيالات عدن ومحافظات أخرى، وتركت أثرا سيئا في النسيج الاجتماعي، وهو ما دفع البعض إلى القول بأنه واحد من أخطر الملفات، التي يجب معالجاتها في أسرع وقت.

فهل يكون ما كُشف حتى الآن كافيا لإغلاق هذا الملف، أم أن المشاريع السياسية المرتبطة بالإمارات لا تستطيع التقدم خطوة بهذا الاتجاه طالما بقيت رغبة أبوظبي بتصفية خصومها قائمة؟

- لم يأتِ بشيء

يقول القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح: "مقدمة مرعبة كنت أفتكر أن فيها معلومات، أو أنها تستند إلى حيثيات تستحق أن نناقشها، لكن طالما الأمر يتعلق بالتقرير الفضيحة، الذي مثل سقوطا أخلاقيا ومهنيا لقناة بي بي سي وللطاقم العامل على ذلك التقرير، لا يبدو أن هناك شيئا يستحق أن نناقشه، ولا حتى نعلِّق على ردود الأفعال المرتبطة به".

وأضاف لبرنامج فضاء حر، الذي بثته قناة "بلقيس" مساء أمس: "يمكننا أن نتحدث عن جرائم الاغتيالات، التي شهدتها العاصمة عدن في فترات سابقة، منذ العام 90، وحتى اليوم، وخاصة في هذه الفترة التي يحاول البعض أن يوظفها، لاستهداف قوى أو دولا، أو شخصيات في داخل الجنوب".

وتابع: "التقرير بما فيه لم يأتِ بشيء، هو مجرد محاولة أو مشروع إخواني قُدم لأكثر من وسيلة إعلامية فرفضته".

وزاد: "كان هناك حالة من التماهي ما بين طاقم العمل ومسؤولي الملف اليمني في قناة بي بي سي، الذين حاولوا من خلاله أن يقدموا خدمة لجماعة الإخوان، وكذا جماعة الحوثي؛ لتبييض صفحتهم جراء الجرائم، التي اقترفوها في العاصمة عدن، واستهدفت العديد من القيادات الجنوبية البارزة، سواء كانت قيادات سياسية أو عسكرية".

ويرى أن "هذا التقرير لم يأتِ بشيء، ولم يأتِ بدليل، ولم يستعرض أي أعمال اغتيالات، سوى محاولة تلميع بعض قيادات جماعة الإخوان، ربما لأهداف أو موضوعات يُرتَّب لها منذ الآن".

وذهب إلى القول: "نحن بشكل أساسي ضحايا الإرهاب: "، مؤكدا أن "من كان يقف ومن كان متهما، ومن كانت تدور حوله الشكوك في ارتكاب هذه العمليات، حتى خارج العاصمة عدن، وأثناء احتلال المكلا، كان الإرهابيون يخرجون، ويعودون إلى المنطقة العسكرية الأولى".

واتهم الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بأن "الإرهابيين، الذين نفذوا عددا كبيرا من العمليات الإرهابية في عدن، كانوا يتحرَّكون في المعسكرات الموالية لجماعة الإخوان".

واستدرك قائلا: "في السياق ذاته، كان هناك عمليات اغتيالات طالت ناشطين وأئمة مساجد وبعض رجال الدين في جماعة الإخوان المسلمين، ونحن نعتبر اغتيالهم يتساوى مع اغتيال واستهداف الكوادر الجنوبية، ونطالب بفتح هذا الملف".

وأضاف: "لكن لا يفتح بهذه الطريقة، التي أرادت من خلالها قناة بي بي سي وأراد من خلالها إعلام الإخوان أن يستثمر هذا التقرير، ويأتي بمرتزقة"، موضحا أن "المرتزق إذا كان يقتل بمال فمن السهل أن يظهر ويتحدث بمال".

ويرى أن التقرير كان ركيكا للغاية، ولا تأثير له في الشارع الجنوبي، نافيا أن يكون قد أدان الإمارات.

وزعم أن "هناك امتنانا كبيرا في الشارع الجنوبي للإمارات على دورها في محاربة الإرهاب".

- يحتاج إلى وقفة جادة

بدوره، يقول رئيس تجمع القوى الجنوبية، عبدالكريم السعدي: "إن التقرير، الذي ظهر على قناة بي بي سي، لا يمكن أن ننظر إليه بسطحية، ونقلل منه أو من شأنه، أو نسيِّسه، ونذهب إلى الابتعاد عن مضمون ما ورد فيه، وهو -من وجهة نظرنا- مهم، ويناقش ملفا هاما جدا".

وأضاف: "ظهر هذا الملف، وظهرت بوادره مع تدخل الإمارات، وسيطرتها على الملف في مناطق الجنوب، ومع طول تحول المعركة في الجنوب من معركة تحرير واستعادة الحق إلى معركة قتال الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح)".

وتابع: "ما ظهر في البرنامج يحتاج إلى وقفة جادة؛ لأن ما ظهر موضوع ليس سياسيا بقدر ما هو موضوع جنائي، موضوع يتعلق بمعلومات طرحتها شخصيات موجودة وحية".

ويرى أنه "لا بُد من فتح هذا الملف، ولا بُد من الوقوف على ما جاء فيه، إذا أردنا بالفعل الخروج من هذا الملف، وإذا أرادت بعض الأطراف تبرئة ساحتها من ما حدث في عدن من بعد الحرب في 2015م، إلى اليوم، من عمليات قتل واغتيال، ومن عمليات إرهابية كثيرة، تعرض لها قيادات كانوا يصنّفون على أنهم معارضون للتوجّه الإماراتي".

وأشار إلى أن "القتل لم يطل فقط أعضاء في الإصلاح، إنما طال ضُباطا في القوات المسلحة في الجيش الجنوبي سابقا، وطال قضاة، وصحفيين، وإعلاميين، وكثيرا من النشطاء، ولم ينحصر في إطار مكوّن أو جهة أو أطراف معينة".

وبيّن أن "ما حدث ليس أخطاء، ما حدث هو تصفيات، بعض الأطراف تم تصفيتها على اختلاف في وجهة نظر، وبعض القيادات العسكرية تم تصفيتها بسبب امتلاكها معلومات، أرادوا لها أن تموت معهم، وبعض الاغتيالات تمت لأن هناك كان رفض لمشروع الإمارات في الجنوب".

وقال: "ما يهمنا في التقرير، الذي بثته قناة بي بي سي، هو أن القتلة، الذي ينتمون إلى شركات أمنية، يرون في عملهم أنه عمل طبيعي، ويقومون بمهمة يتلقون عليها مرتبات، ويظهرون في قنوات فضائية ويتكلمون أنهم قاموا بهذه المهمة".

وأضاف: "هؤلاء تحدثوا بمعلومات مهمة جدا، وهي أن الإمارات استدعتهم، وهي من قدمت لهم الدعم"، ملفتا إلى أن "هذه المعلومة وحدها تجعلنا نقف -نحن كجنوبيين سواء في الانتقالي أو في غيره- لأن هذه الدماء، التي سفكت، هي لأبناء الجنوب، ويجب أن ننتصر لها، حيثما كانت انتماءاتهم، ونقف ونطالب بالقصاص لهم أو على الأقل نطالب بإظهار الحقيقة لأهلهم".

وذكّر بأن "بعض جرائم الاغتيالات في عدن أعلن أنه تم القبض على المتهمين فيها، لكن تم أخذهم من قِبل الإمارات، وما زالوا هناك".

تقارير

ما هي خسائر الحوثيين في حال سقوط النظام الإيراني؟ "تحليل"

لا شك أن ما تتعرض له إيران من قصف إسرائيلي واسع النطاق، وربما يتبعه تدخل عسكري أمريكي، سيلقي بظلاله على وضع المليشيات الطائفية التابعة لها في عدد من البلدان العربية، وفي مقدمتها مليشيا الحوثيين، التي تبدو اليوم الأكثر قلقا من مآلات ما تتعرض له راعيتها إيران من هجوم وإذلال قد يصل إلى تدمير برنامجها النووي تماما وإسقاط نظام حكم الولي الفقيه، الذي بسقوطه ستتأثر مختلف أذرع إيران أو ما بقي منها، وستتآكل قوة تلك الأذرع تدريجيا وربما تختفي من المشهد جراء توقف الدعم بالمال والسلاح والتدريب الذي كانت تزودها به طهران.

تقارير

احتمالات إمكانية تغيير النظام في إيران.. وما تأثير ذلك على مليشيا الحوثي في اليمن؟

قبل أيام، صرّح رئيس مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن "ترامب عارض اغتيال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي"، واليوم عاد نتنياهو ليقول إن "استهداف خامنئي سينهي القتال بين إيران وإسرائيل".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.