تقارير

تدهور مريع وعدّة سيناريوهات.. ما وراء انهيار العملة المحلية؟

17/10/2024, 13:01:03

دعا مجلس إدارة البنك المركزي في عدن الحكومة إلى إعادة النظر في السياسات المالية في مجال تحصيل الموارد العامة، وتخطيط الإنفاق وفقا للأولويات؛ من خلال اعتماد موازنة واقعية، مطالبا مجلس القيادة
بدعمه ومساندته للقيام بواجباته باستقلالية ومهنية.

وقالت وكالة "سبأ" الحكومية إن المجلس عقد اجتماعا ناقش فيه المستجدات المالية والاقتصادية، وتأثيرات ما يمر به الإقليم من أحداث تنذر بتطورات يصعب التنبؤ بانعكاساتها على استقرار الأوضاع الاقتصادية الهشة.

وأعلن المجلس اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع التطوّرات الجارية في أسواق الصَّرف بالتزامن مع التراجع غير المسبوق في سعر العُملة المحلية.

- تجاهل حكومي

يقول الخبير الاقتصادي رشيد الآنسي: "نحن الآن أمام إما أن يبقى هناك بصيص من الأمل في الشرعية، أو أن تنتهي تلك الشرعية إلى غير رجعة، في ظل هذا الفساد المنتشري، وعدم التجاوب مع متطلبات الاقتصاد، وإهمالهم الكبير".

وأضاف: "منذ تقديم محافظ البنك المركزي استقالته، بعد أن قام مجلس القيادة بإلغاء قراراته، تجاهلت الحكومة ومجلس القيادة الموضوع؛ لأن سعر الصرف كان مستقرا، ويرون أنه لا داعي للتدخل، والآن وقد حدث ما لا يحمد
عقباه نلاحظ الحكومة ومجلس القيادة يحاولون إيجاد حلول آنية وسريعة".

وتابع: "مع الأسف، وصلنا إلى وضع لا بُد أن يتم وضع حلول ناجحة وسريعة، دون الالتفات إلى تلك المعالجات السطحية التي كان يتم تنفيذها، ومنها الطلب من المملكة العربية السعودية تقديم دعم للبنك بوديعة، أو بدعم مالي معين".

وأردف: "لن ينفع هذا الدعم المالي؛ لأننا وصلنا إلى مرحلة لسنا بحاجة إلى دعم مالي بقدر ما نحن بحاجة إلى إصلاح اقتصادي حقيقي ينتشل البلاد من الوضع القائم، والوضع الذي يحصل الآن".

وزاد: "نحن الآن في مرحلة نعاني كثيرا مما يحدث، وهي تبعات منذ انقلاب مليشيا الحوثي، وهي الآن من تتسبب في ذلك، وتكرٍِس مثل هذه الفوضى الحاصلة، في ظل تخاذل حكومي كامل عن إجراء إصلاح اقتصادي".

وتساءل: "ما هو المانع، منذ حكومة معين عبد الملك إلى الآن وهم يتحدثوا عن إصلاح اقتصادي؟ وما المانع من عدم قيام الحكومة بتقليص نفقاتها وتعزيز إيراداتها بالبحث عن موازنة عامة للدولة؟ وأين مجلس النواب؟ وأين الأجهزة الرقابية؟ ولماذا كل هذا التجاهل؟".

- سيناريوهات

يقول رئيس مركز الإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر: "إن ما يجري هو تطورات مؤسفة، وهذا التدهور المريع والمفاجئ والسريع في سعر الريال اليمني له أسباب متعددة، ولا أستبعد أن هناك أيادي تقف وراءه".

وأضاف: "هناك عدة سيناريوهات تقف أمام هذا التدهور؛ قد يكون أحدها تطورات على مستوى القرارات، وقد يكون أيضا استشعار مجموعة المضاربين في السوق؛ لأن هناك تغييرات معيّنة على مستوى القرار، وبالتالي قاموا بهذه الحركة كحركة استباقية".

وتابع: "لا يُستبعد أيضا أن تكون مليشيا الحوثي هي أيضا من تحرِّك هذه المسألة، بعد أن شعرت -خلال الفترة الماضية- بأن هناك جمودا فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، وبالتالي يكون لديها مطالب معينة".

وأردف: "ما أقصده أن هذه الأحداث ليست بريئة 100%، بل هناك من حرَّكها، وهناك دافع أساسي وراءها، وبالتالي ربما تتضح خيوط هذه اللعبة لاحقا، لكن الواضح أن هناك من يحرّك السوق بطريقة معيّنة تخدمه وتخدم ما يريد أن يصل إليه".

تقارير

تهاوي الريال اليمني.. ما سبب تعثر الإصلاحات الاقتصادية؟

يشهد اليمن أزمة اقتصادية خانقة، إذ يعيش اليمنيون اليوم مأساة انهيار عملتهم الوطنية، حيث تجاوز الدولار حاجز الـ2000 ريال؛ مسجلا أعلى انهيارا له في ظل تخبّط حكومي، وعجز عن إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية المتشابكة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.