تقرير: قطاع النفط والغاز في اليمن يواجه شللاً شبه كامل رغم ثرواته الهيدروكربونية

كشف تقرير تحليلي حديث عن التدهور الحاد الذي يشهده قطاع النفط والغاز في اليمن، على الرغم من امتلاك البلاد احتياطيات هيدروكربونية كبيرة في حوضي المسيلة ومأرب–شبوة، مؤكداً أن القطاع يعاني شللاً شبه كامل يمتد على طول سلسلة القيمة.

التقرير الصادر عن شركة OG Analysis تحت عنوان "تحليل وتوقعات قطاع النفط والغاز في اليمن حتى عام 2032"، يتضمن تقييماً مفصلاً للقطاع منذ عام 2015، وصولاً إلى آفاقه المستقبلية خلال السنوات المقبلة، في ظل بيئة سياسية وأمنية شديدة التعقيد.

وأشار التقرير إلى أن الحرب المستمرة والانقسام المؤسسي، إلى جانب التدمير الواسع للبنية التحتية، شكّلت عوامل رئيسية في تعطيل الإنتاج والتصدير، وأدت إلى خروج المنشآت الحيوية عن الخدمة، في وقت تعتمد فيه البلاد على هذا القطاع كمصدر رئيسي للدخل القومي.

ويبرز من بين الحقائق الأساسية الواردة في التقرير، استمرار تعطل خطوط الأنابيب الحيوية مثل مأرب–رأس عيسى والمسيلة–الضبة، بسبب عمليات التخريب والأعمال العسكرية، إلى جانب التوقف الكامل لمجمع بلحاف للغاز الطبيعي المسال، نتيجة التهديدات الأمنية المتواصلة.

وفيما أشار التقرير إلى خروج مصافي عدن ومأرب عن الخدمة، كشف أيضًا عن تفاقم الاعتماد على التهريب والأسواق غير الرسمية لتلبية احتياجات السوق المحلية من الوقود، في ظل عجز حكومي عن توفير الإمدادات أو ضبط حركة التجارة الداخلية.

ولفت التقرير إلى انسحاب شركة "OMV" النمساوية من اليمن، معتبراً هذه الخطوة مؤشراً على تراجع ثقة المستثمرين الدوليين، في ظل ارتفاع كلفة المخاطر السياسية والأمنية.

ورغم سريان هدنة بين الأطراف اليمنية في الفترة من فبراير حتى مايو 2025، فإن التقرير أكد أنها لم تُحدث تقدماً يُذكر في ملف إعادة تشغيل القطاع أو إصلاح البنى التحتية المدمّرة.

وأوضح التقرير أن العقوبات الأمريكية المفروضة على واردات الوقود، خاصة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، أسهمت في تفاقم الأوضاع الإنسانية، ودعمت تمدد السوق السوداء على حساب قنوات التوزيع الرسمية.

وأكد التقرير أن استئناف عمليات تصدير الغاز والنفط يظل مرهوناً بعدة عوامل، من أبرزها تأمين منشأة بلحاف، وإعادة تشغيل خطوط الأنابيب، وتحقيق توافق سياسي مستدام بين الأطراف المتصارعة.

وفي ما يخص التوقعات، يرى التقرير أن تعافي القطاع لا يمكن أن يتحقق دون تسوية سياسية شاملة، وضمانات أمنية قوية، وإعادة بناء الثقة مع الشركات الأجنبية، داعياً في الوقت ذاته إلى اعتماد استراتيجية وطنية لإعادة هيكلة القطاع، تقوم على إصلاحات مؤسسية واسعة، وتنفيذ برامج شراكة مع الجهات الدولية.

جدير بالذكر أن شركة "OG Analysis" التي تأسست الشركة في عام 2009، في مدينة مانشستر بولاية كونيتيكت، الولايات المتحدة الأمريكية، تعد إحدى الشركات رائدة في تقديم البحوث الاستراتيجية وخدمات الاستشارات لصناعة النفط والغاز والطاقة حول العالم.