تقارير

حضرموت محط الأطماع الاقتصادية والعسكرية الأمريكية

21/08/2022, 06:50:13
المصدر : خاص

قبل أيام، قام وفد عسكري أمريكي بزيارة مديرية "بروم ميفع"، الواقعة على ساحل بحر العرب في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

وقال الوفد الأمريكي إن "الزيارة إلى مديرية بروم ميفع بحضرموت تأتي في إطار الدعم الأمني والتنموي للمديرية". 

الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة، لاسيما وقد سبقت هذه الزيارة زيارات كثيرة لسفراء أمريكيين آخرها زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، أواخر يونيو الماضي.

تفيد المعلومات بأن الولايات المتحدة لديها قاعدة مشتركة مع الإماراتيين في مطار الريان بالمكلا، بالإضافة إلى اشتراكها بالقاعدة العسكرية في مطار الغيضة بمحافظة المهرة، التي تتواجد فيها أيضا قوات بريطانية وسعودية.

ماذا تريد واشنطن من تواجدها العسكري المكثف شرقي اليمن؟ وهل المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية يعلمون بهذه الترتيبات؟

- البحث عن الطاقة

في هذا السياق، يقول الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عادل المسني: "لا يمكن النظر في هذه الحركة السريعة لتطور الأحداث في اليمن على أنها ناتجة عن سياسة التحالف، لكن يتعيّن علينا النظر إلى تغيّر المعادلة الدولية في الإقليم".

وأضاف لبرنامج المساء اليمني، الذي بثته قناة بلقيس مساء أمس: "أنا أتصوّر بأن من يلعب بإعدادات الصراع في المنطقة والإقليم هي الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الكبرى عموما، وعند النظر إلى التفاعلات السياسية الحاصلة اليوم، نجد بأن محور الحركة والنشاط في الحركات السريعة الحاصلة تتمحور كلها حول محور الطاقة".

وأوضح أن "الولايات المتحدة تشهد تطورا كبيرا فيما يتعلق بعلاقتها، تحديدا مع المملكة العربية السعودية وبمحمد بن سلمان".

وتابع: "رأينا كيف الرئيس بايدن تعرّض لحرج كبير خصوصا في هذا المجال، وانقلابه على تصريحاته السابقة، ومواقفه تجاه بن سلمان، كل ذلك يأتي على خلفية الصراع على الطاقة وتداعياتها في أوكرانيا".

وأشار إلى أن "اليمن لديها محطة بلحاف الغازية، المحطة الأكبر في المنطقة، لذا هناك اهتمام كبير في هذا السياق، وهناك زيارات مكوكية، وهندسة للواقع في المناطق المحررة".

واعتبر ما يجري في اليمن، سواء من تغيير هادي والإطاحة بشرعيته، أو من الهدن المتعاقبة في الساحة اليمنية، وأيضا من تحسن للعلاقات الإقليمية بين إيران والسعودية، والانفراجة التي يشهدها الملف الإيراني النووي، يأتي على خلفية الصراع في أوكرانيا وأزمة الطاقة الحادة، ومع قدوم فصل الشتاء.

وقال: "الجميع يدرك تداعيات الأزمة على الاتحاد الأوروبي، فهناك دول اليوم مثل ألمانيا وسويسرا تحطب، استعدادا لفصل الشتاء القارس".

ويرى المسني أن "الولايات المتحدة، اليوم، تكشف عن دورها في اليمن بشكل واضح، كما هو حاصل أيضا مع دور الداعمين الإقليميين (السعودية والإمارات)، الذي يبرز بشكل واضح فيما يتعلق برسم المشهد في اليمن".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة كانت بالأمس تتحرك من خلف الستار وعبر أدواتها، واليوم تبرز بشكل واضح على خلفية الاحتياج الكبير للطاقة والبحث عن بدائل لها".

- أبعاد أخرى

من جهته، يقول الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور علي الذهب: "إن هذه التحركات الأمريكية ربما تثير حساسية لدى المواطن اليمني، ولدى المهتمين بالشأن السياسي والعسكري والاقتصادي".

وأضاف: "علينا النظر للبدايات الحقيقية للاهتمام الأمريكي باليمن، فهو لم يكن اهتماما محصورا بالطاقة أو النفط، وأنما اهتمام بالإرهاب، باعتباره أحد الأعداء غير التقليديين الذين تواجههم الولايات المتحدة، بكافة أنحاء العالم".

ولفت إلى أن "هذه المناطق الساحلية، عدن وحضرموت، تعرضت فيها المصالح الأمريكية للكثير من الهجمات على رأسها المدمرة الأمريكية كول في عام 2000، وثم ناقلة النفط الفرنسية لمبرج في 2001 ث، وهذا يعني بأن هذه المناطق تثير الكثير من الشواغر الأمنية لدى الغرب".

وتابع: "سبق وأن سيطر تنظيم القاعدة على الشريط الساحلي في حضرموت في 2015، وكانت مديرية بروم ميفع أحد الملاذات الآمنة للتنظيم، حيث استهدف الجيش فيها بذلك الوقت، واعتبره بأنه جيش متحوث بحسب البيانات التي أصدرها".

وأشار إلى أن "هذه المنطقة مسار اهتمام للغرب، لكن الحرب أضافت أبعادا أخرى اقتصادية لهذا البُعد، والمتمثلة بتداعيات الحرب الأكرانية والحاجة إلى الطاقة".

واعتبر الدكتور الذهب أن "السبب الرئيسي لتواجد الولايات المتحدة هو الإرهاب، ولماذا نشأ الإرهاب في هذه المناطق، ولماذا تركّز أمريكا عليها؟ لكون حضرموت تمثل 33% من مساحة اليمن، وهي سلة غذاء اليمن، ويحتل شريطها الساحلي واجهة كبيرة تنفتح على المحيط الهندي، الذي توجد فيه قواعد عسكرية أمريكية".

وأوضح أن "الولايات المتحدة تنسّق مع الحكومة اليمنية وفق اتفاقيات لم يعلن عنها رسميا، ولكن الرئيس هادي بعد تسلمه السلطة في عام 2012، أفصح بأن هنالك أكثر من 10 اتفاقيات في عهد الرئيس الأسبق علي صالح، وهذه الاتفاقيات تتعلق بتعزيز القدرات وتبادل المعلومات".

وقال: "في ظل الحرب في اليمن، مكّن التحالف العربي الكثير من القوى الغربية كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أن يكون لها وجود في المناطق الساحلية"، مضيفا بأنه "لا يستبعد أن يكون لها وجود في جزيرة عبد الكوري، التي يجري الإعداد فيها لمدرج إضافي للطيران، مع أنه لا يوجد طيران في اليمن، إضافة إلى جزيرة ميون في العتبة الجنوبية لباب المندب".

- أطماع أمريكية

من جهته، أفاد الصحفي عبدالجبار الجريري، من محافظة حضرموت، بأن "المعلومات حول زيارة الوفد إلى بروم ميفع تأتي بهدف البحث عن مساحة لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على ساحل المديرية".

ولفت الجريري إلى أن "هذه الزيارة ليست الأولى، فقد سبق وأن انتشرت القوات البحرية الأمريكية المتواجدة في مطار الريان في شهر أكتوبر الماضي، في مدينة الغيضة بمدرّعات وكلاب بوليسية وسيارات إسعاف، وقامت بتمشيط شوارع المدينة".

وتابع: "منذ تحرير محافظة حضرموت من تنظيم القاعدة في أبريل عام 2016، استقبلت محافظة حضرموت وفودا دبلوماسية وعسكرية عديدة تحت عنوان البحث عن سبل التنمية وقضايا الإرهاب"، معتبرا حقيقة تلك الوفود بأنها "جاءت لزيارة قواتها في القاعدة المشتركة مع الإمارات في مطار الريان".

ويرى أن "الأطماع الأمريكية في اليمن تأتي في سياق التنافس الدولي للسيطرة على طريق التجارة العالمية"، مشيرا إلى أن "موقع اليمن الجيوسياسي الاستراتيجي يبقى حاضرا في الجولات التنافسية الدولية".

وقال: "أمريكا تدرك أن المواقع الساحلية اليمنية تعد نقطة حساسة في خارطة النفوذ لكافة القوى الدولية والإقليمية".

كما يرى أن "الحكومة اليمنية ليس بيدها شيء، سواء علمت أو لم تعلم بهذه التحركات، كون من يديرها هو الإمارات والسعودية، باعتبارهما وصيّتين على اليمن".

تقارير

كيف حوّل الحوثيون رسوم الكليات الطبية إلى مصدر للجبايات؟

في إطار سعيها المستمر لجباية المزيد من الأموال بطرقٍ غير مشروعة، ضاعفت مليشيا الحوثي من إجراءاتها الاستغلالية لطلاب الكليات الطبية في جامعة صنعاء، وحولت كل أنظمة الدراسة المعمول بها إلى مجال للتربح والمتاجرة، وأحد مصادر التمويل لحروبها العبثية ضد اليمنيين.

تقارير

أزمة سيولة وتدهور الريال.. ما مستقبل القطاع المصرفي في اليمن؟

انتكاسة جديدة يعيشها الريال اليمني، وسط عجز الحكومة عند تداركها، فيما المواطن يدفع ثمن حروب كثيرة، على رأسها الاقتصاد، إذ سجل الريال اليمني، في آخر التداولات، انهيارا أمام الدولار، متجاوزا حاجز 1700 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أدنى قيمة له منذ أكثر من عامين.

تقارير

تقرير غربي: الأجندة السعودية الإماراتية المتباينة تسببت في شلل المجلس الرئاسي

لم يعالج مجلس القيادة الرئاسي بشكل فعّال المشاكل الحرجة التي تواجه البلاد بعد عامين من تشكيله، بما فيها الوضع الاقتصادي المتردي، والخطر الحوثي المستمر، والتوترات العسكرية المتصاعدة في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.