تقارير

ذكرى نكبة 21 سبتمبر.. عشر سنوات من التشرّد والنزوح والجوع والفقر

21/09/2024, 09:30:39

عشرة أعوام كاملة على سطو مليشيا الحوثي على السلطة. ذكرى يُفضّل البعض تسميتها بالنكبة على الرغم من أن أنصار الحوثي يرونها ثورة من أجل استعادة سيادة البلاد مما يسمونه "سطوة السفراء الأجانب".

عشرة أعوام على سقوط البلد في أكبر كارثة من نوعها خلال التاريخ اليمني المعروف، وصل الشعب إلى حافة المجاعة، وجاءت حكومة الحوثيين وعلى رأسها أشخاص لا يمتلكون من المؤهلات سوى ترديد الشعارات. أما السيادة فأصبح الحديث عنها ترفا مثيرا للسخرية، إذا كان الحوثيون أنفسهم تحركهم إيران في أي اتجاه تريده.

- إنقاذ بلد

يقول الصحفي طالب الحسني:  "كان هذا التغيير في 2014 ضروريا لأسباب محلية وأسباب إستراتيجية بالمعنى الكامل، وأسباب أيضا تتعلق بالوضع في المنطقة، فكانت ثورة إنقاذ ضرورية لإخراج البلد أولا من الحالة التي كانت قائمة".

وأضاف: "كان هناك إجماع وطني في 2011 على أنه لا بُد من أن يكون هناك تغيير، لا اعتقد أن أحدا لا يقول ذلك، وكل قوى الثورة في 2011 كانت تقول ذلك، وقبل ذلك الأحزاب السياسية كلها كانت تقول".

وتابع: "قبل ذلك بعقود أيضا كان هناك ضرورة لإخراج البلد من الحالة القائمة، ثم إعادة المشروع الوطني بدلا من مشروع التوريث، الذي كان مستقبل الدولة، ثم المستجدات التي حصلت في ما بعد 2011 وهي الأخطر، التي في الحقيقة عجلت بالثورة، وساعدت في أن تكون هذه الثورة مُلحة جدا".

ويرى أن "أحد الأسباب الملحة للثورة (نكبة 21) كان من بعد 2011 تماما، التي كانت هناك أسباب ضرورية (لقيامها) اتفق عليها الجميع".

وأوضح: "المبادرة الخليجية رسخت الوصاية السعودية، والهيمنة الخارجية، وتم تعطيل الدستور والقانون والبرلمان والأحزاب والمكوّنات السياسية واختزلت الثورة".

وأكد أن "هناك محاولة لاختطاف الدولة حصلت من بعد 2011، وما بعده، من خلال المبادرة الخليجية ومحاولة تقسيم الدولة إلى أقاليم".

وحسب اعتقاده، "تم (في 21 سبتمبر) إنقاذ بلد كان يسير باتجاه التقسيم عبر مشروع الأقلمة، وباتجاه الحرب الأهلية عبر الصراع الدائر الذي أسست له المبادرة الخليجية عندما استبعدت الكثير من الأطراف".

ويرى الحسني أن "26 سبتمبر هي ثورة لم تكتمل؛ وجاءت 21سبتمبر لإكمالها"؛ زاعما أن الحديث عن الاعتقالات والسجون في مناطق جماعة الحوثي "أمر مبالغ فيه".

- انكشاف الحقائق

بدوره؛ يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة الدكتور فيصل الحذيفي: "اليمنيون -خلال عشر سنوات- كسبوا شيئا مهما وهو انكشاف الحقائق التي كانت مخفية عنهم، وهي الوجوه القميئة الطائفية في اليمن، التي كانت تختبئ، وتتأمل على اليمن واليمنيين".

وأضاف: "كان الناس ينظرون للزيدية وللهاشمية، وللحوثي باعتبارهم مواطنين يمكننا أن نتضامن معهم في حروبهم الست مع نظام علي عبد الله صالح".

وتابع: "لم يكن أحد يتخيَّل بأن هذه القلة، التي تضمر شرا لليمنيين، بهذا القبح وبهذا البؤس".

وأكد أن "وقوف الناس معهم وضد النظام كان من أجل تحسين الحياة السياسية وتحقيق الحرية والعدالة للجميع".

وأشار إلى أن "هناك أشياء كانت لا بُد أن تظهر للوجود حتى يتم تقييم المستقبل والانتقال إليه دون مواربة". 

وزاد: "الوجه الآخر هو ماذا خسر اليمنيون، نحن الحقيقة في اليمن خسرنا أعمارنا كلها، أنا نازح منذ 2014 في تعز من الحديدة".

وقال: "كنت أتوقع -بحكم تخصصي في العلوم السياسية- أن هناك شرا ما يتربص باليمن، وأن بقائي في الحديدة لم يعد ممكنا، وبالتالي خسرت من عمري تقريبا أكثر من 11 سنة، وكذلك الجيل، الذي جاء، خسر هذا العمر".

وأضاف: "تاريخ اليمن تاريخ مظلم عاد إلى ظلام دامس خلال عشر سنوات؛ ماذا نسمع كل يوم في نشرة الأخبار غير القتل، والسجون والاختطاف والاعتقال والحصار والهجوم والتفجير والألغام..".

وتابع: "دخلنا إلى جهنم الدنيا التي صنعها لنا الحوثيون هذه هي حقيقتهم التي استفدنا من كشفها خلال هذه المرحلة، ودفع الناس ضريبة وثمنا باهظا، لكي يتسول الملعب السياسي مستقبلا بشكل سليم دون تكرار مؤتمر خمر، ودون تكرار التصالح مع أعداء اليمن".

وأوضح: "الحوثيون نقلوا البلد إلى ما قبل ثورة 1962، وأعادوا اليمن إلى حظيرة القرصان".

واستطرد: "الأئمة حكموا اليمن بشكل متقطع تقريبا 1000 سنة، لم يكن الإمام لا يمثل دولة، ولا يمثل نظاما، ولا يمثل عدالة، ولا حرية، ولا شريعة، ولا دين، كان مجرد قرصان، وحوله كثير من المعاونين يتقاسمون معه المنافع، وبالتالي أحكموا العزلة على الناس، وكان الخروج من كل قرصان إلى بديل غيره يعتبر انفراجة، فكانت ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بهؤلاء القراصنة".

ويرى أننا "اليوم نستعيد هذا القبح، وخسرنا زمنا من أعمارنا، وخسرنا تاريخا كان ينبغي أن يكون نقلة نوعية للانتقال إلى دولة القانون التي ثار الناس حولها ليبحثوا عن تاريخ مضيء وتاريخ يرفض التوريث ويرفض احتكار السلطة".

وقال: "الحوثيون أتوا بدون صفة، بشكل قرصان، كما هي حالتهم التاريخية، واغتصبوا الدولة والسلطة، وبالتالي لا يهمهم غير الجباية، وجمع المال، تمتلئ السجون لا يهمهم".

وأوضح: "ثورة 2011 كانت ثورة لتحديث الحكم في اليمن؛ بنقله من الاحتكار السياسي لأسرة أو قبيلة واسترجاعه للشعب اليمني، وليس منحه للحوثيين"؛ مؤكدا أن "الحوثيين أحقر من أن يحكموا مديرية في صعدة وليس فقط اليمن".

ولفت إلى أن الحوثيين "لو تمكنوا من رقاب الناس في كل اليمن سيستعبدونهم كما كان يستعبدهم الأئمة السابقون".

واعتبر أن "مداهمة منزل الكاتب محمد دبوان المياحي واعتقاله وترويع أسرته ومصادرة كل ممتلكاته، وأخذه إلى مكان مجهول، وسيلة من وسائل جماعة الحوثي لرعب وقهر وإذلال وتجويع وتفقير المواطنين".

تقارير

خدمة "ستارلينك" في اليمن.. ما أهميتها وانعكاساتها على مليشيا الحوثي؟

أعلنت المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية إطلاق خدمة "ستارلينك" للإنترنت الفضائي بشكل رسمي. وقالت إن هذه الخدمة ستوفّر إنترنت عالي السرعة، وموثوقا به للمناطق النائية والمدن؛ مما سيساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.