تقارير

رغم المخاطر... تدفّق المهاجرين بين القرن الإفريقي واليمن مستمر

09/08/2025, 13:29:28
المصدر : إذاعة فرنسا الدولية

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، يُعدّ المسار الممتد من القرن الإفريقي إلى اليمن أحد أكثر طرق الهجرة نشاطًا – وأشدّها خطورة – في العالم. وبحثًا عن فرص عمل في دول الخليج الغنية بالنفط، يخاطر آلاف الأفارقة، وكثير منهم من إثيوبيا، بحياتهم في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر. لكن، ورغم العدد الكبير من الوفيات سنويًا، يحظى هذا الطريق بتغطية إعلامية أقل بكثير من غيره من طرق الهجرة.

يسافر آلاف الأفارقة كل عام من جيبوتي إلى اليمن عبر البحر الأحمر وخليج عدن، على أمل الوصول إلى دول خليجية مثل السعودية للعمل كعمّال أو عاملات منازل.

وتصنّف المنظمة الدولية للهجرة "المسار الشرقي" كأحد أخطر طرق الهجرة في العالم، إذ وثّقت في عام 2024 وحده ما لا يقل عن 558 حالة وفاة، بينها 462 حالة نتيجة غرق السفن.

وبشكل إجمالي، تقدّر وكالات الأمم المتحدة أن نحو 3,400 شخص قضوا على هذا الطريق خلال السنوات العشر الماضية.

وفي يوم الأحد الماضي، غرقت قارب يقل قرابة 200 شخص قبالة السواحل اليمنية، ما أسفر عن مصرع أكثر من 90 شخصًا، بينما ما يزال آخرون في عداد المفقودين.

وردّ الممثل الدائم لإثيوبيا في جنيف بالدعوة إلى مواطنيه لـ "تجنّب الطرق غير النظامية".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها "تعمل مع شركائها لحشد الموارد وتقديم المساعدات الإنسانية لحماية الأشخاص في حالة تنقّل، فضلًا عن دعم الحكومة في مواجهة أزمات الهجرة".

وفي مارس/آذار، أُبلغ عن فقدان ما لا يقل عن 180 شخصًا قبالة السواحل اليمنية، معظمهم من إثيوبيا.

وقال عبدالستار إيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، لإذاعة فرنسا الدولية: "شبكة من المهرّبين عبر الحدود تستغل يأس الناس الباحثين عن وظائف أفضل وفرص معيشية أحسن".

غياب الاهتمام

تقدّر المنظمة الدولية للهجرة أن 60 ألف شخص وصلوا إلى اليمن في عام 2024 وحده.

وترى مارينا دي ريخت، وهي عالمة أنثروبولوجيا في جامعة أمستردام الحرة ومتخصّصة في قضايا الهجرة في هذه المنطقة، أن "الأعداد هائلة".

وأضافت: "في كثير من الحالات، يدفع المهاجرون الأموال دون أن يعرفوا أنهم سيضطرون لعبور البحر ثم المرور عبر اليمن قبل الوصول إلى السعودية".

وأعربت عن قلقها إزاء ضعف الاهتمام الدولي بهذا المسار النشط والخطير، قائلة:

"هذه الهجرات بين دول الجنوب لا تُعتبر مهمة بالنسبة لصنّاع القرار السياسي، وخصوصًا في أوروبا. كل ما يهمّهم هو ألّا يصل المهاجرون إلى أراضيهم".

وأوضحت سبب كون الإثيوبيين يشكّلون النسبة الأكبر من المهاجرين الساعين للوصول إلى دول الخليج العربي، قائلة: "تمرّ إثيوبيا بمرحلة صعبة للغاية. صحيح أن حرب تيغراي (2020-2022) قد انتهت، لكن عدم الاستقرار ما يزال قائمًا، والفقر واسع الانتشار".

عالقون في النزاع

لا يقتصر خطر الرحلة بالنسبة للمهاجرين على عبور البحر الأحمر أو خليج عدن في قوارب متهالكة، إذ يواجهون في اليمن، الذي تمزّقه الحرب الأهلية، مخاطر متزايدة من العنف.

وقالت دي ريخت: "إلى جانب الوضع الحربي الذي يسبّب نقص الغذاء وانعدام الأمان، فإن استغلال المهاجرين واللاجئين أمر شائع. أحيانًا يتم اختطاف الناس من قبل عصابات، كما تتعرض النساء المهاجرات للاستغلال الجنسي من قبل مجرمين".

وفي أبريل/نيسان الماضي، وجد مهاجرون من شرق إفريقيا أنفسهم في قلب التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة والمتمرّدين الحوثيين في اليمن.

إذ أسفرت ضربات أمريكية على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء – وهي معقل للحوثيين – عن مقتل 68 شخصًا وإصابة العشرات.

وفي عام 2023، كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش أن حرس الحدود السعوديين قتلوا مئات المهاجرين الإثيوبيين وطالبي اللجوء أثناء محاولتهم عبور الحدود بين اليمن والسعودية، وذلك بين مارس/آذار 2022 ويونيو/حزيران 2023.

وقالت دي ريخت: "الحراس عند نقاط التفتيش يطلقون النار بشكل عشوائي على المهاجرين الذين يحاولون العبور. إن محاولة اجتياز الحدود السعودية مغامرة شديدة الخطورة".

ورغم أن بعض المهاجرين ينجحون في العثور على عمل في السعودية، إلا أن كثيرين منهم يظلون في أوضاع هشة، عرضة للاعتقال والترحيل.

وأضافت: "أحيانًا يُرحّل الرجال إلى إثيوبيا – لكنهم يعاودون المحاولة، حتى وإن كانوا يعرفون حجم المخاطر. إنهم يكررون المحاولة لأنهم يائسون".

يُعرف "المسار الشرقي" للهجرة – الممتد من القرن الإفريقي عبر البحر الأحمر وخليج عدن وصولًا إلى اليمن – بأنه أحد أقدم وأخطر طرق الهجرة في العالم، إذ تستخدمه منذ عقود موجات من المهاجرين الفقراء، خصوصًا من إثيوبيا والصومال، للوصول إلى دول الخليج بحثًا عن فرص عمل.

وتزايد الاعتماد على هذا المسار في السنوات الأخيرة بفعل الأزمات الاقتصادية والصراعات في بلدان المنشأ، مثل الحرب في إقليم تيغراي في إثيوبيا وانعدام الاستقرار في الصومال.

ورغم اندلاع الحرب في اليمن جراء انقلاب مليشيا الحوثي في سبتمبر 2014، وما تبعه من انهيار أمني وإنساني، لم يتوقف تدفق المهاجرين عبر هذا الطريق، بل شهد ازديادًا ملحوظًا، مدفوعًا بوعود العمل في السعودية وغيرها من الدول الغنية بالنفط، لكن هؤلاء المهاجرين غالبًا ما يواجهون سلسلة من المخاطر القاتلة: الغرق في البحر، والانتهاكات على أيدي المهرّبين، والعنف على يد العصابات وبعض المليشيا، إضافة إلى خطر الاعتقال أو القتل على الحدود السعودية.

تقارير

هل تمتلك الحكومة الأدوات الكافية لإنجاح قرار حصر استيراد السلع الأساسية عبر البنوك؟

البنك المركزي في عدن يواصل تأمين استقرار السوق المصرفية وتعزيز تحسّن قيمة الريال، حيث أصدر تعميمًا يحصر استيراد السلع الأساسية عبر البنوك فقط، تحت إشراف لجنة تنظيم وتمويل الواردات، ويمنع أي تعاملات خارج الإطار الرسمي.

تقارير

خطة نتنياهو لإعادة احتلال غزة.. الدلالات والتوقيت؟

تسارعت تطورات المشهد في غزة بعد مصادقة المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي على خطة لاحتلال مدينة غزة بالكامل، في خطوة تهدف إلى تفكيك بنية حكم حماس وإقامة إدارة مدنية جديدة لا تشملها ولا سلطة فلسطينية مع التلميح بتسليم إدارة القطاع لقوة عربية لا تشكل تهديدا على إسرائيل.

تقارير

أزمة سيولة نقدية.. قرارات البنك المركزي تنعش السوق السوداء للعملات الصعبة

تشهد مدينة عدن وعدد من المحافظات المحررة أزمة سيولة حادة في الدولار والعملات الأجنبية، وسط ارتفاع غير مسبوق في نشاط السوق السوداء، بالتزامن مع قرارات مصرفية مشددة أصدرها البنك المركزي خلال الأيام الماضية، شملت إيقاف العشرات من شركات ومحال الصرافة، وفرض قيود صارمة على الحوالات الشخصية وعمليات بيع العملات الصعبة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.