تقارير

صراع سعودي - إماراتي في حضرموت.. من يحسم معركة القوة والنفوذ؟

22/01/2024, 12:02:03

تحاول قوات "درع الوطن"، المدعومة سعوديا، الوصول إلى مدينة المكلا، بتوجيه من محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، إلا أن قوات ما تسمى "النخبة الحضرمية"، المدعومة من الإمارات، توقفها وتمنعها من الدخول، فيهرع مسؤول في التحالف العربي إلى المكلا لاستعادة الموقف وخفض التوتر.

هذا الحدث أثار تساؤل الشارع اليمني، عمّا يجري في محافظة حضرموت؟ فيجيب محللون سياسيون بأن السعودية والإمارات تخوضان صراعا على النفوذ في حضرموت، وبأن حضرموت تمثل أهمية كبيرة للمجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، باعتبارها محافظة تحتل مساحة جغرافية شاسعة، وموارد طبيعية هائلة، ولهذا يسعى الانتقالي للسيطرة عليها لتحقيق مشروعه في الانفصال. 

السعودية كلاعب رئيسي، في محافظة حضرموت، تنظر إلى المحافظة باعتبارها منطقة نفوذ تاريخي؛ كونها تقع على حدودها الجنوبية، ومن الخطر السيطرة عليها من قِبل قوى منفلتة، كالمجلس الانتقالي، خصوصا وأنه مدعوم من الإمارات، صديقتها اللدود. 

- حساسية الوضع 

يقول المحلل السياسي حسن مغلس: "إن ما يدور في محافظة حضرموت مؤلم؛ كونها هي المحافظة المتبقية لنا بهدوئها، كملجأ ومأوى للناس، لاستقرارها ووضعها الأمني والاجتماعي المستقر". 

وأضاف: "ما يجري هو أن قوات درع الوطن شُكلت بقرار رئاسي، وإن كان الدعم سعوديا، فكل البلاد مدعومة من السعودية، فتم تدريب هذه القوات، وتموضعت في البداية في منطقة العَبر، ثم نُقلت مجموعة منها إلى منطقة الخشعة، وبقيت هناك نحو ثلاثة أشهر، ومؤخراً ربّما رأى الرئيس العليمي أن هذه القوة تدخل المكلا بتنسيق مع قائد قوات التحالف ومع محافظ حضرموت، لكنها مُنعت من قوات النخبة الحضرمية".

وتابع: "لماذا لم يُعمل حساب للحساسية الموجودة، عندما قرر الرئيس والتحالف ومحافظ حضرموت إدخال هذه القوات إلى المكلا؟ فنحن لا نريد أي احتراب واقتتال؛ لأن في النهاية هؤلاء إخوة".

وأردف: "الخطوة إما أنه لم يدافع عنها للنهاية، بحيث تُجبر هذه القوة على الدخول، ويكون أمام السعودية تحدِّيات حقيقية؛ لأنها تستطيع أن تفذ أشياء كثيرة، فهي من تدفع مرتبات النخبة الحضرمية ومرتبات الانتقالي، والجيش والعمالقة، ودرع الوطن، عبر اللجنة الخاصة السعودية".

وزاد: "ما يجري يدل على أن اللجنة العسكرية والأمنية، التي شُكلت لتوحيد القوات، فشلت في مهمتها، وإلا كان المفترض أن تكون هذه القوات والتشكيلات تحت مظلة واحدة، لكن أن تبقى منفصلة حتى الآن ستبقى التحديات". 

وقال: "يجب على الرئيس رشاد العليمي، والمملكة العربية السعودية، أن يتداركا هذه القضايا، ويجلسا مع مشايخ ونخب حضرموت؛ لتدارك الأمر".

- سُوء تنسيق

يقول أمين عام مرجعية قبائل حضرموت، جمعان سعيد بن سعيد: "إن حضرموت ظلت، طوال سنوات الحرب الماضية في اليمن، منطقة آمنة، وكما نسميها دائما بأنها واحة مستقرة لكل أبناء اليمن، وتوجّه إليها من جميع أنحاء الجمهورية، من عدن وتعز وصنعاء وغيرها، وكانت المكان الآمن لهم، الذي استطاعوا الحياة فيه حتى تضع الحرب أوزارها".

وأضاف: "ما يحصل اليوم قد يكون نتيجة سوء تنسيق، أو أن هناك جهة معينة لم تتلقَّ بلاغ وصول هذه القوات إلى الساحل، ونحن نثق كثيرا بأن السعودية حريصة -كما نحن حريصون- على أن تكون حضرموت منطقة آمنة ومستقرة؛ كونها تقع على حدودها، التي تمتد إلى 700 كيلو متر".

وتابع: "السعودية حريصة على كل اليمن، لا سيما مع انتظار الشعب اليمني خارطة الطريق، التي نأمل أن يحل السلام في البلاد فيما بعد". 

وأردف: "ما تسمى بقوات النخبة الحضرمية هي قوات عسكرية تتبع المنطقة العسكرية الثانية؛ عبارة عن 5 ألوية عسكرية، شُكلت بقرار رئاسي، من الرئيس السابق، عبد ربه منصور هادي". 

وزاد: "فيما يخص بيان المجلس الانتقالي، أوجِّه رسالة لهم وأقول لهم كان الأحرى بكم أن توجِّهوا هذا البيان عند دخول قوات درع الوطن إلى محافظات عدن ولحج وأبين". 

وقال: "أدعو الإخوة في المجلس الانتقالي في حضرموت إلى أن يحكِّموا صوت العقل، وألا يكونوا ملكيين أكثر من الملكيين، فهذه قوات حضرمية خالصة، شُكلت بدعم سعودي، والضباط والأفراد فيها جميعهم حضارم".

وأضاف: "اليمن، بعد هذه السنوات الطويلة من الحرب، أصبحت القوات العسكرية فيها مفككة، وكل محافظة أصبحت تدير نفسها بنفسها، وبعض المحافظات قُسمت فيها الألوية إلى عدّة غُرف عمليات مشتركة". 

وتابع: "الوضع الطبيعي أن تكون وزارة الدفاع ووزارة الداخلية غرفة عمليات واحدة تتحكم بكل القوات، لكن هذا الانقسام الحاصل، الذي أوجدته الحرب، أوجد نوعا من عدم التنسيق".

وأشار إلى أن "ما حدث في حضرموت هو نتيجة عدم التنسيق المناسب، وهناك لبس، وسيتم معالجة الأمر دون اللجوء إلى الصراع والاقتتال". 

ودعا بن سعيد رئيس الجمهورية، رشاد العليمي، إلى متابعة اللجنة العسكرية والأمنية المشكلة لدمج القوات العسكرية؛ للقيام بدورها، فقد طال انتظار نتائجها حتى اليوم، حسب تعبيره.

 

تقارير

صراع جديد داخل مجلس القيادة الرئاسي.. هل يعكس الفشل في أداء الأعضاء؟

تغرق اليمن في أزماتها المعقدة، فتتجه الأنظار مجددا نحو مجلس القيادة الرئاسي؛ الكيان الذي تشكل في أبريل 2022، على أمل توحيد السلطة التنفيذية، وإنهاء حالة التشظي السياسي، وإخراج اليمنيين من حالة التيه.

تقارير

تحولات الصراع الإقليمي.. اليمن الحاضر الغائب

حتى عشية اندلاع الحرب الخاطفة بين إيران والكيان الإسرائيلي، كان الانطباع السائد بأنه في حال اندلاع المواجهات سيتحول الأمر إلى حرب إقليمية شاملة، إذ ستعمد طهران إلى تحريك أذرعها في المنطقة، وستغلق مضيق هرمز، وتُوجه الحوثيين بإغلاق مضيق باب المندب، وتهاجم القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج في حال تدخلت واشنطن إلى جانب الكيان الصهيوني، وأن أمد الحرب سيطول إلى أقصى مدة زمنية ممكنة، وستنتهي الحرب بانهيار إيران ومن بقي من وكلائها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.