تقارير
عدن مهددة بالظلام مجددا.. أزمة كهرباء بلا حلول
تتجدد معاناة سكان العاصمة المؤقتة عدن جراء انقطاع الكهرباء، إلا أنه عقب تحذير مؤسسة الكهرباء في العاصمة من قرب الخروج الكلي للمنظومة عن الخدمة، ترددت أنباء عن انفراجة يمكن وصفها بالبسيطة، تمثلت في وصول الناقلات التي كانت تحمل الوقود المخصص للمحطة في عدن.
وقالت مصادر صحفية إن أزمة احتجاز ناقلات الوقود في منطقة أحور بمحافظة أبين انتهت بعد تدخل شخصي من مدير مؤسسة الكهرباء بعدن، الذي انتقل إلى موقع احتجاز الناقلات وطلب تدخل وجاهات محلية لإنهاء الأزمة.
بعيدًا عن تفاصيل الاحتجاز وأسبابه، فإن الثابت هو قلق سكان عدن جراء التهديد المتكرر بتوقف الكهرباء بسبب عجز الحكومة عن تأمين الوقود الكافي لاستمرار الخدمة. فالأمر يتجاوز مسألة التدخلات الفردية والوساطات الجهوية إلى الحاجة لقرار حكومي مسؤول ينهي قلق السكان، ويضمن توفير الوقود اللازم لمنظومة الكهرباء.
- المشكلة في القيادة
يقول الكاتب والمحلل السياسي حسن مغلس: "إن أزمة الكهرباء منذ زمن طويل، أحيانًا بسبب التقطع للشاحنات، وأحيانًا بسبب أن كمية النفط غير متوفرة، وأحيانًا بسبب عطل في المحطات، وكأن الفساد أصبح منظمًا."
وأضاف: "اليوم الأزمة بسبب التقطعات لشاحنات نقل النفط، ما يجعلنا نتساءل: أين الدولة؟ هل ليس لديها جهاز أمني يمرر هذه الشاحنات؟"
وتابع: "المشكلة أن عمليات التقطع للشاحنات تتعلق بقضايا مظلومية عند آخرين، يقطعون الطريق ولا يهمهم ما الذي سيحصل."
وأردف: "المشكلة ليست فقط عند قطاع الطرق أمام الشاحنات، المشكلة تكمن أيضًا في صاحب القرار السياسي في البلد، القيادة السياسية في مجلس الرئاسة وفي مجلس الوزراء؛ هؤلاء لا يعيرون المسألة أي اهتمام، لأن الكهرباء لا تنقطع عنهم، وأن تنقطع الكهرباء عن المواطن 19 ساعة بالنسبة لهم أمرٌ عادي جدًا."
وتساءل: "أين الأطقم التي تتحرك بسرعة لاعتقال أشخاص بسبب مهرجان في أحد الشوارع؟ لماذا عندما تكون هناك تقطعات تمس مصالح المواطنين تبقى تتفرج ولا تحرك ساكنًا؟"
وقال: "هناك خلل داخل إدارة الدولة كلها، الدولة تعيش في عالم آخر، وكأن هذه المدينة ليست عاصمة البلاد."
وأضاف: "يفترض أيضًا ألا تُنفذ كمية النفط الخام لدى المؤسسة إلا بعد أن تُرسل الكميات الأخرى، ويجب أن تصل يوميًا."
وتابع: "النفط الخام متوفر عندنا، ويفترض تلقائيًا أن تكون هناك وفرة كبيرة بحيث لا ينقطع عن محطات الكهرباء، وحتى وإن حصل تقطع للشاحنات، يكون هناك مخزون احتياطي لثلاثة أيام."
- وضع مأساوي ومعاناة إنسانية
يقول الناشط المجتمعي أحمد حميدان: "إن عدن تعاني من فقدان مؤسسات الدولة، ولهذا نحن نطالب الشرعية أن تقوم بدورها."
وأضاف: "منذ يوم أمس ونحن بدون كهرباء، قضينا 16 ساعة في الظلام، وبعض الأسر التي استطاعت شراء لوح شمسي وبطاريات، لم تتمكن تلك البطاريات من تغطية احتياجاتهم فخربت."
وتابع: "للأسف الشديد نحن نتألم ونتكلم فقط من وجع وألم، وعليهم أن يعرفوا أن الدولة يجب أن تكون مسؤولة."
وأردف: "اليوم نخاطب من؟ زملاءنا وإخواننا يتحسسون من أصواتنا عندما ننتقد وعندما نتكلم وعندما ننادي، وهم أنفسهم يجب أن يكونوا داعمين لنا حتى على الأقل نصلح العجز القائم."
وزاد: "اليوم نحن نعاني من هذا العجز القائم، لكنهم يعيشون في وضع أفضل، ونقول لهم نحن لا نكره أحدًا ولسنا ضد أحد، ولا نريد سلطة، نحن فقط مواطنون بسطاء مساكين نعاني فقرًا وجوعًا، بلا كهرباء وبلا ماء ولا شيء."
وقال: "أصبحنا في وضع يُرثى له، وضع إنساني مأساوي إلى أبعد حد، ولم نعد نملك سبيلًا من سبل الحياة الحقيقية ولا الكرامة."
وأضاف: "هُدرت كرامتنا وهُدرت وسائل المعيشة، فماذا بقي أكثر من هذا؟ أَنزيد نسكت؟"