تقارير

عسكرة التشيُّع في اليمن.. استمرار تدفق السلاح الإيراني لمليشيا الحوثي

05/02/2023, 09:17:08
المصدر : خاص

خلال شهرين فقط، تم إحباط 4 عمليات تهريب أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي، آخرها ما قامت به البحرية الفرنسية من احتجاز زورق محمل بأسلحة وذخائر إيرانية كانت في طريقها إلى المليشيا، في منتصف يناير الماضي.

تأتي عملية الإحباط الفرنسية عقب تمكن أمن حدود محافظة المهرة من إحباط محاولة تهريب 100 محرك لطائرات مسيَّرة في منفذ شحن كانت في طريقها لمليشيا الحوثي، قادمة من سلطنة عمان.

رغم الدور الكبير، الذي تلعبه القوات الدولية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا في المياه الإقليمية من عمليات التصدي لعمليات تهريب الأسلحة في المنطقة، لماذا تستمر عمليات تهريب الأسلحة إلى مليشيا الحوثي؟

- توظيف الأزمة اليمنية

يقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل العتوم: "إن استمرار عملية تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي يؤكد أن النظام الإيراني مستمر في دعم وتهريب الأسلحة للمليشيا، وما تم ضبطها من عمليات ما هي إلا غيض من فيض، خصوصا مع وجود وسائل عديدة للتهريب".

وأضاف: "الذي يتابع تصريحات المسؤولين الإيرانين، سيرى أن هناك ربما توظيفا أكبر لمدخل الأزمة اليمنية للتصعيد في المنطقة، خصوصا مع تنوع الأسلحة، التي يتم تهريبها إلى المليشيا".

وأشار إلى أنه "كان هناك 14 عملية تهريب سابقة تم رصدها من جانب القوات الدولية، سعى النظام الإيراني من خلالها لتهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي من بينها 70 طنا من وقود الصواريخ، الذي يكفي لإطلاق 12 صاروخا متوسط المدى".

وتابع: "الصواريخ، التي تقوم إيران بتهريبها للمليشيا، تتمثل في أربعة جوانب أساسية، سواء من الصواريخ قصيرة المدى أو متوسطة المدى أو بعيدة المدى، والطائرات المسيَّرة المتمثلة بطائرات قاصف وأبابيل وشاهد 920، إضافة إلى القوارب المفخخة، التي تمكن التحالف من تدمير 106 منها، إلى جانب الألغام البحرية مثل ألغام يطلق عليها اسم صدف، التي تمكن التحالف من تدمير 277 لغما منها".

وأشار إلى أنه "تم إسقاط نحو 459 صاروخا من جانب قوات التحالف، خلال السنوات السابقة، وبحدود 911 طائرة مسيرة".

وأكد، أن "إيران مستمرة في محاولاتها المتكررة في تصدير  هذه الأسلحة، وربما قد تدخل في الأمر أسلحة دمار شامل، خصوصا مع تمكن قوات التحالف من إحباط عملية تهريب لليورانيوم".

ولفت إلى أن "فرنسا لم تدخل في مسألة دخول البحرية الفرنسية العسكرية لمكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية لمليشيا الحوثي فقط، وإنما دخلت على خط توافق مع الجانب الإسرائيلي حول ضرورة وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني".

وأشار إلى أنه "عند قيام رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، أول أمس، بزيارة باريس والتقى ماكرون، أعلن ماكرون عن وجود قواسم مشتركة ما بين الجانبين، فيما يتعلق بإحباط برامج الطائرات المسيَّرة والبرنامج الصاروخي الإيراني، وبدأ الحديث عن أن الحوثي بدأ يشكِّل تهديدا دوليا وإقليميا".

وقال: "إن التدخل الفرنسي في مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن يأتي لعدة عوامل، العامل الأول رفض إيران الإفراج عن السجناء الذين يحملون الجنسية الفرنسية، ومنع رعاياها الإيرانيين الذين لديهم جنسيات فرنسية من زيارة إيران، إضافة إلى تزويد إيران لروسيا بأكثر من 2700 طائرة مسيَّرة، إضافة إلى تسريبات تتحدث عن تصدير الصواريخ إلى الجانب الروسي؛ لاستخدامها في الحرب ضد أو كرانيا".

وأضاف: "فرنسا تنظر بعين الريبة والشك إلى الدور الإيراني، من خلال الدخول على خط الأزمة الأوكرانية، التي باتت تداعيتها تهدد الأمن الأوروبي برمَّته، إضافة إلى الاندفاع غير المسبوق من الجانب الإيراني فيما يتعلق بالبرنامج النووي، وسط وجود معلومات إستخباراتية تؤكد أن إيران فعليا نصبت أجهزة طرد مركزية من نوع IR6، بالإضافة إلى أنها قامت برفع نسبة التخصيب إلى 60%، وامتلاكها حوالي 21 ضعف الكميات المسموح فيها من امتلاك اليورانيوم المخصب، وحوالي 12 ضعفا من اليورانيوم المسموح فيه متوسط التخصيب، وحجب 26 كاميرا، من مجموع 72 كاميرا موجودة في المنشآت النووية الإيرانية".

- مشاريع داخلية وخارجية

من جهته، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، الدكتور علي الذهب: "إن مليشيا الحوثي تتلاعب بالفرص التي منحت لها من خلال الهدنة؛ لتضخيم قدراتها العسكرية، وتنويعها، بحيث إنها تكون قدرات ذات بُعد إستراتيجي، فضلا عن البُعد التكتيكي الذي يستخدم من مسار عمليات قتالها".

وأضاف: "علينا النظر للهدف الأسمى أو الأكبر بالنسبة لإيران عبر وكلائها الإقليميين، ومن ضمنها مليشيا الحوثي، فالمسألة لا تقتصر على أن عملية السلام، التي قد تنشأ من خلال المفاوضات الراهنة بأنها قد تقود الحوثيين إلى عملية سلام أو مشاركة سياسية مع مختلف الأحزاب اليمنية والجماعات الأخرى، وإنما الإيرانيون والحوثيون لديهم بُعد إستراتيجي أكبر، وهو السيطرة على المنطقة".

وتابع: "في الوقت الراهن، يُطلق على ما يثار الآن من تضخيم القوة في الفواعل العنيفة التابعة لإيران بما يطلق عليه عسكرة التشيع، ما يعني أن الهدف الأسمى لإيران هو ليس تحقيق السلام، ومليشيا الحوثي تدور في هذا الفلك، فضلا عن مشروعها الداخلي، المتعلق بالسلطة والاستحواذ عليها دون سواهم، فلذلك تحشد ما يدعم معركتها الداخلية، وما يعزز من قدراتهم الخارجية التي تحقق مطامع وأهداف إيران".

وأردف: "نجد أن مليشيا الحوثي حريصة كل الحرص على تحقيق اكتفاء ذاتي فيما يتعلق بأسلحة المشاة والأسلحة المضادة للدبابات، والدفاعات الجوية التي تستخدم في العمليات الداخلية، وأيضا تعزيز قدراتها في الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة، التي تهدد مناطق الإقليم، فضلا عن القوارب غير المأهولة التي تهدد طرق الملاحة الدولية، وتدفق سلاسل الغذاء، والإمداد في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

تقارير

ترتيب العلاقة مع المجلس الرئاسي والحكومة.. ما الذي يريده المجلس الانتقالي؟

على وقع عودة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، واللقاءات الدبلوماسية، التي يجريها المبعوثان الأممي والأمريكي مع مسؤولين إقليميين بغرض عودة المشاورات، من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن، تأتي تصريحات مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي للحديث عن إعادة هيكلة السلطة الشرعية

تقارير

فرص السلام في اليمن.. تصعيد حوثي وتناقض في الموقف الأمريكي

ناقش المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، مع وكيل الشؤون السياسية في وزارة الخارجية العُمانية، خليفة الحارثي، جهود إنهاء التوتر القائم في البحر الأحمر، لإحراز تقدّم في خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية.

تقارير

معادلة السلام والحرب.. عودة للمسار السياسي وخفض التصعيد في البحر

يشير الواقع إلى أن مليشيا الحوثي، التي عطلت مسار جهود الحلول الأممية، خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات الحكومة المتكررة، لا تمانع الآن من الدخول في تسوية محدودة مع السعودية، تسد حاجتها المالية والاقتصادية، وتخفف من أزمتها الداخلية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.