تقارير

غارات إسرائيلية على اليمن.. لماذا تعتمد إيران في حربها ضد إسرائيل على مليشياتها في المنطقة؟

30/09/2024, 07:53:32

تقامر مليشيا الحوثي بمصير اليمنيين في مغامرة خطرة؛ خدمة للأجندة الإيرانية، مستفيدة من حالات التوتر والاضطراب التي تعيشها المنطقة؛ لإطالة أمد الصراع، وتجد ذريعة للهروب من الالتزامات المتعلقة بعملية السلام.

يأتي هذا التصعيد عقب حرب غزة، وتمدد الصراع إلى لبنان، ومقتل زعيم حزب الله اللبناني التابع لإيران، وهو ما أشار إليه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حيث ذكر أن ذلك يعيق عملية التسوية في اليمن.

وشهدت مدينة الحديدة، يوم أمس، غارات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود في ميناء الحديدة، ورأس عيسى، ومحطتي كهرباء، وهو العدوان الإسرائيلي الثاني من نوعه على اليمن، خلال شهرين.

- عدوان وأجندة إيرانية

يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي: "القصف الإسرائيلي على اليمن هو عدوان صارخ ومُدان ومرفوض، ويأتي ضمن البلطجة الإسرائيلية، التي أطلقت لها العنان، في هذه الفترة في المنطقة".

وأضاف: "هذا العدوان أيضا ضمن اللعب بالنار الذي قامت به مليشيا الحوثي، وأيضا مليشيا حزب الله في لبنان، ومليشيا العراق، وهذه الادعاءات التي تروّجها المليشيا الإيرانية هي لخدمة أجندة إيران، ولا علاقة لها بالقضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد على الإطلاق".

وتابع: "مليشيا إيران في المنطقة لم تخدم القضية الفلسطينية، ولم توقف الدماء النازفة في غزة، ولم تنصر طوفان الأقصى على الإطلاق، والكل يتذكر أن طوفان الأقصى كان في السابع من أكتوبر، وما قامت به مليشيا الحوثي هي لم تتحرك إلا بعد أن تكونت أجندة إيرانية وخطة إيرانية خاصة بالمشروع الإيراني، ولا علاقة لها بطوفان الأقصى".

وأردف: "العمليات الحوثية التي انطلقت كانت بعد طوفان الأقصى ربما بأسابيع، كما فعل حزب الله حينما كان يقوم بالاعتداء على البُرج، لذا فإن هذه العمليات هي كلها تدخلا ضمن خدمة الأجندة الإيرانية فقط، وليس لها علاقة لا بفلسطين، ولا بالقضية الفلسطينية، ولا بالوضع العربي".

- إيران جرّت الويلات للمنطقة

يقول المحلل العسكري والإستراتيجي، العقيد هشام المصطفى: "إيران جرّت الويلات على المنطقة العربية بالكامل، والشيء الطبيعي وغير المستغرب أن تكون إيران العدو القديم للمسلمين، وللعرب هذا فعلها".

وأضاف: "المليشيات، التي والت إيران في المنطقة العربية -كمليشيا حزب الله ومليشيا الحوثي سيئة الذكر- هما من تقومان بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة العربية، وهما من جرّتا الويلات على شعوب المنطقة العربية، وبالذات في اليمن والعراق وسوريا ولبنان".

وتابع: "الحوثي هو الآن الاحتياطي الذي درّبته إيران لأجل أن يقوم بالدور الوظيفي الذي كان يقوم فيه حزب الله قبل أن تستهدفه إسرائيل بضربات موجعة".

وأردف: "بعد أن اغتالت إسرائيل فؤاد شُكر وآخرين، ونفذت عملية البيجر، وانتهاء بالعملية الكبيرة التي قُتل فيها سيّئ الذِّكر حسن نصر الله، أصبح دور حزب الله الوظيفي تقريبا مشلولا، حتى وإن تمكّن حزب الله من تعيين قائد جديد لهذا الحزب".

وزاد: "إيران صرفت أنظارها باتجاه مليشيا الحوثي لتقوم بالدور الوظيفي الذي كان يقوم به حزب الله في المنطقة".

وقال: "الحوثي يستهدف إسرائيل بضربات عن طريق الصواريخ بعيدة المدى، ما الذي استفادته من ذلك؟ حيث تم إسقاط الصاروخين، اللذين أُطلقا، قبل وصولهما إلى هدفيهما، لم يستفد لا الحوثي ولا القضية العربية، ولا قضية فلسطين من تلك الاستهدافات التافهة".

وأضاف: "هناك من يقول إنه -على الأقل- تصرّف أفضل من غيره، وربما أربك ميناء إسرائيل، وهنا أضرار أصابت إسرائيل اقتصاديا، لكن الحقيقة نحن نأخذ الأمور بنتائجها، ماذا سنستفيد عندما نربك الإسرائيليين في حين أنهم قاموا بردود قاسية على ميناء الحديدة، وذهب ضحية ذلك شهداء من المدنيين اليمنيين".

وتابع: "عندما أُطلِقْ صاروخا يحدث بلبلة، أو بعض التأثير الاقتصادي، أو الإرباك في الحالة الإسرائيلية، وفي المقابل تكون هناك غارات مكثفة إجرامية ضحيتها مدنيون وبنية تحتية".

وأردف: "نحن نستنكر ضرب إسرائيل لمليشيا الحوثي عندما تستهدف مدنيين مع مليشيا الحوثي، ونحن في سوريا، وفي الوطن العربي بشكل كامل، نعترف بأن إسرائيل عدو لنا، لكن تلك المليشيا الإيرانية التي تنفذ أجندة فارسية بحتة هي من تجر الويلات على شعوبنا في المنطقة".

- مقايضة إيرانية

يقول الباحث المختص في الشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن: "خامنئي كل ما يهمه هو حفظ النظام الإيراني، وقد ضحى حتى بقاسم سليماني، وبضيفه في طهران إسماعيل هنية، ولم يرد على إسرائيل؛ لأنه يحسب كل الحسابات لنظامه، ولا يريد لهذا النظام أن يتعرّض لضربات موجعة من إسرائيل، ولذلك الإيرانيون يعملون ويخططون بدقة".

وأضاف: "أما جماعة الحوثي، وجماعة حزب الله اللبناني، والمليشيات الموالية لخامنئي، هذه مجرد مليشيا مرتزقة، تعمل لصالح النظام الإيراني مقابل الأموال التي يسلمها خامنئي لها، وهي مليشيا مسلوبة الإرادة من قِبل النظام الإيراني".

وتابع: "خامنئي إذا وصل الأمر للمقايضة، بكل تأكيد أنه سيقايض برأس الحوثي، كما قايض برأس هنية، وحسن نصر الله، والرؤوس الأخرى من المليشيا التي أنشأها، وذلك مقابل حفظ النظام الإيراني".

وأردف: "نأسف أن بعض القادة في هذه المليشيا -كما يبدو- لا يريدون أخذ هذه العِبرة، ليس فقط أنهم يتعرضون لمخاطر واستهداف بشكل مباشر، وإنما يعرضون بلدانهم وشعوبهم للخطر الإسرائيلي".

وزاد: "نتنياهو لا يستمع حتى للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما قاله جوزيف بوريل، يوم أمس، إن نتنياهو لا يستمع حتى للولايات المتحدة الأمريكية التي هي من تموِّله وهي من تعطيه هذه القنابل الخارقة، بهذه الدٍِقة، ولم يبلّغ الولايات المتحدة بعملياته في لبنان".

وقال: "على الجماعات الموالية لإيران أن تحسب حساباتها، أو على الأقل أن تأخذ مصالحها بعين الاعتبار، كما فعلت بعض الفصائل الشيعية الموالية لإيران، شاهدنا بعد الاستهداف الإسرائيلي تراجعت الكثير من هذه القوات؛ لأنها دخلت في العملية السياسية، وحصلت على مكاسب، ولا تريد أن تخسر هذه المكاسب، وفي نفس الوقت أيضا خوفا على نفسها".

وأضاف: "إذا مليشيا الحوثي لم تأخذ هذه الحسابات بعين الاعتبار بتصوري أن مصيرها لن يكون أحسن من مصير حسن نصر الله".

تقارير

"قانون دعم فاتورة المرتبات".. تشريع حوثي جديد لنهب حقوق الموظفين

بعد مضي أكثر من 8 سنوات مذ توقفت عملية صرف مرتبات موظفي وحدات الخدمة العامة، ومنتسبي الجيش والأمن في صنعاء، والمناطق الخاضعة للجماعة، أقدمت مليشيا الحوثي على إصدار قانون دعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة بشكل مخالف للدستور والتشريعات في البلاد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.