تقارير

فرح وغضب لمقتل حسن نصر الله.. لمصلحة مَن تمزيق الشارع العربي؟

05/10/2024, 10:53:25

أثارت الضربات الإسرائيلية على لبنان، التي أودت بحياة الأمين العام لحزب الله وعدد من قيادات الحزب، انقساما واسعا في الشارع العربي، وخصوصا في البلدان التي تسيطر عليها المليشيات الموالية لإيران.

كانت هذه هي المرة الأولى تقريبا، التي نرى فيها عربيا يفرح بما فعلته "إسرائيل" بعربي آخر، وهو ما قد يشير إلى حجم الأزمة العربية، ويستدعي الوقوف حول أسبابها ودلالاتها..

- الشرق الأوسط الكبير

يقول الصحفي أحمد شوقي: "أعتقد أن الاستهدافات، التي قامت بها إسرائيل، إلى المستويات القيادية في حزب الله، كانت نتيجة -للأسف- خيانة داخلية، وتحديدا من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس".

وأضاف: "وبالتالي أعتقد أن إسرائيل، التي عجزت عن القيام بهذه العملية سابقا، لم تنجح إلا بتواطؤ من داخل المعسكر الإيراني، وهذا ما اعترف به ضمنيا حتى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية خامنئي حينما قال إن القيادات العليا في إيران مخترقة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع: "في المجتمعات العربية، كان هناك مع -الأسف- حالة ابتهاج لدى قطاعات من المواطنين من أبناء الشعوب العربية، وتحديدا في سوريا، وفي اليمن، وربما حتى في العراق، ولبنان، أيضا".

وأوضح: "هذا الابتهاج نتيجة للجرائم التي مارستها المليشيات الطائفية، التي دعمتها إيران من أجل تخريب مشروع الدولة الوطنية في البلاد العربية؛ وقسر المواطنين العرب على الخضوع للمشروع الإيراني".

وزاد: "نجد -للأسف- أن حالة الفرح هذه، التي وإن كنت أقدّرها وأتعاطف مع من شعروا بهذه الآلام، تشعرنا بالبؤس أننا أصبحنا في حالة عجز لدرجة أنه أصبح قيام إسرائيل باغتيال بعض من نكلوا بالشعوب العربية مثيرا للبهجة والفرح".

وأشار إلى أن "هذه المشكلة هي تؤكد على أن إيران ارتكبت -خلال السنوات الماضية- جرائم في حق العرب، أدت إلى قتل أكثر من مليوني عربي، فيما إسرائيل نفسها لم تحقق هذا الرقم من القتلى في العرب".

وقال: "يتضح لنا هذا الخطر، أو هذه المشكلة الكبيرة، التي تسببت بها إيران، التي تؤدي دورها الوظيفي ضمن مشروع الفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الكبير، في تقسيم البلدان العربية إلى كانتونات طائفية، ومذهبية، وهدم الدول الوطنية في البلاد العربية، وهو ما لا يؤدي أبدا إلى نصرة القضية الفلسطينية، أو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "ذلك أدى إلى صرف الأنظار عن الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وتجميد القضية الفلسطينية لسنوات، وجعل معاناة أهلنا في فلسطين المحتلة تمتد لكل هذه السنوات،
والعرب مشغولون بالصراع مع المشروع الإيراني، ومليشياته الطائفية".

ويرى أن "المشروع الطائفي الإيراني هو أساسا يقع ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تبنّته الإدارة الأمريكية، منذ عام 2003، الذي بدأ بغزو العراق".

وبيّن أن "الذي تغيّر هو أن إيران سيطرت على أربع دول عربية، وجعلتها بمواردها بإمكانياتها، بهويتها، تعمل لحساب المشروع النووي الإيراني، ولحساب نفوذها في المنطقة".

وأشار إلى أن "كل ذلك -مع الأسف الشديد- أضر بقدسية القضية الفلسطينية، واستخدامها كشعار، وكورقة لإنفاذ المشروع الإيراني في المنطقة".

واعتبر أن "ازدواجية الولاء لدى حزب الله أضرت به وجعلته أداة لتنفيذ المشروع الإيراني"، مرجعا عدم دخول حزب الله في القتال ضد إسرائيل منذ بداية 8 أكتوبر وحتى اليوم؛ إلى أن "القرار لم يتخذ في طهران، لأنها لا تريد أن تقامر بالدخول في معركة مع الغرب".

ولفت إلى أن "هذه التضحيات وهذه المواقف يتم تجييرها لحساب المفاوضات النووية الإيرانية، ولحساب المشروع الإيراني".

وذكّر: "جمال عبد الناصر رفض عمل الفدائيين حتى لا يؤدي عملهم إلى تقويض الدولة المصرية، وتورطها في حرب مع إسرائيل لم تكن جاهزة لها".

واستطرد: "الموقف الناصري هو الذي عبّر عنه - جمال عبد الناصر- من خلال تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، التي اعتبرها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؛ كي تكون عبارة عن مؤسسة تنفع أن تُؤسس دولة، وليس من خلال المليشيات المتفرقة في ولاءاتها العقائدية".

وأكد: "ليس هناك شخص يخوض حرب تحرير وولاؤه خارج إطار الجغرافيا العربية".

وقال: "حينما تتصور أن مجموعات عسكرية مهما كانت قوتها سوف تستطيع أن تواجه الإمبريالية الغربية بكاملها- التي تقف خلف العدو الصهيوني- فهذا تصور مع الأسف ضيق وغير واقعي وغير منطقي".

وأضاف: "ينبغي علينا البدء ببناء الدولة الوطنية الديمقراطية في البلاد العربية، ومنع أي شكل لتقويضها؛ من أجل التحرير الكامل -بإذن الله".

- حَرف البوصلة

بدوره، يقول القيادي في التنظيم الناصري، خالد باعلوي: "نحن -كناصريين- هناك ارتباط عضوي ما بين القضية الفلسطينية وبين الفكر الناصري، الفكر الناصري ولد في أرض فلسطين؛ والثورة 23 يوليو كانت بداية في فلسطين".

وأضاف: "وعلى هذا على الأساس، فإن البوصلة الحقيقية لنا في مواقفنا السياسية المختلفة هي فلسطين؛ لذلك من كان مع فلسطين فنحن معه، ومن كان ضد فلسطين فنحن ضده".

وتابع: "نحن نفتخر ونعتز بجنوب أفريقيا، وبفنزويلا، وبالبرازيل، ونشعر بالخزي والعار من الأنظمة العربية القائمة اليوم".

وأوضح أن "المشروع الطائفي والمشروع الإيراني، المفترض أننا لا نلوم إيران إذا كان معها مشروع، فكل الدول معها مشاريع".

وزاد: "السؤال الذي يجب أن نوجهه بشكل حقيقي هو أين المشروع العربي لمواجهة هذه المشاريع، وفي المقدمة المشروع الصهيوني؟".

ويرى أن "هناك تعمّدا واضحا لحرف البوصلة: العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية والإنسانية كلها هو الكيان الصهيوني القائم في فلسطين".

وأكد أن "من حق إيران أن يكون لها مشروع، السؤال الحقيقي الذي نوجهه للأمة العربية كلها أين المشروع العربي للوقوف ضد مشروع إيران، وضد المشروع الصهيوني، وضد مشروع تركيا، وضد المشاريع الغربية كلها؟".

وأوضح: "كان هناك موقف من حزب الله عندما تدخل مثلا في سوريا، السؤال إذا أردنا أن نحاكم تدخل حزب الله في سوريا يجب أن نحاكم الجميع، يجب أن نحاكم دول الخليج، الذي بذلت مئات المليارات من أجل سوريا، من أجل استقدام المجموعات الإرهابية".

وقال: "في 2006، كان حزب الله بطلا، ما الذي تغيّر؟ كان واقفا ضد إسرائيل، هل أصبحت إسرائيل حمامة سلام، وأصبح حزب الله شيطانا رجيما؟".

وأضاف: "الذي تغيّر أن صهاينة العرب في ذلك التاريخ كانوا خجولين، كانوا يستحون، فيهم حياء، أما الآن الصهاينة العرب، الذين يدعمون الكيان الصهيوني، أصبحوا من الوقاحة والبجاحة أن يتفاخروا بأنهم يدعمون الصهيونية"، حسب وصفه.

تقارير

"قانون دعم فاتورة المرتبات".. تشريع حوثي جديد لنهب حقوق الموظفين

بعد مضي أكثر من 8 سنوات مذ توقفت عملية صرف مرتبات موظفي وحدات الخدمة العامة، ومنتسبي الجيش والأمن في صنعاء، والمناطق الخاضعة للجماعة، أقدمت مليشيا الحوثي على إصدار قانون دعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة بشكل مخالف للدستور والتشريعات في البلاد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.