تقارير

لماذا تتكرر حوادث الحرائق في مخيمات النزوح؟

21/02/2023, 12:08:36

الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب تعلن تسجيل 14 حادث احتراق شهدتها مخيمات النزوح في المحافظة، منذ مطلع العام الجاري، تسببت بوفاة طفلة وجرح العشرات من النازحين.

 

وفي العام الماضي، سجلت الوحدة التنفيذية 55 حريقا، تسببت بوفاة نحو 40 شحصا.

 

تتفاقم معاناة النازحين من فقدان منازلهم إلى حرمانهم من حقهم في المساعدات الإنسانية، حيث قالت الوحدة التنفيذية إن ثلثي النازحين يحصلون على أقل من 30% من المساعدات؛ بسبب طريقة الأمم المتحدة في التوزيع، ومع ذلك تقع غالبية مخيمات النزوح في أراض مملوكة للغير، وليست أملاكا عامة، مما يجعل آلاف الأسر معرَّضة للطرد من مآويها المؤقتة.

 

- أسباب

 

يقول نائب رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، علي المرقب: "إن تكرر الحرائق في مخيمات النزوح تعود لنوعية المأوى الموجود حاليا، مأوى رديء قابل للاشتعال في أي لحظة، إضافة إلى أن بعض الأسر لا تزال تسكن في مخيمات النزوح الطارئة، منذ أربع سنوات، فضلا عن عدم الوعي المجتمعي بمشاكل الكهرباء".

 

وأضاف: "هذه الحوادث تأتي نتيجة البناء العشوائي للمخيمات، والتوصيل العشوائي للكهرباء، وارتفاع أعداد الأسر النازحة، حيث تستقبل مأرب في الشهر ما يقارب 300 أسرة، وفي الشهر الماضي استقبلت نحو 800 أسرة".

 

وأشار إلى أن "المخيمات الرديئة والطارئة القابلة للاشتعال"، مضيفا: "المشكلة عانينا منها ولا زلنا نعاني، ونأمل من الشركاء سرعة استبدال المأوى المؤقت الحالي إلى المأوى الانتقالي لطول الفتر، وأيضا لرغبة النازحين بالبقاء ولتفادي مثل هذه الكوارث".

 

وأوضح أن "الإمدادات الكهربائية لمخيمات النزوح هي إمدادات شخصية قام بها مواطنون، وتفتقد لأدنى معايير السلامة نتجت عنها مثل هذه الكوارث".

 

وأفاد بأن "وصل عدد النازحين في مأرب إلى أكثر من مليون و300 ألف، واعتمدوا هذا العدد بعد أن كانت التدخلات قليلة جدا، من إيواء ومأوى والغذاء، وغيرها من التدخلات الأممية".

 

وقال: "يفترض أن يكون هناك مأوى يتناسب مع طبيعة مأرب الصحراوية، لأن المناخ فيها متغير، والمأوى الموجود لا يقاوم العواصف الترابية والرياح التي تجتاح المحافظة، التي من المتوقع أن تبدأ الآن مع فصل الصيف، وهذا يعجل من استهلاك المأوى".

 

وأضاف: "معظم المخيمات في مأرب، التي تصل إلى 200 مخيم، نصبت على أراضٍ مملوكة لأبناء مأرب، لأن ليس هناك أراضٍ تابعة للدولة في مأرب، وبنيت المخيمت بهذه العشوائية؛ بسبب الحرب التي اندلعت بشكل سريع وحاجة الناس للمأوى".

 

وتابع: "لكون المخيمات ملكا خاصا لا نستطيع العمل فيها والتغيير، لجعلها منظمة ومرتبة، لكننا نحاول بناء مراكز صحية ومراكز دعم في هذه المخيمات لمواجهة حالات الطوارئ".

 

- العائق الأكبر

 

من جهته، يقول الناشط في المجال الإغاثي، عبدالكريم عبدالرحمن: "المشكلة في أن مكاتب منظمات الأمم المتحدة في صنعاء وليست في عدن، رغم أن عدد النزوح في محافظة مأرب وغيرها من المحافظات المحرر 70%، وفي صنعاء 30%".

 

وأضاف: "هذه المنظمات لا تقوم بواجبها، لهذا يأتي ما بين فترة وأخرى انقطاع الغذاء عن النازحين، مما يتسبب بمشاكل ومعاناة كبيرة جدا، وتكون المنظمات أحيانا هي العائق الأكبر في إيصال المساعدات إلى النازحين".

 

وتابع: "ترتفع أعداد النازحين في مأرب بشكل يومي، حيث لا يمر يوم إلا وتزيد عشرات الأسر فيها، بعد أن كانت محافظة مأرب بكاملها لا يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة، الآن أصبح عدد سكانها يتعدى 3 ملايين نسمة، وفيها نحو 200 مخيم".

 

ودعا المنظمات الدولية إلى نقل مكاتبها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، وإدارتها بشكل عادل وسوي.

 

وقال: "المنظمات الدولية تتعهد للمتبرعين بأنها ستوصل المساعدات إلى هؤلاء النازحين، لكن ما يصل إليهم في الحقيقة لا يتجاوز 20% مما يتم استلامه من الدول المانحة".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.