تقارير
لماذا تعجز الوحدة التنفيذية لتحقيق الاستجابة الكافية والدائمة لاحتياجات النازحين؟
أطلقت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، مرة أخرى، نداء استغاثة لتقديم مساعدات طارئة لأكثر من 68 ألف أسره في مخيمات النزوح، بحاجة ماسة لمستلزمات الشتاء.
ودعت وحدة النازحين الحكومة والهيئات والمنظمات الدولية والمحلية والجهات المانحة لسرعة توفير الغذاء والمياه مع تعزيز الخدمات الصحية لمواجهة أمراض الشتاء التي تهدد حياة الأطفال وكبار السن، مشيرة إلى تفاقم معاناة عشرات الآلاف من الأسر النازحة جراء موجات البرد والصقيع.
يتكرر هذا النداء عادة مع حلول الشتاء من كل عام نظرا لاستمرار معاناة النازحين وبقائهم رهن ظروف قاسية ومأساوية في خيام وبيوت غير ملائمة للسكن الطبيعي لا تقهم شدة البرد وقوة الرياح والأمطار، ويضاعف ذلك افتقارهم لأبسط الخدمات وفي مقدمتها الصحة والكهرباء والتدفئة وغيرها من الاحتياجات الإنسانية.
جهود
يقول مدير التطوير المؤسسي بالوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب، الدكتور هشام اليمني، إن الوحدة التنفيذية عملت بكل جهد على توفير تنسيق ما بين الجهات والمنظمات الإنسانية، لسد الفجوات للنازحين وخاصة في مثل هذه الأزمات والطوارئ والكوارث التي تحدث في محافظة مأرب.
وأضاف: الحرب مازالت قائمة، وهي سبب أساسي باستمرار المعاناة، إضافة إلى تأخر المنظمات في التدخلات، حيث ما زالت تشتغل حتى الآن المشاريع الطارئة ولم تنتقل إلى المشاريع المستدامة.
وتابع: مدير الوحدة التنفيذية بمأرب ناشد أكثر من مرة وجلس مع أكثر من منظمة، لكي تكون هناك مشاريع مستدامة، وليست مشاريع طارئة.
وأردف: الوحدة التنفيذية تعمل بجهود جبارة، بدون موازنة، وبمساعدة السلطة المحلية في مأرب، وما يأتي من رئاسة الوزراء ورئاسة الوحدة التنفيذية في عدن، وسط ضغط كبير.
مشكلة عميقة
يقول الصحفي النازح في محافظة مأرب، حمود هزاع، إن مشاكل النازحين قائمة ومستمرة طوال العام ولكنها تتفاقم مع حلول الشتاء.
وأضاف: نجد تفاعل ودعوات تتزامن مع فصل الشتاء من خلال الوحدة التنفيذية في محافظة مأرب، لكن المشكلة قائمة وعميقة، وأكبر من أن يتم اختزالها في برنامج او تسلط الضوء عليها في برنامج تلفزيوني وتأخذ أبعاد كثيرة.
وتابع: الوحدة التنفيذية تقول المنظمات، لكن معظم الذين نزحوا، بسبب مواقفهم في الدفاع عن الدولة والجمهورية والوحدة والشرعية، فهل الدولة اليمنية هذه التي ضحت من أجلها هذه الكتلة الاجتماعية التي نزحت قدمت في يوم من الأيام لأحدهم بطانية أو خيمة!؟
وأردف: لاحظنا قبل عام تقريبا في تركيا زلزال وأباد مدن وبلدات بأكملها وقامت الدولة التركية باحتضان الأسر التي تضررت وأعادت لها المساكن بأفضل ما يكون.
وزاد: الدولة معنية بدرجة رئيسية على مواطنيها قبل المنظمات، أما في اليمن كل الدعم الذي قدم رغم محدوديته منذ بدء النزوح والتهجير إلى اليوم هو من قبل المنظمات.