تقارير
ما دلالة حكم مليشيا الحوثي بالسجن على انتصار الحمادي ورفيقاتها؟
في محاكمة صورية، أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي في صنعاء حكما بالسجن خمس سنوات على الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي وثلاث من رفيقاتها، بعد أكثر من ثمانية أشهر من الاختطاف والسجن.
لفقت المليشيا تهم الدعارة وتعاطي المخدرات للحمادي ورفيقاتها بعد رفضهن عرضاً بالتجنيد في صفوفها بهدف استخدامهن للإيقاع بخصومها، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش".
حُكم الحوثيين أثار موجة استياء واسعة، عبّر عنها ناشطون ومنظمات محلية ودولية، لكن لا خطوات عملية اتخذتها الأمم المتحدة والفاعلون الدوليون للضغط على المليشيا من أجل الإفراج عن انتصار ورفيقاتها، وإيقاف سلسلة الانتهاكات التي تُمارسها ضد النساء في اليمن.
سياسة ترهيب
وفي السياق، يقول رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: "إن الحكم الصادر من قِبل مليشيا الحوثي ضد انتصار الحمادي ورفيقاتها يأتي ضمن السياسة الترويعية والترهيبية التي تمارسها المليشيا بحق المجتمع اليمني بشكل عام، وبحق النساء بشكل خاص".
وأضاف الحميدي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "الانتهاكات التي مُورست ضد المرأة اليمنية في مناطق سيطرة الحوثي لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ".
ويشير الحميدي إلى أن "الكثير من النساء أخفين قسراً من قِبل مليشيا الحوثي، وفي سجون سريّة، كما أن كثيرا من الأهالي يرفضون الحديث حول هذه الانتهاكات مراعاة للتقاليد الاجتماعية".
ويفيد الحميدي أن "مليشيا الحوثي تمارس كل أنواع التنكيل بالنساء، التي منها أحكام الإعدام، كما في حالة أسماء العميسي".
وفيما يتعلق بوضع الحوثيين مستقبلاً تحت دائرة المساءلة الدولية، كون التقارير الدولية أثبتت استغلالهم للنساء جنسياً، يوضح الحميدي أن "هناك عقوبات فرضت سابقا على بعض قادة مليشيا الحوثي، لكن المليشيا أصبحت لا تهتم سوى بتحقيق أهدافها فقط".
ويضيف الحميدي أن "الانتهاكات الجنسية بحق النساء من قِبل جماعة الحوثي، واستغلالهن في شبكات دعارة، صدرت في تقارير عدّة، كما أن هناك شهادات توضّح ذلك كشهادة انتصار الحمادي التي تكلّمت بكل وضوح أيضا".
ويلفت الحميدي إلى أن "انتهاكات جماعة الحوثي ضد النساء أصبحت حديث الصحافة الدولية والمحلية، كون التقارير التي خرجت من صنعاء حول هذه القضية كثيرة جدا".
حكم مسيَّس
من جهته، يقول خالد الكامل، محامي الفنانة المختطفة انتصار الحمادي: "إن التُّهم التي وُجهت لانتصار الحمادي هي الزنا، وأعمال الدعارة، وكذلك المجون، وتعاطي الحشيش".
ويرى الكامل أن "الحكم الصادر بحق انتصار الحمادي هو حكم مسيّس، كونه أتى بعد مقابلة صحفيين وحقوقيين للحمادي، التي صرّحت لهم بمحاولة الحوثيين استخدامها في بعض أعمال الدّعارة من أجل استقطاب المعارضين السياسيين".
ويوضّح الكامل أنه "نتيجة لهذا التصريح، تم الحكم على انتصار الحمادي بالسجن لمدة خمس سنوات دون أدلة أو شهود، وإنما استنادا إلى الاعترافات التي أخذت منها تحت التعذيب والإكراه".
وبشأن إمكانية الطَّعن في الحكم الصادر بحق الحمادي، يوضح الكامل أنه "تم تقييد استئناف نفي في الجلسة، كما سيتم الدفاع عنها أمام محكمة الاستئناف".
وبخصوص الضغوط من قِبل المنظّمات الدولية وجدواها في سبيل الإفراج عن انتصار الحمادي، يعتقد الكامل أن "الضغوط الدولية يمكن أن تنجح في الإفراج عنها".
ويشير الكامل إلى أن عددا من المنظمات تواصلت معه بخصوص قضية الفنانة انتصار، ومن بينها منظمة 'العفو الدولية' وغيرها.
وعن وضع انتصار الحمادي في السجن، يفيد الكامل أن "الحمادي تعاني في سجنها وضعا صعبا، كما تعاني من حالة نفسية سيِّئة جداً، كما أنها تقضي معظم يومها في بكاء وحزن، نتيجة هذا الحكم الجائر".