تقارير

ما طبيعة الخلافات السعودية الإماراتية في اليمن؟

05/03/2023, 11:09:56
المصدر : خاص

 

يعود الحديث مجددا عن ملامح الخلاف مجددا بين دولتي التحالف السعودي - الإماراتي في اليمن، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي كشفت في تقرير لها عن صِدام بين السعودية والإمارات على مستوى قادة البلدين؛ بسبب حرب اليمن، وملفات أخرى.

يبدو أن سباق النفوذ بين البلدين دفع بتصعيد الأمور إلى ما هو أكثر من خلاف بين حلفاء الطرفين على الأرض، فالاتفاق الأمني بين الإمارات وجهات في الحكومة، فضلا عن هيمنة أبو ظبي على الجزر والموانئ اليمنية، وامتلاك وإنشاء قواعد عسكرية باتت تقترب حديثا من خاصرة السعودية.

- طموحات شخصية

يقول المحلل السياسي، ياسين التميمي: "الخلاف السعودي - الإماراتي ليس جديدا على كل القضايا، إضافة إلى أن الطموح الشخصي للشخصين اللذين يتحكمان بالقرار السياسي للبلدين، (محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد)".

وأوضح أن "محمد بن سلمان طموحاته السياسية والاقتصادية لها علاقة بإعادة تحديث المملكة وإعادة صياغة دورها في المنطقة، ومن ضمن الأمور، التي اقتضت هذه السياسية، أن يكون للسعودية ثقل اقتصادي مع ثقلها المالي والسوق الذي تتمتع به، لهذا كان من ضمن القرارات، التي اتخذها، أن أي شركة دولية لكي تنشط ويكون لها استثمارات في السعودية عليها أن تنقل مقرها الإقليمي إلى الرياض بعد أن كان في دبي".

وأضاف: "هذا الإجراء يسحب جزءا من المكانة الاقتصادية والاستثمارية والخدمية، التي تتمتع بها دبي ودولة الإمارات، وهناك قرارات أخرى أيضا كان لها علاقة باستيراد البضائع من المناطق الحرة في الإمارات، وهذه الأمور هي التي دفعت العلاقات بين البلدين إلى هذا المستوى من التوتر والتنافر، الذي نراه اليوم".

وتابع: "لطالما حرصت الإمارات على أن يكون لها دور مستقر في اليمن إلى حد ما، فكان هناك تصعيد لها تريد من خلاله توظيف الموقع الجيوسياسي لليمن لصالحها ولحسابها، وتريده أن يعزز موقفها في سياق تحالف دولي، يؤخذ أبعاده اليوم بطرق مختلفة؛ على سبيل المثال الولايات المتحدة في حالة تنافس شديد مع الصين، وهذا الأمر يقتضي أن تكون هناك يد على طرق الملاحة الدولية".

وأشار إلى أن "الإمارات تحرص على وجود مميّز على جزيرة سقطرى، وصل إلى حد الوقاحة، على سبيل المثال الادعاء بأن سقطرى وأهالي سقطرى يحملون الجنسيات الإماراتية". 

واعتبر أن "السلوك الإماراتي يشير بشكل أو بآخر إلى أن الإمارات تقدم على أعمال، على الأقل أنها تحرج السعودية، وتعقِّد الترتيبات الخاصة بها".

وقال: "السعودية هي قائدة التحالف في اليمن، وأولوياتها تختلف عن أولويات الإمارات في اليمن، والتهديدات التي تتعرض لها من اليمن أكثر من التهديدات التي تتعرض لها الإمارات".

وبيَّن  أنه "ابتداء من صيف 2017م، وانتهاء بخريف العام نفسه، سحبت الإمارات قواتها من عدن بعد أن أمضت فترة طويلة في عدن، وهي تقود القوات المشتركة للتحالف السعودي - الإماراتي، وهي التي كان لها اليد الطولى في إعادة صياغة العمليات العسكرية في الساحل الغربي، ونعرف أيضا ما الذي قامت به في مدينة تعز".

وأضاف: "كانت السعودية تترك بعض الهامش للإمارات بالتصرف، لكنها كانت تبقي نفسها حاضرة لتقييد دور الإمارات وتعطيله في الوقت الذي تراه مناسبا".

ويرى أن "هناك لعبا من تحت الطاولة؛ بعض تجلياته برزت على السطح على شكل خلافات مباشرة، أو في شكل الدفع بالحكومة لكي تتبنى موقفا تصعيديا من الإمارات، واليمن هي واحدة من الساحات التي شهدت حالات تنافر بين السعودية والإمارات، من ضمنها ملف الطاقة".

- ليست جديدة

من جهته، يقول الصحفي الموالي لمليشيا الانتقالي، صلاح السقلدي: "نحن أمام محطة لإعادة رسم خارطة نفوذ البلدين في اليمن، فالخلافات التي نراها اليوم ليست جديدة، ونتذكر قبل 4 سنوات عندما تبرمت الإمارات من الدعم السعودي لحزب الإصلاح؛ باعتباره ذراع الإخوان، ودون أن يحقق أي مكاسب عسكرية على الأرض، وانسحبت الإمارات من مسرح العمليات الحربية قبل أن تعود بعد ذلك بعد أن استعاد الحوثيون 4 مديريات في شبوة".

وأضاف: "السعودية عندما استشعرت زيادة الحمل عليها استعانت بالإمارات مرة أخرى حتى تدفع بقوات العمالقة لدحر الحوثيين من المديريات التي سقطت بيدهم في شبوة، وعادت العلاقات حينها إلى شبه سابق عهدها".

وتابع: "في الآونة الأخيرة يبدو أن هناك خلافات على وقع الحوارات، التي تجريها السعودية مع الحوثيين، بعيدا عن الإمارات، وعن  القوة الجنوبية التي تدعمها الإمارات، وشعور الإمارات بأنه يتم تجاهلها".

ويرى أن "الإمارات لها تطلعات ومصالح في كثير من المناطق، ولكنها تشعر بأن حلفاءها على الأرض هم الأصدق في محاربة الحوثيين، وهم الذين حققوا مكاسب كثيرة، وشعرت بأن السعودية تلتف للتفاوض مع الحوثيين مباشرة، وتستهدف الكثير من معاقلها، وتشبيك علاقات مع حلفائها من ضمنهم طارق صالح في الساحل الغربي، وتأسيس قوات درع الوطن لاحتواء القوات الجنوبية المقربة من الإمارات".

المساء اليمني
تقارير

انهيار الدعم الدولي لليمن.. مؤشرات لفقدان الأولوية

تشهد المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن تراجعًا غير مسبوق، في ظل تقليص الأمم المتحدة خططها وتراجع مساهمات المانحين الدوليين، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تطال الفئات الأكثر ضعفًا في البلاد، لا سيما في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

تقارير

بسبب التغييرات المناخية.. موسم بلا حصاد ومزارع يدمرها الجفاف

بعيون شاخصة نحو السماء، تترقب بلهفة تشكّل السحاب، وتبتهل قلوبها تضرعًا مع صوت الرعد، ترتسم صورة المزارع اليمني وهو يعيش عامًا استثنائيًا، توسّع الجفاف فيه على حساب موسم الأمطار، وحوّل أوديتهم ومدرجاتهم إلى أراضٍ جرداء ومتصحّرة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.