تقارير

مسؤولون أمريكيون: الهدنة مع الحوثيين جاءت عقب تواصلهم مع حلفاء وسعيهم للبحث عن مخرج

14/05/2025, 06:55:02

قال مسؤولون أمريكيون لوكالة 'رويترز' إن الاتفاق مع الحوثيين جاء عقب تواصل قياداتهم مع حلفاء وسعيهم للبحث عن مخرج.

وأكدوا أنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأمريكية في رصد مؤشرات على أن الجماعة تبحث عن مخرج بعد القصف الأمريكي الذي استمر لأسابيع.

وقال اثنان من المسؤولين إن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو.

وأوضح أحد المصادر: "بدأنا نتلقى معلومات تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك".

كما أفاد مصدران بأن إيران لعبت دورا مهما في تشجيع الحوثيين على التفاوض، في وقت كانت طهران تسعى إلى إجراء محادثات مع الولايات المتحدة.

وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين، في أوائل مايو، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض.

وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء عُمانيين، وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم، محمد عبد السلام.

وقال أحد المسؤولين إن عبد السلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق من يوم الاثنين.

وبحلول يوم الثلاثاء السادس من مايو، كان ترامب مستعدًا لإعلان الاتفاق، معلنًا استسلام الحوثيين.

وقال لصحفيين: "قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفنا مجددًا، ولن نهاجم سفنكم".

بدوره، نقلت "رويترز" عن محمد عبد السلام إن الجماعة كانت تتواصل عبر سلطنة عُمان فقط، ووافقت على وقف إطلاق النار؛ لأن رد الحوثيين على الولايات المتحدة كان موقفا دفاعيا.

وأضاف لرويترز: "إذا أوقفوا عدوانهم سنوقف ردنا"، رافضًا الإدلاء بمزيد من التصريحات.

وقال مسؤولون وخبراء أمريكيون إن الاتفاق وفّر مخرجًا للحوثيين يمكنهم من إعادة بناء صفوفهم، وتخفيف الضغط الذي كان سيعرِّضهم على مدى شهور أو سنوات لخطر إستراتيجي.

وأفاد أحد المصادر بأن حلفاء واشنطن في المنطقة أرادوا أيضًا الانسحاب.

وقال مصدر مطلع: "حدث ذلك لأنه إذا تعرّض الحوثيون لمزيد من الضغط، فسيكون ردهم بإطلاق النار على السعوديين أو الإماراتيين".

وأفاد أحد المسؤولين الأمريكيين بأن نقطة التحول للحوثيين جاءت في 17 أبريل عندما استهدفت الولايات المتحدة ميناء رأس عيسى على ساحل البحر الأحمر.

وعلقت الوكالة "كانت هذه الضربة الأكثر دموية على الإطلاق، إذ أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين مقتل 74 شخصًا".

وقال المسؤول: "أضر ذلك بقدرتهم على تنفيذ العمليات وتوليد الإيرادات".

وعندما طلب من آنا كيلي نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض التعليق، قالت لرويترز إن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب "صفقة جيدة أخرى لأمريكا ولأمننا".

وأضافت: "كان الهدف منذ البداية ضمان حرية الملاحة، وتحقق ذلك من خلال استعادة قدرات الردع الأمريكية".

وقال المتحدث باسم البنتاجون، كريس ديفاين، تعليقا على ما توصلت إليه "رويترز"، إن الحملة العسكرية الأمريكية نجحت في إضعاف قدرات الحوثيين و"مهدت الطريق للرئيس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

وأضاف المسؤول أن القيادة المركزية للجيش الأمريكي أوصت بحملة تستمر ثمانية أشهر على الأقل، تتضمن تحوّلًا تدريجيًا نحو ضربات أكثر استهدافًا من الضربات الأوسع التي تم تنفيذها في الأسابيع القليلة الأولى.

ويقول مسؤولون إن تكلفة عمليات القصف تخطت المليار دولار، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مقاتلي الحوثيين من المستوى المتوسط الذين كانوا يدربون قوات من المستوى الأدنى، بالإضافة إلى تدمير الكثير من منشآت القيادة وأنظمة الدفاع الجوي ومنشآت تصنيع وتخزين الأسلحة.

كما دمرت أيضًا مخزونات من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ 'كروز' وطائرات مسيّرة وسفنا مسيّرة،
لكن الضربات لم تقطع خطوط إمداد الحوثيين، أو تنهك القيادة العليا، وحذَّر ثلاثة خبراء من أن الجماعة قد تتعافى بسرعة.

كما تظهر هجمات الجماعة المستمرة على إسرائيل أنها تحتفظ بقدرات كبيرة على الرغم من الحملة الأمريكية.

كما يحذّر مسؤولون أمريكيون ومصادر أخرى من أنه من غير الواضح إلى متى سيصمد وقف إطلاق النار، وما إذا كان الحوثيون سيظلون يعدون الولايات المتحدة وإسرائيل تهديدين منفصلين، لاسيما مع رد إسرائيل على اليمن.

وقال مصدر مطلع: "وكلاء إيران لا يفرِّقون بين ما هو إسرائيلي وما هو أمريكي".

وأضاف: "وجهة نظرهم هي أن أي شيء تفعله إسرائيل يكون بتمكين من الولايات المتحدة. لذا أعتقد أن الحوثيين سيرون أنفسهم من يحاول محاسبة الولايات المتحدة".

تقارير

توازن القوى في اليمن بعد الهدنة بين الولايات المتحدة والحوثيين

في السادس من مايو، أسفرت الهدنة بين الولايات المتحدة والمليشيا الحوثية المدعومة من طهران عن ترسيخ توازن القوى داخل الدولة اليمنية التي مزقتها الحرب، مما أدى إلى تثبيت الوضع الراهن في الصراع الأهلي المستمر. وفي المقابل، فإن نتائج الحرب التي تلت ذلك بين إسرائيل وإيران واستمرت 12 يومًا، قد تهز هذا الوضع مؤقتًا، لكن من غير المرجح أن يتمكن التحالف المناهض للحوثيين، الذي يعاني من الانقسام، من استغلال هذه الفرصة.

تقارير

في ظل الأزمات والمعاناة.. إلى متى يستمر الصراع داخل مجلس القيادة الرئاسي؟

من بين كل الوعود والمهام المناطة بمجلس القيادة الرئاسي، سواء بموجب إعلان نقل السلطة أو بموجب برامج العمل المُعلَن عنها خلال الأيام التالية لإعلانه، لم يتمكن المجلس من حل أي مشكلة، ولا ساهم في الحد من آثارها.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.