تقارير

من الأكاديمي إلى الطبيب.. لماذا تستهدف مليشيا الحوثي رموز المجتمع؟

30/10/2025, 06:25:25

شنت مليشيا الحوثي حملة اختطافات واسعة عبر أجهزتها الأمنية، استهدفت هذه المرة أكاديميين وتربويين وأطباء ومحامين ووجهاء اجتماعيين وغيرهم في محافظتي ذمار وإب، رافقتها مداهمات للمنازل وانتشار أمني لافت لعناصر قادمة من خارج المناطق المستهدفة.

اتساع نطاق الحملة وطبيعة الفئات المستهدفة يشيران إلى كيفية إدارة المجتمع داخل مناطق السيطرة الحوثية، فالعمليات لا تستهدف خصوماً سياسيين أو عسكريين هذه المرة، بل تستهدف الفئات التي تتولى تنظيم حياة الناس اليومية وتمثل جسور الثقة بينهم، من يحلون مشاكلهم الاجتماعية ويعلمون أطفالهم ويعالجون مرضاهم ويدافعون عن حقوقهم ويوزعون عليهم المساعدات الإنسانية.

يرى مراقبون أن الغرض الأساسي من هذه الحملات هو إخراج الكفاءات أو إسكاتها لإفراغ المجتمع من قياداته وتحويل الوجاهة والكفاءة إلى جريمة تستحق العقاب.

- حملات مسعورة

تقول المحامية ورئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات هدى الصراري: هناك حملات اختطافات مسعورة تشنها جماعة الحوثيين ضد النخب الفكرية والفئات من الأكاديميين والتربويين والأطباء والمحامين في عدة محافظات منها صنعاء وذمار وإب.

وأضافت: الحملات المسعورة مستمرة حتى يومنا هذا، وبالتالي لا يمكن قراءتها بمعزل عن حالة التوتر بين الحوثيين والمنظمات الدولية وتصاعد الخطاب العدائي الذي أطلقه زعيم الحوثيين منذ فترة ضد العاملين في المنظمات الدولية واتهامهم بالتجسس.

وتابعت: الدلالة الأساسية لهذه الحملة هي فرض معادلة جديدة من الهيمنة والخوف، وإرسال رسائل مزدوجة للداخل اليمني بأنه لا أحد خارج عن قبضة جماعة الحوثي، وهي أيضاً رسالة للخارج عبر المنظمات الأممية بأن الحوثيين هم أصحاب القرار الميداني، وأنهم المتحكمون في بيئة العمل الإنساني.

وأردفت: ما حدث ويحدث خلال الفترة المنصرمة إلى يومنا هذا هو تفريغ المجتمع من النخبة وكسر وعيه وإخضاعه فكرياً واقتصادياً واجتماعياً لأيديولوجية الحوثيين.

وزادت: الحوثيون يخوضون حرباً ليست ضد المعارضين وإنما ضد العقول اليمنية، ودلالتها استهداف الفئات من الأكاديميين والنخب الاجتماعية والسياسية وكذلك المحامين.

وقالت: جماعة الحوثي تقوم بمحاربة هذه الفئات حتى لا يبقى صوت معارض لها داخل مناطق سيطرتها، في محاولة لإخضاع الجميع للأيديولوجية الحوثية وكسر أي صوت يمثل وعياً في المستقبل أو يشكل نواة للمعارضة لاحقاً.

- إرهاب المجتمع

يقول مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري: هناك أكثر من 80 حالة اختطاف وإخفاء قسري قامت بها ميليشيا الحوثي خلال الفترة الماضية.

وأضاف: حملات الاختطافات طالت موظفين أمميين وناشطين وصحفيين ونخباً ومحامين وحتى المدافعين عن حقوق الإنسان، وتم الزج بهم في السجون في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي تحمي المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وتابع: البعض يستغرب أن الحوثي يختطف الأكاديميين والنشطاء ونخب المجتمع والمدرسين والأساتذة، بينما ميليشيا الحوثي منذ أول لحظة دخلت فيها العاصمة صنعاء اختطفت المدرسين، وكان أول من قتل تحت التعذيب أحد المدرسين.

وأردف: هناك حالات اختطاف واسعة طالت المدرسين حتى داخل المدارس، وهناك مدرسون قتلوا داخل المدارس بعد محاولة اختطافهم.

وزاد: ميليشيا الحوثي تمارس إجرامها وبشاعتها ووحشيتها منذ الوهلة الأولى، لكن الجديد والتطور الحاصل خلال الأيام الماضية هو ارتفاع أصوات الناس، حيث بدأوا يتحدثون عما تمارسه ميليشيا الحوثي ويكشفون الفساد وصفقات المليارات التي يتم نهبها من مؤسسات الدولة المختلفة.

وقال: الآن بدأ الناس يتحدثون عن التجويع والمطالبة بالمرتبات والاستحقاقات، ولذلك عندما تشعر ميليشيا الحوثي بتوسع السخط الشعبي، تلجأ إلى إشعال حرب أو إحداث فوضى أو تنفيذ حملات اختطافات لإرهاب المجتمع بشكل عام.

وأضاف: ميليشيا الحوثي لم تدرك أن الشعب اليمني بعد عشر سنوات بات أكثر وعياً وإدراكاً لمخططاتها.

- الأمم المتحدة أصبحت ضحية

يقول وكيل وزارة العدل في الحكومة اليمنية فيصل المجيدي: إن الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي ووزارة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني يتابعون هذه الانتهاكات، وهناك تفاعل وخطاب حتى مع الأمم المتحدة التي أصبحت في هذه المرحلة ضحية.

وأضاف: الأمم المتحدة أصبحت تحتاج إلى من يدافع عنها، وهو أمر مستغرب، باعتبار أن من ضمن مهامها حماية حقوق الإنسان، ولديها مقررون خاصون بالمرأة والطفل والمدنيين، ويفترض أن هناك مواثيق دولية تعمل على رصد مثل هذه الانتهاكات واتخاذ الإجراءات بشأنها.

وتابع: بعد يومين فقط من تعيين الأمم المتحدة معين شريم مسؤولاً عن متابعة أوضاع المعتقلين، قامت ميليشيا الحوثي باعتقال العديد من الأشخاص الذين يعملون لدى المنظمات الأممية، بينهم نساء مثل حنان الشيباني ونسرين الشرماني، وقبلهم عدة موظفين في الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي.

وأردف: نلاحظ أن الحوثيين يزدادون جرأة وكسراً للخطوط الحمراء، سواء ما يتعلق بالمرأة اليمنية أو بمقرات الأمم المتحدة التي تم الاعتداء عليها ونهب الحواسيب والمعلومات.

وزاد: هناك إرادة من قبل الحوثي لابتزاز المستفيدين من المساعدات، كما يسعى لفرض شروط جديدة مثل تعيين موظفين موالين له في المنظمات والحصول على المزيد من الأموال.

وقال: هناك عملية تغيير في العقلية وتحويل العمل الإنساني إلى سياسي للاستفادة من الدعم الأممي لصالح ميليشيا الحوثي.

وأضاف: أعتقد أن تراخي الأمم المتحدة أو تعاملها مع ميليشيا الحوثي وكأنها جهة يمكن التفاهم معها هو ما شجع الحوثيين.

وتساءل: ما الذي يعني أن تصدر الأمم المتحدة بيان إدانة؟ صحيح أن هناك تصعيداً وصل إلى مجلس الأمن، لكن هذا البيان بلا أسنان. نحن نتحدث عن موظفين أمميين، ولم يسبق لجماعة مهما بلغت درجة إرهابها أن اعتقلت مثل ما تفعل ميليشيا الحوثي، ولم نسمع من قبل عن زعيم يتهم موظفين أمميين علناً بأنهم جواسيس لإسرائيل.

تقارير

حيث يعاد رسم مستقبل اليمن.. التفاصيل الكاملة لليوم الثاني من مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين

مع بداية اليوم الثاني من مؤتمر الخبراء والباحثين اليمنيين كان الجدل قد تصاعد الليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما الذي يمكن أن تفعله المعرفة في بلد أنهكته الحرب والسياسة؟، غير أن المشهد بدا أكثر وضوحا مع إدراك اليمنيين أن المعرفة أصبحت الفاعل الجديد في المشهد اليمني، بعد تراجع السياسي والعسكري.

تقارير

وعود الإصلاح وأرض الواقع.. المواطن يدفع ثمن السياسات الاقتصادية الفاشلة

بينما يغرق الناس في الظلام وينهش الجوع بطونهم، بعد أن قلصت المنظمات الدولية من مساعداتها الإغاثية، تعجز السلطة الشرعية حتى الآن عن توريد إيراداتها للبنك المركزي، فكل طرف داخل السلطة يقتطع لنفسه جغرافيا وموارد خاصة به، ويتقاسمون البلاد كما لو أنها إرث حصلوا عليه، ثم يتبادلون التهم ويلقون على الناس خطابات عن قلة حيلتهم.

تقارير

مليشيا الحوثي توسع حربها على الجامعات .. حملة ممنهجة لتدمير التعليم وتحويله إلى أداة تعبئة طائفية

تواصل مليشيا الحوثي فرض قبضتها على مؤسسات التعليم العالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ الجامعات من محتواها العلمي وتحويلها إلى منصات دعائية تكرّس الفكر الطائفي، وتخدم أجندتها العسكرية والسياسية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.