تقارير
ميدل إيست آي: تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية" سيطيل عمر الحرب في اليمن
ذكرت مجلة ميدل إيست آي بأن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية سيشكل عائقا للحل السياسي، الذي تحاول إدارة بايدن التوصل إليه في اليمن.
وقالت إن هذا القرار، الذي اتخذته الولايات المتحدة بتصنيف "جماعة الحوثيين" في اليمن "منظمة إرهابية" أجنبية، يهدف إلى تحميلها "المسؤولية عن أعمالها الإرهابية، بما في ذلك الهجمات خارج الحدود التي تهدد السكان المدنيين، والبنية الأساسية، والشحن التجاري، حسب وزير الخارجية الأمريكية بومبيو.
وأضاف "بومبيو"، في بيان له، أن "الجهود المبذولة ترمي إلى تحقيق السلام والسيادة والوحدة في اليمن بدون تدخلات إيران، والوصول إلى سلام مع جيرانها".
وأوضح أنه "لا يمكن تحقيق الاستقرار في اليمن بدون تحمل المتسببين بما يحدث مسؤولية أفعالهم".
وقال الكاتب في مقاله بموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye): "إنه، وبالرغم من هذا، فإن سلبيات هذا القرار أكثر بكثير من الإيجابيات المحتمل ترتبها عليه، حيث لا يملك أكثر من مليوني طفل تحت سن الخامسة ما يكفي من الطعام، ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، لذا فإن هذه الخطوة الأميركية سوف تجعل مهام وكالات الإغاثة في اليمن أكثر صعوبة".
مدير منظمة "هيومن رايتس وواتش"، ميشيل بيج، يقول لموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye): "إن اليمنيين المدنيين بالفعل يواجهون تهديدات وجودية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك خطر المجاعة الوشيك، وقرار ترامب الذي جاء في اللحظة الأخيرة يضيف -ببساطة- عبئاً على المدنيين، لأنه سيجبر المنظمات الإغاثية على الحد من المساعدات، أو إنهائها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي".
مما يعني -حسب كاتب المقال- أن هذه الخطوة ستزيد الأمور سوءًا على المدنيين الذين سيشكلون الضحايا الرئيسيين لهذا القرار.
تضخيم دور إيران
وبحسب "ميدل إيست آي"، فإنه منذ أن استحوذ الحوثيون على السلطة في صنعاء، تم تصويرهم على نحو متزايد بأنهم مدعومون من إيران. وعلى الرغم من مساعدات طهران العسكرية للحوثيين بعد اندلاع الحرب المستمرة لستة أعوام، فإنها لا تسيطر على عملية صنع القرار في هذه الجماعة.
وقال محلل الشؤون الدولية توماس جونو ل"ميدل إيست آي": "كان الاستثمار الإيراني في اليمن محدوداً، وبالتالي فهذا التأثير محدود".
وأضاف أنه "إذا لم تقدم إدارة ترامب دليلاً ملموساً عن الكيفية التي يعمل بها الحوثيون كوكلاء لإيران، فإنه لا ينبغي تصنيفهم هكذا".
وقال الكاتب في مقاله ب"ميدل إيست آي": بينما رحبت الحكومة اليمنية بهذا القرار، وقالت إنه مستحق، لأنه يعاقب الحوثيين على أفعالهم، فإن محمد البخيتي العضو الناشط في جماعة الحوثيين صرح ل"ميدل إيست آي" بأن هذه الخطوة لا تصبّ في مصلحة أمريكا، بل تستثنيها من لعب أي دور سياسي في المستقبل، سواء في اليمن الآن أو بعد أن تصبح اليمن دولة مهمة في المنطقة، حسب قوله.
وأضاف البخيتي "أن اليمنيين معتادون على مثل هذه التحديات".
دور السعودية
وتحدث كاتب المقال عن دور السعودية، موضحاً أنه "لا يوجد شك بأن الحوثيين يشتركون في تحمل المسئولية عن الأزمة التي تعيشها اليمن، لكن التحالف، الذي تقوده السعودية، مسئول لوحده عن ثلثي عدد الوفيات خلال فترة الست السنوات الماضية من الحرب".
وأضاف الكاتب "أن إدانة إدارة ترامب للطرف المسؤول عن نسبة أصغر من الوفيات ــ في حين أنها تقدم دعماً غير مشروط للمملكة العربية السعودية ــ إدانة تتسم بالنفاق والرّياء".
نائب رئيس البعثة السابق في السفارة الأميركية في صنعاء، نبيل خوري، قال إن "هذا القرار، الذي يأتي من جانب إدارة راحلة، يفتقر للمغزى الأخلاقي أو السياسي أو حتى وجهة نظر الأمن القومي".
وأوضح خوري "أن الغرض من هذا القرار، الذي سيبدأ تنفيذه في التاسع عشر من يناير -أي اليوم السابق لتنصيب بايدن- هو وضع عقبة لا غير".
وأضاف أنه "إذا أراد أحدهم تحقيق السلام في اليمن فإن عليه أن يتفاوض مع جميع الأطراف، بمن فيهم الحوثيون، لأنهم طرف أساسي في هذه الحرب. وبالتالي فإن أي مبادرة سلام أمريكية قادمة ستكون صعبة بعد هذا التصنيف".
وختم الكاتب مقاله ب"ميدل إيست آي" بأن هذه الخطوة ستعرقل الخطوات الساعية للسلام، وستستقطب مزيدا من الأطراف إلى ساحة الصراع، بدلاً من التوجه لحل سياسي للوصول إلى السلام. وليس من الواضح بعد ما إذا كان التحالف، الذي تقوده السعودية، سوف يستفيد من تصنيف الولايات المتحدة هذا لإطالة أو توسيع حملته العسكرية في اليمن، وهو ما من شأنه أن يدفع الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد أكثر عن طريق الحل السياسي.