تقارير

هكذا يفضح تهريب الأسلحة بين القرن الإفريقي واليمن طبيعة التخادم بين الحوثيين والشبكات الإيرانية

10/11/2025, 09:44:32

تتصاعد وتيرة عمليات تهريب الأسلحة والمعدات المستخدمة في التصنيع العسكري إلى اليمن بصورة مثيرة للقلق، وعادة ما تكون الشحنات التي تمر عبر بعض دول القرن الأفريقي، قادمة من طهران أو بكين.

في أحدث عمليات الضبط؛ أعلنت مصلحة وخفر السواحل اليمنية، القبض على سفينتين خشبيتين قادمتين من جيبوتي حيث تم اعتراضهما على بعد 70 ميلا بحريا من ميناء عدن، وكانتا في طريقهما إلى منطقة رأس العارة في محافظة لحج.

وبحسب خفر السواحل فإن السفينتين تحملان نحو 250 طنا من البضائع المتنوعة، من بينها معدات اتصالات حديثة تضم أجهزة شبكية من شركة هواوي الصينية تستخدم عادة في شبكات الألياف الضوئية والبنى التحتية للاتصالات.

وتأتي هذه العملية بعد عشرات العمليات المشابهة التي تم ضبطها، وزادت وتيرتها عقب تدمير موانئ الحديدة الثلاثة، وتشديد الرقابة الدولية على عمليات التهريب.

نجاحات

يقول الخبير في القضايا السياسية والعسكرية العميد عبدالرحمن الربيعي، بغض النظر عن تصاعد عمليات التهريب، يمكننا أيضاً بموازاة ذلك قراءة نجاحات خفر السواحل وقواتنا المسلحة المنتشرة على الساحل الغربي وحتى خليج عدن.

وأضاف: نجاحاتنا المتكررة التي أصبحت اليوم محل إعجاب لجميع المراقبين، من خلال تتبع هذه الشحنات التي تم ضبطها، يعد بحد ذاته نجاح.

وتابع: مهما كان لديك من إمكانيات وقوة يمكن الحد من عمليات التهريب، والتقليل من خطورتها، لكن أن تكون هناك عملية منع كلّي فهذه مستحيلة.

وأردف: البحار ليست طرقا أسفلتية، إنما مفتوحة جداً، ولذلك من الصعب جداً على أي قوى دولية أو حتى وطنية أياً كانت أن تستطيع عمل إغلاق كلي لمناطق تعد مفتوحة وواسعة.

وزاد: إذا لاحظنا مرور السفينتين الخشبية وفق المعلومات المتداولة على وسائل الإعلام، يتبين أنهما سفينتين صغيرتين، حمولة السفينة لا تتجاوز الـ 250 طنا، ومن خلال اختيار المسار، مهما قيل حولهما فإن عملية التهريب من الدرجة الأولى، لأنها اختارت مسارا بين المنطقة المفتوحة القريبة من جزيرة ميون- باب المندب إلى خليج عدن، ويبعد 70 كيلو عن ميناء عدن، وقد تكون نفس المسافة من جهة الغرب.

وقال: هاتان السفينتان اختارتا طريقًا مفتوحا أو بمعنى تضليلي حيث لا تتوفر الرؤية الكافية لخفر السواحل لأنه حتى الرادارات مع هكذا سفن لا تعتبر مجدية لأنها ليست مسجلة.

وأضاف: إيران وكأنها الآن تمر بمنعطف فريد وخطير للغاية، نتيجة ما حدث في شهر يوليو أو ما يطلق عليها بحرب الاثني عشر يوما بين إسرائيل وإيران، ثم تدمير قرابة 70 % من حزب الله وإمكانياته في لبنان، وأيضا سقوط بشار الأسد ونظامه في سوريا، وأيضا ما حل بالحوثيين من غارات جوية ألحقت اضرارا كبيرة، لذا تحاول إيران الآن أن تبقي على ما تبقى لديها من أهم أذرعها في المنطقة وهما حزب الله والحوثيين.

وتابع: إيران تهتم بالحوثيين أكثر من حزب الله نتيجة انتشارهم على جغرافيا واسعة، وفي نفس الوقت تستطيع أن تجرّب من خلالها المزيد من الأسلحة والمعدات.

تغيير الاتجاه

يقول المحلل السياسي عبدالواسع عبدالواسع الفاتكي، بعد تضييق الخناق على ميليشيا الحوثي في الموانئ التي كانت تسيطر عليها بعد الضربات الأمريكية على تلك الموانئ، اتجهت الميليشيا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية كنوع من التمويه واضطرت إلى أن تسلك هذا الطريق من التهريب تحت ستار البضائع التجارية.

وأضاف: ميليشيا الحوثي تعتقد أنها يمكن أن تمرر عدد من الصفقات الـ العسكرية تحت ستار البضائع التجارية، وخاصةً المتعلقة في معدات الاتصالات لأن معدات الاتصالات مهمة جدًا في إطار الحرب الحديثة.

وتابع: نلاحظ أن معظم شحنات الأسلحة التي تم ضبطها تتعلق بأجهزة حديثة ومعدات متطورة حديثة تتعلق ببناء منظومة شبكة اتصالات عسكرية حديثة، فيما الأسلحة التقليدية قليلة كالذخائر والرصاص.

وأردف: أكثر البضائع التي ركزت عليها المليشيا الحوثية في المعدات العسكرية كانت طيران مسير وكل ما يتعلق بالطيران المسير، لأنه في الحقيقة المليشيا كثفت من عمليات التهريب وإيران ركزت على هذا الجانب لأنها تدرك بأن هناك حرب قادمة وهي تعد نفسها في هذه المرحلة.

وزاد: ميليشيا الحوثي تريد أن تعمل على تطوير قدراتها العسكرية في ما يتعلق بالاتصالات، لأن الاتصالات تمثل ما يمكن أن نسميه دماغ العمليات العسكري، فيما بقية المعدات العسكرية تمثل العضلات، لذا الميليشيا الحوثية تريد أن تنشئ لها شبكة اتصالات عسكرية مستقلة وأيضاً خطوط تهريب مستقلة.

وقال: النقاط التي تم ضبط فيها الشاحنات التي يعتقد أنها متجهة لميليشيا الحوثي، ليس فيها تواجد عسكري كبير جدا من قبل الحكومة الشرعية، مثلا: منطقة رأس العارة تعتبر منطقة لا يوجد فيها سيطرة أمنية كاملة، إضافة إلى أنها منطقة قريبة من باب المندب، وهي أيضًا قريبة من المناطق البرية التي يمكن من خلالها إيصال تلك المعدات أو تلك الأسلحة للميليشيا.

وأضاف: أعتقد أن الحكومة الشرعية مؤخرًا حينما قررت إغلاق بعض المنافذ غير الشرعية ومنها منفذ رأس العارة، كانت بذلك تدرك خطورة هذه الأماكن بالنسبة لتهريب الأسلحة والمواد الممنوعة كالمخدرات وما إلى ذلك من البضائع التي تدخل والتي تخسر الحكومة الشرعية مليارات الريالات لأنها أصبحت مناطق يتم فيها التهريب الجمركي.

وتابع: أعتقد أيضا أن هناك شبكات تهريب متخادمة مع ميليشيا الحوثي، وبرعاية إيرانية، لأن شبكات التهريب لا تنحصر فقط على المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.

تقارير

ضغوط نزع سلاح المحور الإيراني.. هل تفجر حربا إقليمية جديدة؟

تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية لنزع سلاح المليشيات الطائفية التابعة لإيران، بدءًا بحزب الله اللبناني، ثم مليشيا الحشد الشعبي في العراق، وأخيرا مليشيا الحوثيين في اليمن، حيث كشفت مصادر مقربة من الحوثيين أن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تضغطان لتعديل خارطة الطريق التي كانت قد توصلت إليها الرياض ومليشيا الحوثيين بوساطة عمانية، وذلك بإضافة تعديلات تتضمن نزع سلاح الحوثيين.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.