تقارير

هل ستفرض مليشيا الحوثي شروطها على المجتمع الدولي من أجل القبول بتمديد الهدنة؟

03/10/2022, 07:26:35

انتهت الهدنة الأممية المعلنة في اليمن، فيما تتواصل الجهود الدولية لتمديدها وسط ابتزاز لمليشيا حوثي من خلال شروط تريد من خلالها نيل مكاسب جديدة، كما حدث خلال فترات الهدنة السابقة. 

أبرز شروط المليشيا دفع الحكومة مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، دون الالتزام بتوريد عائدات سفن الوقود في ميناء الحديدة، لصالح صرف المرتبات وفقا لشروط الهدنة واتفاق ستوكهولم.

- الطرف الضعيف

يقول البرفيسور عبدالوهاب العوج: "إن مليشيا الحوثي دأبت على اختراق الأمور، ووضع المفاجآت والعراقيل أمام تنفيذ ما يتطلب منها، وتضع اشتراطات جديدة، حيث تضع 10 اشتراطات لتُحقق شرطين، وحققت نجاحات عكس الطرف الآخر".

وأضاف: "نلاحظ، خلال الهدن والاتفاقات السابقة، أن مليشيا الحوثي حققت أشياء كثيرة عكس الطرف الحكومي مدعوما بالتحالف السعودي - الإماراتي، وهو الطرف الضعيف".

وأوضح أن "مليشيا الحوثي دائما تكسب، وتضع سقفا مرتفعا جدا، وتفاجئ الجميع، وللأسف المبعوث الأممي يضغط على الطرف الضعيف المتمثل بالحكومة الشرعية، لأن هناك مشكلة في إمداد الطاقة من السعودية والإمارات، فيريد أن يستمر عدم ضرب المنشآت النفطية فيها من قِبل مليشيا الحوثي".

وقال: "لم تُسلّم رواتب الموظفين من عائدات ميناء الحديدة، لم يطلق الأسرى، ولم تقدّم حتى كشوفات بأسماء المعتقلين والمغيّبين منذ 7 سنوات، وطرق تعز لم تفتح، ومليشيا الحوثي وحدها من تكسب من هذه الهدن والاتفاقيات".

- حاجة دولية

من جهته، يقول الباحث في العلاقات الدولي، الدكتور عادل المسني: "إن الهدن هي حاجة المجتمع الدولي، الذي يعيش ظروفا صعبة مع تطوّرات الأوضاع في أوكرانيا، والعقوبات واستهداف خطوط الطاقة الروسية، وهذا الأمر شكّل ضغوطا على المجتمع الدولي". 

ويرى أن "المجتمع الدولي سينفتح مع مطالب مليشيا الحوثي، كونه مدفوعا بهذه الحاجة، وتهمّه استمرار الهدنة واستمرار تدفق الطاقة".

واعتبر أن "المجتمع الدولي يسعى لتمديد الهدنة للحفاظ على مصادر الطاقة، لذا من المتوقّع أن ينفتح أمام شروط مليشيا الحوثي".

ولفت إلى أن "الحكومة اليمنية تعاني من الانقسام في الداخل، فضلا عن كون التحالف العربي لا يمانع من الهدنة، والمجلس الرئاسي ليس لديه آليات أو محددات للضغط، وبالتالي هو ضائع في هذه الهدن". 

- الحرب واللاحرب

في هذا السياق، يقول الصحفي أحمد شوقي: "إن تمديد الهدنة، في الوقت الحالي، لم يعد بالإمكان، بل هو تحصيل حاصل، لأننا لم نشهد أي تطوّرات خلال الهدن السابقة، ومليشيا الحوثي ربما بدأت تشعر الآن بمخاوف في ظل الأحداث الجارية في إيران".

وأضاف: "حتى وإن لم يتم الاتفاق على الهدنة، اعتقد بأنه لا يمكن أن يتغيّر شيء على أرض الواقع، وستبقى الأمور معلّقة بين الحرب واللاحرب حتى يتم حدوث اتفاق، أو تغيّرات في الجانب السياسي".

وأشار إلى أنه "لا جدوى من هذه الهدنة، وربما هناك من كان يراهن عليها من المراقبين والنشطاء والصحفيين خلال الفترة الماضية، على اعتبار أن المجلس الرئاسي سيقوم باتخاذ إجراءات جادة في جانب تصحيح الأوضاع، وإحداث تغييرات داخل مؤسستي الجيش والأمن". 

وقال: "مليشيا الحوثي لن توافق على فتح الطرقات في تعز، وتماطل في هذا الملف بالتحديد، كونه  يمثل لها خسارة لورقة رابحة مارست من خلالها ابتزاز المجتمع المحلي".

تقارير

إعلان مليشيا الحوثي توسيع هجماتها إلى البحر الأبيض المتوسط.. ما الآثار والتبعات؟

تكثر التحذيرات حول مستقبل مجهول لدول المنطقة، وتعثر ملف التسوية اليمنية، وارتفاع خط الفقر أكثر مما هو عليه الآن على اليمنيين، فيما تواصل مليشيا الحوثي رفع وتيرة التصعيد والتهديد باستهداف المزيد من السفن في البحر الأحمر.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.