تقارير

هل سيتحرك الحوثيون لملء الفراغ بعد مقتل حسن نصر الله؟ (ترجمة)

08/10/2024, 15:15:14
المصدر : دويتشه فيله - ترجمة خاصة

لقد نجا الحوثيون من هجمات الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما، وهم الوحيدون من بين الجماعات المختلفة المدعومة من إيران، التي لم تعاني من نكسات خطيرة، خلال العام الماضي، كما أنهم يعتبرون "مجانين" بعض الشيء.

في خطاب ألقاه مؤخرا، أعلن زعيم جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن -بفخر- حصيلة ما قامت جماعته، خلال العام الماضي: استهدفت جماعة الحوثي، التي تسيطر على جزء كبير من شمال اليمن، 193 سفينة تمر ببلادهم، وأطلقت أكثر من 1000 صاروخ وطائرة مسيّرة على أعدائها، بما في ذلك إسرائيل، وفقا لما أعلنه عبد الملك الحوثي، يوم أمس الأول، كل هذا كان دعما لحركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، كما قال.

كما أطلقت جماعة الحوثي -التي وصفت سابقا بأنها "مليشيا رثة ترتدي الصنادل"، أو "مزارعون يحملون البنادق"- صواريخ باليستية على إسرائيل، وأسقطت مؤخرا طائرة أمريكية مسيّرة.

وحتى الآن على الأقل، لا يبدو أن شيئا قد أوقف الحوثيين، فلا قوة عمل بحرية دولية لحماية الشحن في البحر الأحمر أوقفتهم، ولا القصف الجوي المتكرر للمناطق التي يسيطرون عليها أوقفهم.

كتب مايك نايتس، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هذا الشهر، في تحليل له: "الحوثيون أقوى وأكثر كفاءة من الناحية الفنية وأكثر الأعضاء بروزا في محور المقاومة، مما كانوا عليه في بداية الحرب".

ويتألف ما يسمى ب"محور المقاومة" من مجموعات عسكرية متمركزة في غزة ولبنان والعراق واليمن، وكلها، بشكل أو بآخر، مدعومة من إيران، وتعارض إسرائيل والولايات المتحدة.

وأوضح نايتس بالقول: "يمكن القول إن الحوثيين نجوا، منذ عام من الحرب، بدون أن يعانوا من نكسات كبيرة... وقدموا أفضل أداء عسكري بين جميع أطراف محور المقاومة».

ونتيجة لذلك، أصبح الحوثيون أعضاء أكثر بروزا في المحور، بل إن زعيمهم الحوثي يُوصف بأنه من المحتمل أن يحل محل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي قتلته إسرائيل، الشهر الماضي، ويعمل كرئيس رمزي للتحالف الموالي لإيران.

ويؤكد محمد الباشا، المحلل الأمني المقيم في الولايات المتحدة والمتخصص في الشرق الأوسط واليمن: "في غياب نصر الله، تحرك عبد الملك الحوثي بسرعة لملء الفراغ؛ لقد خطف الحوثيون الأضواء".

هل سيصبح الحوثيون أكثر إزعاجا الآن؟

يقول الخبراء إنه من المحتمل جدا أن يصبح الحوثيون أكثر إزعاجا الآن، مشيرين إلى عدد من العوامل.

أولا، يشكل بعدهم عن إسرائيل ميزة لهم، إذ أنه على عكس بعض جماعات محور المقاومة الأخرى، مثل حزب الله وحماس، فإن الحوثيين على بعد أكثر من 2000 كيلومتر من إسرائيل، كما قال الباشا ل"دويتشه فيله".

وأضاف المحلل الباشا بالقول: "بالإضافة إلى ذلك، يخضع حزب الله لتدقيق إسرائيل، منذ أربعة عقود، في حين أن معرفة إسرائيل بالحوثيين لا تزال محدودة بالمقارنة بحزب الله".

انخرط الحوثيون أيضا في القتال، منذ عقود، أولا كجزء من تمرد ضد الديكتاتورية اليمنية، بدءا من عام 2004، ثم انخرطوا، من عام 2014، في حرب أهلية بعد نهاية الديكتاتورية، ومؤخرا، ضد التحالف الدولي بقيادة السعودية، الذي دعم خصومهم في الحرب الأهلية.

وتابع الباشا قائلا: "على مدى عقود من الصراع، قام الحوثيون بإضفاء اللامركزية على جميع جوانب عملياتهم، من الوقود والإمدادات الغذائية إلى تصنيع الأسلحة".

كما يقول الباشا إن قواعدهم مخبأة في جبال اليمن، وفي أنفاق تحت الأرض، مما يجعل الضربات الجوية أقل فعالية، ونظرا ل"سجلهم القوي في العمليات البرية" فإنه لا توجد قوة أجنبية تريد الغزو البري.

كما أن لدى الحوثيين اتصالات بحلفاء بعيدين. فلديهم مكاتب في العراق، وأعلنوا عن تنفيذ هجمات على إسرائيل بالتعاون مع المليشيات المدعومة من إيران في العراق.

- صواريخ من إيران

ومن المحتمل أن يحصل الحوثيون أيضا على دعم أفضل بالأسلحة من إيران. وأوضح الباشا أنه "قبل 7 أكتوبر 2023، كانت إيران تزوّد الحوثيين بنسخ قديمة من الصواريخ والطائرات المسيّرة". أما "الآن فيطلق الحوثيون أنواعا معدّلة من صاروخ خيبر شيكان الإيراني (الباليستي متوسط المدى). إنها مسألة وقت فقط قبل أن تظهر صواريخ فتاح التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في اليمن، إن لم تكن قد ظهرت مسبقا".

وكما قال نايتس في دراسته، التي أجراها في شهر أكتوبر الماضي، فإن اليمن سيكون موقعا مثاليا لمثل هذه الصواريخ بسبب موقعه، وإمكانية إخفاء الأسلحة في جباله.

ونظرا لموقعهم القريب من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن الحوثيين لديهم أيضا القدرة على ضرب جيرانهم، وزيادة تعطيل التجارة والأعمال التجارية العالمية.

ففي الأسبوع الماضي، أثناء الإعلان عن هجمات صاروخية على إسرائيل، قال المتحدث باسم الحوثيين إنهم يعتبرون جميع "المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة تحت نيراننا".

إذا هاجمت إسرائيل، في نهاية المطاف، منشآت إنتاج الطاقة الإيرانية ردا على الهجوم الصاروخي الأخير لها على إسرائيل، فقد يرد الحوثيون باستهداف منشآت الطاقة التابعة لحلفاء الولايات المتحدة. وقد أطلقوا في السابق صواريخ على منشآت إنتاج النفط السعودية والإماراتية.

وقال ميك مولروي، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن ونائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، ل"دويتشه فيله" -خلال حلقة نقاش عبر الإنترنت الأسبوع الماضي: "هذا شيء يدعو للقلق بالتأكيد".

وأضاف: "يمكن للحوثيين مهاجمة البنية التحتية للدول المجاورة، ويمكن لإيران أن تلغم مضيق هرمز".

وتابع: "من المؤكد أن الإيرانيين لديهم القدرة على القيام بذلك، وهذا من شأنه أن يعيق بشكل أساسي نقل الطاقة إلى خارج المنطقة، مما قد يسبب صدمة اقتصادية. ومن ثم بالطبع، يمكن للحوثيين الاستمرار في ملاحقة السفن".

- الحوثيون: "لا نبالي"!

وهناك سبب آخر، إذ يمكن أن يصبح الحوثيون أكثر أهمية، وهو أكثر غموضا، والذي يتعلق بموقف الجماعة.

وأوضح الباشا أنه "بعد عقدين من الانتصارات، التي حققوها، أصبح الحوثيون أكثر جرأة".

وأشار إلى أن "العديد من مقاتليهم ظلوا في حالة حرب منذ شبابهم، وليس لديهم الكثير ليخسروه.

وأوضح: "إن عقلية 'لم لا؟' هذه تمنحهم ميزة إستراتيجية، وقد يندفعون إلى الحد الذي قد يتردد الآخرون بالمضي فيه".

ووفقا لما يقوله إبراهيم جلال، وهو باحث غير مقيم وخبير في شؤون اليمن في مركز كارنيغي للشرق الأوسط: "بالنسبة لإيران، يمكن اعتبار الحوثيين عبئا وشكلا من أشكال النفوذ".

وأضاف: "إنهم يشكلون نفوذا بسبب عدم القدرة على التنبؤ بهم، لكنهم عبء بمعنى أنهم يختارون التصعيد باستمرار. حتى إن الرئيس الإيراني أدلى بتصريحات على هذا المنوال، بأن هؤلاء الرجال مجانين".

يروي جلال أنه في مرحلة ما، أي بعد وقت قصير من تهديد الولايات المتحدة برد عسكري على هجمات الحوثيين ضد الشحن، بدأ الحوثيون يهتفون "لا نبالي، اجعلوها حرب كبرى عالمية"، في تجمعاتهم.

ويقول جلال: "فهم حقا لا يبالون! إنهم مجانين بعض الشيء"! وهذا يعكس مستوى تجاهلهم للسكان المدنيين في اليمن، الذين قاسوا جراء أزمات إنسانية واقتصادية هائلة على مدى العقدين الماضيين.

وأضاف: "والآن يجلب الحوثيون المزيد من المشاكل لهم، مثل الغارات الجوية الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية، مما يعني أن السكان يعانون من ويلات أكثر".

تقارير

"قانون دعم فاتورة المرتبات".. تشريع حوثي جديد لنهب حقوق الموظفين

بعد مضي أكثر من 8 سنوات مذ توقفت عملية صرف مرتبات موظفي وحدات الخدمة العامة، ومنتسبي الجيش والأمن في صنعاء، والمناطق الخاضعة للجماعة، أقدمت مليشيا الحوثي على إصدار قانون دعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة بشكل مخالف للدستور والتشريعات في البلاد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.