تقارير

هل فشل التحالف في وقف تدفق الأسلحة للحوثيين عبر البحر الأحمر؟

10/01/2022, 12:15:45
المصدر : غرفة الأخبار

تقارير كثيرة تتحدث عن تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين وقليلة هي عمليات الضبط في الطرق الواقعة تحت رقابة التحالف السعودي-الإماراتي والقوى الدولية.

ما وُصف بالتقرير السري للأمم المتحدة عن تهريب الأسلحة الإيرانية إلى مليشيا الحوثي لم يكن مفاجئا، بل إنه امتداد لرحلة تهريب طويلة بدأتها طهران لدعم الحوثيين قبل عقود.

في كل مرّة، تتقدّم السعودية، التي تقود التحالف في اليمن، برسلة إلى مجلس الأمن تشكو استمرار إيران في إمداد الحوثيين بالأسلحة، لكن الرياض وحلفاءها في المنطقة، بما فيها واشنطن، عجزوا عن إيقاف تلك الأنشطة.

-مفاوضات فيينا

وفي السياق، يقول الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني: "إنه يمكن قراءة ضبط البحرية الأمريكية شحنة أسلحة إيرانية قادمة للحوثيين في سياق المشهد الجديد الذي يرسمه اهتمام المجتمع الدولي بمفاوضات فيينا".

وأضاف المسني، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أنه "يمكن قراءة هذه التطورات أيضا في سياق الضغوطات الممارسة على إيران من أجل تقديمها للتنازلات".

ويرى المسني أن "تحرك مليشيا إيران، ومن بينها مليشيا الحوثي، بهذا التوقيت واستيلاءهم على السفينة 'روابي' له علاقة بهذه المفاوضات".

ويوضح المسني أن "هناك استراتيجية جديدة للسعودية لممارسة الضغوط على أدوات إيران، كما أن هناك تفكيكا للملفات الإيرانية في اليمن وغيرها".

وفيما يتعلق بهدف الحوثيين من خطف السفينة "روابي"، يوضح المسني أن الحوثيين "بعد فشلهم الميداني توجّهوا للبحر، من أجال إيصال رسالة للسعودية أن لديهم القدرة على إشعال الحرائق في هذا المكان القريب من باب المندب".

ويفيد المسني أن "إيران والحوثيين يريدون بهذه الأفعال نقل التهديد للتجارة الدولية، كون هذا الممر يمثل حساسية كبيرة لدى المجتمع الدولي".

ولا يعتقد المسني أن يكون هناك تحرك دولي تجاه الهجمات الإيرانية، "كون المجتمع الدولي لم يتحرك إزاء هجمات إيرانية حدثت  على سفن خليجية في فترات سابقة".

وبشأن الموقف الأمريكي حول عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين، يرى المسني أن "هناك تحولا في الموقف الأمريكي تجاه الحوثيين مؤخرا".

ويضيف أن "أمريكا تقوم برصد كبير لعمليات تهريب الأسلحة للمليشيا، كما أنها قامت باصطياد كثير من السفن الإيرانية في البحر مؤخرا".

-أكثر خطورة

من جهته، يقول الخبير العسكري محمد جواس: "إن قرصنة السفينة الإماراتية 'روابي' تعد عملا عسكريا عالي الخطورة، وأكثر خطورة من خطورة زرع الألغام أو إرسال الزوارق المفخخة".

ويرى جواس أن "تصعيد التحالف مؤخرا نابعا من إدراكه لمدى خطورة هذه الأعمال"، مؤكدا أنه "من حق التحالف والشرعية أن يرفعوا الحصانة المدنية عن مواقع التهديد التي أثبتها التحالف في مؤتمر صحفي سابقا".

ويوضح أنه "بإمكان التحالف رفع الحصانة المدنية عن ميناء الصليف تحت مبرر الحفاظ على اتفاق ستوكهولم، وبدون الحاجة للإعلان عن انتهاء هذا الاتفاق".

ويلفت جواس إلى أن "حالة الرد تكون بإجبار مليشيا الحوثي على العودة إلى اتفاق ستوكهولم، وذلك من خلال إطلاق سفينة 'روابي' المحتجزة، والتزامهم بعدم العودة لهذه الأعمال، وتقديم اعتذار على قيامهم بهذه الأعمال كذلك".

وحول الحديث عن إخفاق التحالف في منع وصول الأسلحة والدعم الإيراني لمليشيا الحوثي، ينفي جواس الحديث عن إخفاق بهذا الخصوص، "كون الحدود اليمنية تبلغ 2500 كيلو متر، ولا يمكن لقوات التحالف أن تغطي هذه المساحة الشاسعة".

ويرى جواس أنه "يمكن مراقبة كل الحدود البحرية اليمنية في حال تمت الاستعانة بقوات دولية بجوار هذه القوات".

ويفيد جواس أن "وصول الأسلحة إلى الحوثيين يتم عبر بحر عُمان مرورا بالمهرة، كما أنه يتم استغلال الفساد الحاصل في النقاط العسكرية، وبالصورة التي يتم فيها تهريب المخدرات تماما".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.