تقارير

يُقتل الفلسطينيون وإيران تمد نفوذها في باب المندب (تحليل سياسي)

03/03/2024, 18:14:05
المصدر : ماهر أبو المجد

لحظات الحروب والفوضى  عادة ما تحمل بداخلها فرصا وتحولات وقفزات إستراتيجية للأطراف التي لديها  مصالح أو مطامع، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو جيوسياسية، فتأتي لها الحرب بفرصة للتحرك نحو الأهداف المرسومة سلفا.

هذا القول ينطبق تماما على التحركات الإيرانية تحت ظلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

وقياسا على العلاقة بين حركة المقاومة وطهران، وتبني إيران لما يسمى "حلف المقاومة والممانعة" كان المتوقع بالنسبة للبعض أن تتحرك إيران في الجبهة الشمالية، جبهة حزب الله لإسناد المقاومة في فلسطين، لكن ما حدث أن إيران ذهبت صوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتحرك عن طريق حلفائها في اليمن (جماعة الحوثيين الانقلابية).

تلك التحركات، وإن كانت تحت شعار مناصرة الفلسطينيين، وبدأت باستهداف السفن الإسرائيلية، أو التي على علاقة بها، إلا أن الهدف الحقيقي منها هو الإعلان عن وصول إيران إلى البحر الأحمر، ومد نفوذها في مضيق باب المندب. 

الشواهد الميدانية تقول إن طهران نجحت في إضافة مساحات نفوذ جديدة لها ستستخدمها في البحث عن تسوية إقليمية تسمح للجماعات المرتبطة بها بالبقاء في السلطة.

وستستخدمها أيضا في مفاوضات الملف النووي العالق مع الغرب، والحسبة الأهم بالنسبة لطهران هو أن تصل في النهاية إلى تسوية تسمح فيها الولايات المتحدة لإيران في تطويق الخليج أكثر.

فشل إيران في الحصول على قاعدة بحرية في مدينة بورتسودان عوضته عن طريق حلفائها الحوثيين في اليمن.

هذه القفزات الإيرانية يقابلها ضعف وانكماش عربي، وحالة من التردد في اتخاذ إجراءات حاسمة في ملفات الأمن القومي المُلحة والطارئة.

وبينما يتمدد الأعداء والمنافسون الإقليميون ينكمش العرب على أنفسهم، ويغرقون في التفاصيل الداخلية، في اللحظة التي يشتغل فيها العالم على المعادلة الأمنية والجيوسياسية الدولية والإقليمية.

يُقتل الفلسطينيون بينما إيران تمد نفوذها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتحاصر العرب.

تقارير

عاملون أمميون خلف القضبان ومنظمات إنسانية محاصرة بتهم الجاسوسية (تحليل)

من الصعب أن تُروى قصة الحرب في اليمن دون التوقف أمام جانبها الأكثر قسوة،كيف تحوّل العمل الإنساني، الذي وُجد لإنقاذ الأرواح، إلى ساحة صراع ومصدر نفوذ في يد جماعة مسلحة. منذ دخول مليشيا الحوثي إلى صنعاء في سبتمبر 2014، تغيّرت طبيعة الدولة، وتحولت المؤسسات إلى أدوات سيطرة، والمنظمات الدولية إلى طرفٍ لا يمكنه العمل إلا بشروط الجماعة.

تقارير

الهندسة الحوثية للقضاء: تطييف العدالة وتكريس الولاء العقائدي

استحدثت مليشيا الحوثي في سبتمبر من العام الماضي تعديلاً خطيراً على قانون السلطة القضائية، أعادت من خلاله توزيع الصلاحيات داخل الجهاز القضائي، ومنحت السلطة التنفيذية سلطة مباشرة على مجلس القضاء وهيئات التفتيش.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.